يثير تنازل الهلال السمح السهل عن لاعبه فهد الغشيان مجموعة من الأسئلة المحيرة خصوصاً اذا تأملنا في شراسته التي أبداها لاستعادة حسن العتيبي وانقضاضه بكل المخالب والأنياب التي يملكها لانتزاع الدعيع.
أعتقد - والله أعلم - أن تلك الأحداث الثلاثة فتحت باباً جديداً لصراع جديد وعنيف بين الهلال والنصر.
فمن الواضح بالنسبة لي على الأقل أن الهلال يدخل نظام الاحتراف باستراتيجية جديدة وخطيرة وأرجو من الله أن يعيها النصر حتى لا يقع في الفخ الأخير ويصبح رهينة في قبضة الهلال إلى ما شاء الله.
ما هو هذا الصراع وما هي امكانية كل فريق للانخراط فيه وتحقيق المكاسب بالتسليم السهل للغشيان وبصفقة الدعيع أستطيع ان أقول: إن الصراع التقليدي بين الهلال والنصر على وشك الزوال أو على الأقل دخلت عليه عناصر جديدة ستغير من جوهره, ولكي نستوعب معاً هذه الجدلية لابد من الاقتراب من جذور القضية وتلمس عناصرها.
سبق أن تحدثت عن عناصر تكون الفرق والتي حددتها في أربعة عناصر الجماهير، اللاعبون، الادارة، وأخيراً الإعلام .
وقد تحدثت عن عنصر الاعلام ببعض التوسع وفي طيات حديثي ذاك كنت مضطراً أن أشير إلى مسألة الجمهور وأهميته، ولأنني لم أتوسع في تلك النقطة فقد أساء بعض الأصدقاء من النصراويين فهمي خصوصاً عندما قررت أن النصر يتمتع بعدد كبير من جماهير المدرجات في الوقت الذي يفتقر فيه للجمهور النوعي، وقد فهم البعض ان المقصود بالجمهور النوعي هو الجمهور المثقف, وأحب أن أوضح للقارئ الكريم انه ليس من العدل وليس من العقل ان يدعي أي انسان أن النصر أو غيره من الفرق يمكن أن يخلو من مساندة بعض المثقفين له, فما قصدته بالجمهور النوعي هو ذلك الجمهور الذي يستطيع ان يقف مع فريقه اما بالدعم المالي أو بالدعم النفوذي إذا جاز التعبير بحكم الموقع الاجتماعي والاداري, أما جماهير المدرجات هي تلك الجماهير التي تساند الفريق ولكنها لا تملك سوى حناجرها, ومن أكبر المآخذ على جماهير المدرجات أنها جماهير متغيرة على الدوام لأن أكثر عناصرها من صغار السن، وهؤلاء يكبرون ثم يكبرون ثم يهدؤون ثم يتحولون مع تطورهم في الحياة إما إلى جماهير سلبية تكتفي بالتفرج عبر التلفزيون بعد فراغها من أكل عيشها أو جماهير نوعية, والجماهير السلبية لا قيمة لها في دعم النادي, بينما الجماهير النوعية تحددها وتخلقها فلسفة النادي, وأكرر في هذا المقال ما سبق ان قلته وهو أن النصر لا يمكن أن يحقق أي مكاسب فيما يخص الجماهير النوعية بسبب فلسفته الادارية التي تقوم على سيادة الرئيس الأوحد والملكية الفردية, وقد برهنت الاحداث الأخيرة خطورة الجماهير النوعية على طبيعة الصراع بين الهلال والنصر.
اتفق معظم المراقبين على أن سبب هزيمة النصر من ريال مدريد يعود الى نقص خبرة حارس النصر, فلو أن النصر فاز في صفقة الدعيع لحقق مكسباً تاريخياً في تلك البطولة, ولكن الهلال بوعي استراتيجي ترك للنصر الغشيان الذي لا نفع فيه واستعاد العتيبي الشاب وانتزع الدعيع الخبير, وفوت على النصر نصراً استراتيجياً يغير موقعه في سلم الأندية السعودية وينقله عملاً لا كلاما إلى العالمية, فهذه الضربة القاصمة التي وجهها الهلال لغريمه هي الأولى من نوعها ولكنها لن تكون الأخيرة.
سنقرأ بعد غد ان شاء الله امكانيات الفريقين للدخول في هذا الصراع والنتائج التي يمكن أن تترتب عليه وما هو مستقبل الفريقين على ضوء هذا الصراع وما هو الدور الأخلاقي والعاطفي الذي ستلعبه صفقة الغشيان في مستقبل الصراع بين الفريقين .
لمراسلة الكاتب
yara2222 * hotmail. Com