نوافذ المرآة أميمة الخميس |
وفي الاسطورة القديمة (تسأل المرأة الشريرة مرآتها: هل هناك من هو أجمل مني في هذا العالم؟ فتجيبها المرآة: لا,, يا ساحرتي الفاتنة, الى ان كان يوم همست فيه المرآة: نعم أيتها الساحرة الفاتنة هناك صبية صغيرة تفوقك جمالاً وصباً وحيوية,, فكان هذا الجواب كاللطمة القوية على وجه الساحرة التي سرعان ما اطلقت بروقها ورعودها وتعويذاتها الشريرة وكل ما تهيأ لها من أساليب بغرض القضاء على تلك الفتاة ومن ثم الإختلاء (بالمرآة) ثانية دون منافس).
والأساطير عموما هي الدراما الكونية على هيئة شخصيات واحداث استطاع (الخيال الجمعي) من ان يجعلها تروي خصائص البشر وعلائقهم مع الحياة والطبيعة وانفسهم.
والاسطورة السابقة تبرز (المرآة) فالبطل المحوري الأول للاسطورة هي (المرآة) التي لا تعكس سوى الأنا والذات النرجسية المتورمة فكم من البشر من حولنا يطلون على العالم فلا يرونه الا من خلال المرآة!
لا يرون الا صلصلة (الأنا) الباذخة الحضور,, فإذا هُدد هذا الحضور بأي وجود آخر، فلا بد هنا من التصفية الكاملة!!، حتى يستأثروا بإطار المرآة لوجودهم فقط,, ولأن ليس هنا من صواعق وتعويذات شريرة تطلق ضد الآخرين اكثر قوة ونجابة من الشائعات والدسائس والمؤامرات فإن التاريخ قد ترصع بالكم الوافر من القصص والحكايات التي تحكي عن الخناجر التي ترقص رقصة الظلام بحثاً عن الظهور المطمئنة الآمنة.
إنها المأساة الأزلية (للمرآة) التي لاتحتمل الجديد والفتيّ والمختلف انها كالثمرة التي تعصي المشيئة الالهية وترفض النزول عن عرش الاغصان لتستبدل بثمرة يانعة ونضرة وطازجة,, وجديدة.
تروي الاسطورة السابقة بأن الساحرة لم تترك وسيلة شريرة دون ان توظفها للنيل من الفتاة القادمة والخلاص منها.
ولابد ان نتأمل الواقع قليلا بهدوء وصمت مستكين لنسمع دبيب عقارب النميمة ومخالب الظلام وطنين خفافيش العتمة، ولكن دائما في الحياة والاسطورة هناك نقطة ضوء بعيدة تلتمع في نهاية النفق وبصورة حتمية.
|
|
|