الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أمر واجب ومتحتم على كل إنسان تبلغه الرسالة الخالدة الخاتمة رسالة النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم,
فإذا ما أعلن المرء نفسه مؤمناً ونطق بالشهادتين لزمه التقيد بكل ما تعنيه الشهادتان من امتثال للأوامر واجتناب للنواهي لكي يسعد ويأمن في الدنيا، ولا يحزن ويفرح في الآخرة,
فالاستقامة على شرع الله تعالى هي لب الإيمان وخلاصته كما قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، نزلاً من غفور رحيم) سورة فصلت:3032,
فإن من ضرورة الإيمان بالله العمل بمقتضى هذا الإيمان، فلا يكفي الإنسان أن يقول: الله ربي، بل لابد له من الاعتدال على طاعته عقيدة، وقولاً وعملاً والثبات على ذلك حتى مفارقة هذه الحياة، والصبر على ذلك، وتحويل كل ذلك سلوكاً في الحياة، وهذه هي الاستقامة الحقة، وذلك المؤمن هو المستحق للبشرى، فإن الملائكة تتنزل عليه عند الموت، تطمئنه، بألاّ يخاف الموت ولا يحزن على أولاده وأهله وما خلف من مال، لان الله سبحانه سيخلفه عليها ويبشرونه بالجنة التي وعده الله، فالذين استقاموا على شرع الله يستحقون صحبة الملائكة الذين كانوا معهم في الدنيا فلا يفارقونهم في الآخرة حتى يدخلوهم الجنة، التي فيها من الملاذ ما تشتهيه الأنفس وفوق ما يسألون ويتمنون رزقاً وضيافة لهم من خالقهم ومعبودهم,
فما أجدر المؤمنين في هذا الزمن الذي تكالب فيه حب الدنيا والركون الى زهرتها أن يعوا ذلك، فيستقيموا على منهج الله قبل أن يبغتهم الأمل ليفوزوا بجزاء المحسنين وبشراهم ولينعموا بالجنة ويطمئنوا على أنفسهم وأهليهم وماتركوا من الدنيا الفانية، فما عند الله خير وابقى, أفلا تعقلون؟!.
* وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية