المعنى بالتي هي أحسن عبدالله الصالح الرشيد |
تحضرني في هذا المقام خاطرة أوعبرة أو قصة واقعية مختصرة هادفة سمعتها ضمن محتوى شريط توعوي لأحد علمائنا الأفاضل من أصحاب الحلم والرؤى الصائبة أكثر الله من أمثالهم:
قال لافضّ فوه أشتكى أحدهم لجاره عن الحالة أو الجانب المتردي في سلوك أحد أبنائه ملتمساً الحل الناجع لدى جاره مؤملاً فيه خيراً,, أتدرون ماذا كان جوابه والحل المقترح الذي قدّمه,, لقد خاطب جاره بعبارة أشد من الخطأ المقترف من الابن المراهق حيث قال له: إن الحل الوحيد لابنك هو إحضار ملقط والتقاطه ونبذه كالخنفساء في أقرب حفرة,, ولكن الوالد صُدم بهذا الحل ولم يعر هذا الاقتراح أو المشورة أدنى اعتبار، حيث ستفسد أكثر مما تصلح وتهدم وتحطم أضعاف ماتبني,, واستعاض عنها بالدعاء الصادق والنصح المستمر والصبر والاحتساب وتقريب الجلساء الصالحين لابنه,, ولم تمض سوى فترة محدودة من عمر الزمن إلا والابن قد تدثر بثوب الصلاح والهداية وسلك الطريق المستقيم,.
أما صاحب المشورة وكما ورد في ثنايا الشريط فلم تمض فترة من الزمن إلا وأبناؤه قد أهملوه وتركوه وحيداً لأنه طيلة حياته قد استمرأ الشماتة بالآخرين وتحقيرهم وعُرف عنه الصلف والغلظة مع أبنائه وأقاربه وجيرانه ,, انتهى ,,, وقد جاء في الأثر لاتشمت بأخيك يعافيه الله ويبتليك ,, وهذا كله يعطينا الدرس الواقعي والمثال الحي والعبرة الصادقة بأهمية التناصح والصبر والستر وعدم الشماتة والتشهير بأخطاء الأبناء وغيرهم, والاتجاه في مثل هذه المواقف إلى الخالق العظيم بالدعاء الصادق النابع من القلب لكل من يضل الطريق وتوجيهه بالتي هي أحسن وبالرفق واللين وإعطائه القدوة الحسنة من أنفسنا وسلوكنا قولاً وعملاً وعدم اليأس والقنوط والصبر والاحتساب,,, والله الهادي إلى سواء السبيل.
|
|
|