نقاش يدور وجدل يثور اتجاهاً واتجاهاً مضاداً ولكن لا النقاش ولا الحوار والجدل أحدث او اثمر شيئا مقنعا كل ذلك حول تسمية مدينة ووادي ومنطقة (جيزان).
فمنذ اكثر من خمسة عشر عاما والموضوع هو لم يستطع فريق ان يقنع الاخر، الفريق الذي يرى ان الاسم هو (جازان) لديهم حججهم وبراهينهم وان كانت لا ترقى الى مستوى الاقناع وان كان صوتهم مسموعا لانهم من اصحاب الثقل الادبي والثقافي وهذا شيء لا ينكر.
اما الفريق الذي يرى ان اسم المدينة والوادي والمنطقة (جيزان) فاصواتهم خجولة وان كانت حجتهم واقعاً ملموساً فالكل في المنطقة وخارجها سواء من ابنائها او من ابناء المناطق الاخرى يطلق عليها اسم (جيزان) واجماعهم يرجح كفتهم وبما ان السواد الاعظم يجمع على شيء فأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على باطل.
لو فرضنا جدلا انه في يوم من الايام كان اسم المنطقة او المدينة جازان ولكنها لم تلبث ان حورت الى جيزان فيجب ان تكون التسمية الآنية جيزان ولاختيار الغالبية احترامه ولهم عبر التاريخ اشباه ولمدينتهم نظائر في تحوير الاسم فهناك ايلياء او ايلة التي تحولت الى العقبة وهناك اذرعات او درعاة التي يطلق اليوم عليها (درعا) وهناك سر من رأى او ساء من رأى التي تحولت الى (سامراء)، ولاهالي جيزان الحق في تسمية مدينتهم بجيزان لاسباب عديدة منها:
1 الموروث الشعبي واتجاه الغالبية العظمى الى اطلاق اسم جيزان على المنطقة والمدينة والوادي.
2 مدينة جيزان محاطة بالاقواز والتي تجمع ايضا على قيزان وهي جمع قوز وهو ما ارتفع من الرمل وتكوم ونطقت بعد ذلك جيزان كما هو موجود في لغة تميم حيث تقلب القاف جيما وهي لغة لاتزال مستخدمة في كثير من مناطق المملكة ودول الخليج العربي.
اما اذا رجعنا الى معاجم اللغة العربية فنجد ان السيد محمد مرتضى الزبيدي في تاج العروس يقول:
1 في فصل الجيم باب الزاي المجلد الرابع ص 31 مادة جوز ان اسم المنطقة (الناحية) جيزان.
2 وفي نفس المرجع في فصل الجيم باب النون ص 461 جازان واد سميت باسمه القرية الموجودة الآن على البحر الملح.
نلاحظ ورود التسميتين جيزان للمنطقة ككل وجازان للوادي والمدينة علما بأن اسم جيزان اعم وهو المتداول وقد ورد في اكثر من مرجع مطبوع او مخطوط ومؤرخو المنطقة يعلمون ذلك وان كانت بعض الطبعات الحديثة قد تحولت بقدرة قادر الى جازان علما بأنها كانت في الطبعات الاولى جيزان ولا ادري ما الذي سيستفاد من سلخ المنطقة والمدينة عن اسمهما.
لم لا تترك جيزان تنعم باسمها الذي احبه كل من عرفها؟
لم لا نبرز الجوانب الايجابية فيها مثل تعدد المناخ فجيزان حقا بلد الفصول الاربعة وتستطيع ان تعيش تلك الفصول في يوم واحد وكل ما يلزمك هو تغيير المكان ففي سهولها مناخ حار وفي هضابها مناخ معتدل نسبيا وفي صدور جبالها مناخ اكثر اعتدالا وفي جبالها جو لطيف؟!
وختاما:
جيزان تاريخ ومجد شامخ جيزان قافلة من العشاق |
ودمتم.
علي محمد علي عطيف