في خطبة المسجد الحرام السبيّل: الطلاق تشتت للأسرة ولا يقدم العاقل عليه إلا بعد التروي |
* مكة المكرمة أحمد الحربي
أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ محمد السبيل المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن واستغفاره والتوبة اليه واتباع أوامره واجتناب نواهيه واخلاص العمل له وحده لا شريك له, وتناول فضيلته في خطبة الجمعة اليوم نعمة من نعم الله على عباده شرعها لهم لما فيها من الفائدة العظيمة والمصلحة وتكاثر الأمة وهي النكاح، فقد شرع الله لعباده النكاح لما يشتمل عليه من المنافع وأباح لهم الطلاق عند وجود النزاع والشقاق, وأضاف أن بالطلاق يحسن للزوج الخلاص من شر الزوجة التي ليست بصالحة اذا ظهر منها امارات الخيانة في نفسها او زوجها او شراسة أخلاقها، كما انه قد تكون الحالة بعكس ذلك فيكون الزوج شريرا سيء الخلق لزوجته فتخشى الزوجة على نفسها الا تقيم حدود الله معه في حقه فلا بأس عليها ان تطلب الطلاق وتخلص نفسها ولو بشيء من المال تدفعه له.
وبين الشيخ السبيل في خطبته ان الطلاق المشروع كما جاء في قوانينه عز وجل الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح باحسان ، فاذا وجدت الضرورة لايقاع الطلاق فعلى العاقل الا يقدم على هذا الامر الخطير الا بعد التروي والتبصر ومشاورة اهل الخير والصلاح الناصحين له.
ونبه فضيلته إلى الآثار المترتبة على الطلاق من تشتت الأسرة وشتات الشمل وتشرد للأطفال ان وجدوا الى غير ذلك مما لا تحمد عقباه.
وأشار امام وخطيب المسجد الحرام الى كيفية الطلاق الشرعي وهو طلاق السنة ان يطلقها طلقة واحدة في حال طهرها من الحيض وهو الطهر الذي لم يحصل فيه نفاس بينهما ويتركها في بيته، فان حصل بينهما وئام ووفاق وزال ما بينهما من نزاع وشقاق، وظنا ان يقيما حدود الله فليراجعها فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا من المحبة والمودة, وان لم يحدث بين الزوج والزوجة الوئام والمحبة وظلا على نزاعهما وشقاقهما بعد الرجعة فليطلق الزوج التطليقة الثانية وله أيضا ان يراجعها، فان لم تصلح الاحوال فله ان يطلقها الطلقة الثالثة ثم بعد ذلك تحرم عليه حتى تنكح زوجا غيره, وأضاف الشيخ السبيل في خطبته أنه مع الأسف الشديد قد استعمل كثير من الناس الطلاق في غير موضعه فمنهم من تأخذه حماقة وسفه ويحلف بالطلاق في منازعة او بيع أو ما شابه ذلك، فيطلق زوجته من غير ذنب أو سبب وهذا بسبب طيشه وحماقته.
ومنهم من يطلق زوجته لسبب تافه بسبب مأكل او مشرب او نحو ذلك فيشتد غضبه فيطلق زوجته.
وحث فضيلته على التراحم والمودة بين الزوج وزوجته واقامة حدود الله بينهما والبعد عن الشقاق والنزاع حتى لا يحدث بينهما الشيطان فيقع الطلاق الذي هو أبغض الحلال الى الله.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: أبغض الحلال الى الله الطلاق ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم ان يطلق الرجل زوجته ثلاث تطليقات مجتمعة فقد غضب عليه الصلاة والسلام عندما أخبر ان رجلا طلق زوجته ثلاثا.
|
|
|