ثمة خيط مضيء يربطك بمن حولك و,, ما حولك,.
يحدث هذا لكل منا,.
حيث نرتبط بالآخرين,, بالامكنة والاشياء فتحتل اعماقنا رغما عنا فلا نرى فيها عيبا ولا نقصا,, وإن رأينا غضضنا الطرف مع سبق الاصرار والرغبة العارمة في الاحتواء,,!
كلنا دون استثناء نحمل كما هائلا من الضياء في داخلنا هو تلك العاطفة التي نغمر بها الآخرين او يغمروننا بها وبدونها نصبح احجاراً وصخوراً وقطعاً من الجبال,, بدونها نفقد انسانيتنا بمعنى انه لا وجود لنا ولا اعتبار,, والكثيرون الذين يفقدون عواطفهم وتأخذهم ماديات الحياة وربما يمضون دونما التفاتة إلى الوراء,, لكنهم في لحظة وحين يحدث ذلك الاكتشاف لاعماقهم يدركون إلى اي حد يبدون اغرابا عن العالم وعن انفسهم!
إذاً لابد من تلك المشاعر الدافئة التي تثري الحياة وتمنحها رداء أجمل,, وتصبح اكثر نقاء وبهاء,.
ولكن ثمة حالات معينة لابد ان نفرق فيها بين ما يشدنا إلى طرف آخر باعتباره انساناً رائعاً تميز بمواقفه السامية الرفيعة وبين ما يقدمه لنا من انتاج فكري او ادبي,,!
تلك نقطة هامة لابد ان تكون في اذهاننا جميعا بدءا بالنقاد على وجه الخصوص ثم الكتاب والادباء والصحفيين الذين يجدون انفسهم في موقف الكتابة عن انتاج فكري ما حسب تقييمهم له,, وبين رغبتهم في هذه الكتابة حبا في شخص صاحب الانتاج,, هنا لابد من تحكيم العقل والموضوعية الشديدة في الحكم فأنت لا تكتب لنفسك ولا لعائلتك,, لكنك قد تفاجأ بأنك تكتب للآلاف ما دمت تنشر ما تكتب,, فالكلمة امانة ومسؤولية وهي باقية أبداً,, ليس للزمن الحاضر وحسب وانما لذاكرة الاجيال القادمة,, ربما تجد البعض ممن يقرأون هجائياتك او مدائحك فيأخذونها كأمر مسلم به لا يقبل النقاش او الجدال,, وربما تجد آخرين يبحثون عن الحقيقة ليقرأوا منابع الاشياء,, ليقرأوا عمن كتب ذماً أو مديحاً وعندها تبدو الحقيقة كاملة التي ستكون لك او ضدك,, لذا لابد من تحري الدقة والموضوعية عند الكتابة وخاصة عند الاشادة بانتاج ادبي او فكري,.
وليس في ذلك ترفعا او تعاليا اطلاقا وانما بحث عن الحقيقة التي ينبغي ان نقبلها جميعا,, شئنا أو أبينا؟
|