تعليم 21 المعلم البديل د, عبدالعزيز بن سعود العمر |
المعلم البديل )Substitute Teacher( الذي نشير إليه هنا هو المعلم الذي تضطر إدارة المدرسة الى تكليفه بالتوجه إلى احد الفصول ليقوم بتنفيذ احدى الحصص عوضا عن المعلم الأصلي الذي تغيب عن المدرسة لأي سبب ممكن, ترى كم من المعلمين يتغيبون عن حصصهم على مستوى مناطقنا التعليمية، أو حتى على مستوى المملكة؟ لا أظن أن أحداً يعرف اجابة هذا السؤال, في هذا الشأن تشير الأدبيات المتوفرة لدى دول العالم الأول - الذي نظن انه يقدر العمل ويحترم الوقت إلى ان الطالب بتخرجه من الثانوية العامة يكون قد أمضى ما نسبته 5 10% من حياته الدراسية مع معلمين بدلاء، أي أن الجزء المهدر من الطاقة التدريسية بسبب غياب المعلمين خلال اثني عشر عاماً يعادل كل الهيئة التدريسية التي تُشغِّل المدارس لعام دراسي كامل )Harvard Education Letter(.
وإذا ما علمنا ان دور المعلم البديل لا يتجاوز غالبا مجرد حفظ النظام في الفصل إلى حين قدوم معلم الحصة التالية )Bebysittcr(، فإن هدرا تربويا يحدث في مدارسنا بسبب غياب المعلمين عن حصصهم وللتخفيف من حدة هذه المشكلة (ولا أقول الظاهرة) تلجأ بعض المدارس الى اعداد ما يسمى حقيبة الانتظار والتي هي عبارة عن محتوى تعليمي عام يقدمه المعلم البديل لطلاب المعلم المتغيب، وغالبا لا يكون لهذا المحتوى صلة بالدرس الذي يفترض ان يتعلمه الطلاب, وإذا ما تحققت تطلعات معالي وزير المعارف - وفقه الله - فقد يأتي اليوم الذي تقوم فيه المدارس بالتعاقد مع معلمين من السوق مباشرة لكي تسدد احتياجها المتوقع من حصص الانتظار (معلمون متقاعدون، معلمون من جهات اخرى، طلاب السنة النهائية في الجامعات,,, الخ)، بل قد يأتي اليوم الذي توجد فيه مؤسسات تربوية توفر للمدارس المعلمين البدلاء المؤهلين, هذه المؤسسات يفترض ان تكون متخصصة تقدم البرامج التعليمية والتدريبية التي تثري مهارات المعلمين البدلاء وترفع من كفاياتهم التدريسية وفقا لمعايير المنطقة التعليمية, وإذا ما تبين للمدرسة ان المعلم البديل المتعاقد معه ذو كفاءة عالية فقد تستقطبه معلما اساسيا, لاشك ان تحقق مثل هذا الامر يتطلب قبل اي شيء آخر تعزيز الثقة في المدرسة، كما يتطلب ايضا اعادة النظر في هيكلة وصلاحيات المدرسة، وأظن ان هذا الأمر في المقدور تحقيقه بمشيئة الله.
|
|
|