هل أسابيع التوعية كافية لتعزيز الوعي المطلوب؟ الوعي يحتاج لعمل جماعي يبدأ من البيت والمدرسة اولاً |
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص
تحرص حكومتنا الرشيدة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على تنظيم العديد من اسابيع التوعية في شتى المجالات لتوعية المواطنين وتعزيز الوعي لدى الناشئة للمحافظة على مكتسبات الوطن الغالي الذي بذل فيها ومن اجلها الكثير من الجهد والمال من اجل رفاهية المواطن ورخاء الوطن وهذه الجهود رغم كثافتها وتعدد أنماطها الا انها لا تفي بالغرض المطلوب ويعتبر البعض ان السبب في عدم وفاء هذه الاسابيع التوعوية هو روتينيتها وتكرار اساليبها حتى اصبح المتلقي لشعاراتها يصاب بالملل وبالتالي عدم التفاعل معها اضافة الى تقصير البيت الذي يعتبر احد ابرز اسس التوعية في اداء دوره المطلوب في هذا الاتجاه كما ان المدرسة لا تقوم بالدور المأمول في هذا الاتجاه وحول تنمية الوعي والرقي بمستواه والتفاعل معه كانت لنا جولة نتج عنها بلوغ عدة حقائق,, دعونا نتعرف عليها:
أسابيع روتينية
يقول الاستاذ اسعد بن حسني القبلي مدير فرع ادارة المطبوعات بفرع وزارة الاعلام بالمدينة المنورة رغم تعدد اسابيع التوعية وتنوعها والاجتهاد في تنظيمها الا انها اصبحت روتينية في شكلها وعباراتها دون تجديد وهذا ما افقدها بعض الايجابية المطلوبة وعدم تحقيق كل اهدافها، وأعتقد ان افضل اسلوب لتفعيل هذه الاسابيع التوعوية هو التجديد المستمر لفعالياتها واضفاء اساليب تشويق عليها وترك الاساليب المباشرة في التوعية والاعتماد على اساليب غير مباشرة وكذا تقديم امثلة واقعية للتوعية خلال هذه الاسابيع حتى يكون تأثيرها ابلغ وفائدتها اشمل ويستفيد منها المتلقي ونحقق الاهداف المرجوة منها بمشيئة الله.
البيت مصدر مهم
من جانبه يرى الاستاذ حسن بن حامد بكري مدير عام فرع وزارة الحج بالمدينة المنورة ان التوعية مطلب حياتي مهم لتعزيز الوعي الجماعي لدى فئات المجتمع للمحافظة على مكتسبات الوطن التي بذلت من اجلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الكثير من المال والجهد لتحقيق المزيد من الرفاهية والرخاء للوطن والمواطن الا ان جهود الدولة المكثفة في المجال التوعوي لا تكتمل الا بتضافر جهود المجتمع معها، وقال بكري: ان مسيرة تنمية الوعي لدى المجتمع تبدأ من المنزل الذي يتحمل مسؤولية بناء شخصية الفرد كبداية لتشكيل شخصية المجتمع وغرس القيم والمبادىء السامية في عقول ونفوس الناشئة وعلى اولياء الأمور ان يتحملوا مسؤوليتهم ويقوموا بدورهم في هذا المجال لحماية المجتمع من سلبيات انعدام الوعي التي تجر على المجتمع الكثير من الاخطار الكفيلة بتهديد مكتسبات مجتمعنا واضاف ان البداية تكون من خلال التربية الدينية الكفيلة بضبط سلوكيات ابنائنا بمشيئة الله.
تفعيل دور المدرسة
من جانبه يرى مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة الاستاذ بهجت بن محمود جنيد ان التوعية من ابرز الاسس في بناء الامم وتشييد المجتمعات وهي امر لا يتحقق بشكل فردي وانما بروح الجماعة الواحدة بداية من المنزل ثم المدرسة انني كمسؤول عن جهاز تعليمي ارى ضرورة الاهتمام بالتوعية لبناء الاجيال ليس من خلال اسابيع التوعية الروتينية فقط وانما يجب علينا كأولياء امور وآباء ان نتفاعل مع هذا المطلب الحضاري بشكل اشمل بدءا من تكثيف حرصنا على حماية اولادنا وفلذات اكبادنا من رفاق السوء، وما يترتب على ذلك من سلبيات وانحرافات منها انحرافات فكرية ودينية ومنها السقوط في هوة المخدرات أجارنا الله من سلبياتها واضاف ان على الاخوة الزملاء في المدارس التركيز على تكثيف اساليب التوعية على مدار العام من خلال مواضيع الانشاء والاذاعة المدرسية مع التركيز على اساليب التوعية غير المباشرة من خلال ايراد قصص تحمل في طياتها مضامين توعوية جيدة وابرز السلبيات الخطيرة التي قد يقع بها البعض وتقديم النصح للطلاب على اشغال اوقات الفراغ والتركيز على التربية الروحية، وكذا نصح الأبناء على اداء الصلوات الخمس وغيرها من العبادات التي هي الوسيلة الاساسية لتربية الروح.
التوعية عمل جماعي
وقال مدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء يوسف بن نصير البنيان ان اسابيع التوعية المتعددة التي تشهدها بلادنا والتي تنظمها العديد من الاجهزة الخدمية احدى وسائل التوعية الهادفة التي تحتاج منا الى جهد جماعي لانتشالها من الروتينية المملة وذلك بتجديد افكارها واعتماد اساليب توعوية غير مباشرة كما يجب ان نعمل على اساس ألا تكون جهود التوعية محددة بأيام معينة حتى تكون السنة بكاملها ميداناً للتوعية، وحذر البنيان اولياء الامور من مغبة السماح لأبنائهم الصغار بقيادة المركبات حتى لا يكونوا سبباً في حوادث مميتة - لا قدر الله - مشيراً الى القطاعات الامنية تعاني من هذه الظاهرة.
|
|
|