العين تلك العضو اللاقط، لما يقع امامه صوريا ويعكسها داخليا، فتترجم لاحاسيس ومشاعر وانطباعات تحرك الشخص فتدفعه لسلوك داخلي وخارجي,,وغض البصر عن بعض الاشياء حماية وصيانة لا للعين احيانا فحسب بل لما هو موصول بها كالقلب، فالنظر مع تمني ولوعة قلب بعدم الوصال، تصيبه الحسرة والعلة ويشتد سقمه ويتصبب عشقا ويقطر ثبورا ويعاني تمزقا، وطول جراح ويمسي فكره هوسا، وتصرفه عوجا,, مخدر الجسم مشغول الفكر، يتمنى الذي ناظره فلا يستطيع، فيصاب بعلل شتى حتى ان بعض العشاق مات بسبب عشقه,وللامام العلامة ابن القيم كلام نفيس في النظر المحرم فنورده هنا والا فالنظر الحلال الطيب مما يشفي القلب ويزيده نورا ويبرىء مابه ,وقال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه حكم النظر الى النساء ص 11: النظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية فإن لم تقتله جرحته وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس فإن لم تحرقه كله احرقت بعضه كما قيل:

كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كل نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغير موقوف على النظر يسر مقلته فأضر مهجته لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

والنظر يرمي من نظرة بسهام غرضها قلبه وهو لا يشعر فهو انما يرمي قلبه,,فالنظرة الحرام كالسهم المعكوس، تعود على من يطلقها ولقرب المسافة يكون الفتك سريعا وقويا وتأثيره بالغا وضرره فادحا,, عافانا الله منه,.