* نسمع بأنه (تمساح) عجيب.
يظهر,, ويختفي.
يطفو,, ويغطُس
ينام,, ويستيقظ
* سألت بعض الأصدقاء,, من أهل جدة,.
هل سمعتم عن (تمساح,, بُحيرة الأربعين)؟ وماذا تعرفون عنه؟
قالوا: نعم,, سمعنا,, ونستغرب كثيرا اذا كُنتَ لم تسمع, وسارع أحدهم,, فقال: لقد نشرت له بعض الصحف صُوراً، ووعدني بالبحث عن تلك الصور وإهدائها إليَّ وأشارَ آخر، إلى أنه سمع من صديق له، يروي عن أحد جيرانه، بأن، بائعاً متجولاً، سمع من أحد زبائنه بأنه رأى التمساح، شخصيا، يتشمَّس ضُحى ذات يوم، على ضفاف البحيرة .
* وقال آخر، ان زوجته أخبرته، بأن صويحباتها قُلن لها ان احد الأطفال المتسوَّلين أخبر ابن إحداهن، بأنه رأى التمساح، يرفع رأسه فوق الماء، ويخرج له لسانه استهزاء، ويُبحلق بعينيه، شزراً، وشكلاً.
* بعضهم يقول بأنه رأى رأس التمساح .
* وبعضهم يقول بأنه يعرف لون جلد التمساح .
*وبعضهم يقول بأنه سمع صوت الماء، يضطرب، ويموج تحت جسد التمساح .
*لابد ان احدهم,, شاهده، وتعرَّف على عاداته وسلوكه.
فأستاذ علم الأحياء بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور خالد كمال، يقول: حسب السلوك الظاهر لهذا التمساح وحسب حجمه مع مقارنته بأنواع اخرى من التماسيح فإنه على الأرجح، وحسب المراجع العلمية ان يكون من نوع التماسيح النيلية التي تعيش في اواسط افريقيا، وتتميز بحجمها الصغير، وبوجود بروز، في اسفل العين، ويميل لونها الى الزيتوني الداكن, (انتهى جريدة المدينة).
* هو تمساحٌ وسط أفريقي اذن.
* زيتوني,, داكنٌ لونه.
* حجمه صغير وفي أسفل عينيه بروز,, وربما على خده شامة .
* ولكن كيف أتى هذا التمساح من انهار الوسط الافريقي، إلى بحيرة أربعينية، متعفنة، في وسط مدينة يُسمونها عروس البحر .
* يعمل الخيال البوليسي العلمي بنشاط، وتُستثار، النزعة التحقيقية الى البحث عن الأسباب العجيبة، لهذه الظاهرة الطريفة، فيقول أحد علماءالاحياء البحرية في الجامعة: بأن اختفاء التسماح وظهوره قد يكون سببه احد هواة تربية التماسيح، بعد ان شعر بالتكاليف التي سوف يتكبدها في تربيته، والعناية به، فضل ان يلقي به في بحيرة الأربعين، لتناسُبها مع بيئته.
* هذا تفسير لوجود التمساح في البحيرة ويلمح الى ان احد هواة تربية التماسيح، هو الذي جاء به من وسط افريقيا، بهدف التبني، والتربية.
* الترجيح,, هنا,, اذن، هو ان خبرتنا في التربية تجاوزت اولادنا، لتشمل بعطفها تماسيح وسط افريقيا، وهذا سيثير بهجة الكثيرين، وسيرد على المبالغين في انتقاد اهمال، اولياء الأمور لأولادهم، ولكنه ايضا، يشير الى نزعة سادية لدى صاحب التمساح حيث اختار أن يرميه في بحيرة شديدة القذارة والتلوث، يُعاقُبك القانون الدولي، ومواثيق حقوق الانسان، حتى لو ألقيت فيها ب هتلر او الخمير الحمر أو صدام حسين, وسامح الله زميلنا دكتور الأحياء البحرية حين يقول بأن بحيرة الأربعين تعتبر بيئة مناسبة للتماسيح.
* هل هناك تمساح حقيقة؟ الا يمكن ان يكون تمساحاً اسطوريا مثل وحش البحيرة الاسكتلندية التاريخي الشهير؟ وهل ستتكرر قصة، وحش البحيرة الاسكتلندية، مع تمساح بحيرة الأربعين ، فيكتبون عنه، التحقيقات الصحفية المطولة، والتقارير المفصلة، الصعبة.
* هل نستغرب إذن، ابداع المخيلة الجَدَّاوية ، حين تخترع او تصطنع، لنا تمساحاً في اجواء الغازات السامة والروائح القاتلة والزمن الصعب، لمدينة جدة، مع بحيرة الاربعين .
أنور عبدالمجيد الجبرتي