مرة اخرى تميل كفة القتال بين المجاهدين الشيشان والقوات الروسية للمجاهدين، فبعد ان دفعت القوات الروسية بالعديد من جنودها الذين تجاوز عددهم المائة الف جندي والاستعانة بأحدث ماتوصلت اليه الصناعة الحربية الروسية وبالذات الطائرات المقاتلة، حيث شاركت طائرات سوخوي 27 الجديدة في المعارك والتي ضاعفت من طلعاتها الجوية وغاراتها على المدن الشيشانية والجبال والمرتفعات فبلغت يوم الثلاثاء مائتي غارة.
نقول بعد تكثيف العمليات القتالية للقوات الروسية تقدمت تلك القوات في بعض المناطق الشيشانية، إلا أن تقدمها في احياء مدينة جروزني بطيء جداً قياساً بحجم الحملة العسكرية الروسية وكثافة الجنود المشاركين فيها.
ومثلما حصل في حرب عام 1996 التي استطاع الشيشانيون في نهايتها طرد القوات الروسية وتطهير بلادهم من المحتلين الروس، تتكرر الصورة حيث بدأ المجاهدون وللمرة الثانية في اقل من عشرة ايام يستعيدون العديد من المواقع الاستراتيجية في مرتفعات أرجون بعد أن الحقوا خسائر كبيرة في الارواح والمعدات جعلت القيادة الروسية في القوقاز تعيد من حساباتها خاصة وأن عملية الاستيلاء على مرتفعات ارجون من قبل القوات الروسية ثم استعادتها من قبل المجاهدين الشيشانيين قد تكرر اكثر من مرة.
اما في العاصمة جروزني فقد انتهج المجاهدون الشيشانيون اسلوبا سيجعل مهمة القوات الروسية صعبة جداً ويدفعهم الى تقديم العديد من الضحايا على حساب الجنود الروس، فقد حول المقاتلون الشيشانيون المباني الى قلاع حربية حقيقية، وبما أن معظم العمارات والمباني في العاصمة الشيشانية ترتبط بممرات أرضية تحت شوارع فان المقاتلين الشيشانيين يتنقلون بسهولة دون أن تطالهم قذائف الروس، ينقلون المؤن والاغذية، ويغنمون الاسلحة والمعدات من القوات الروسية التي يجد جنودها انفسهم في كمائن متنقلة، وهذا ما رفع حصيلة الخسائر الروسية وباعتراف القادة العسكريين الروس فإن خسائرهم تجاوزت الف جندي في الوحدات العسكرية واكثر من اربعمائة وخمسين جنديا في قوات وزارة الداخلية وهي قوات خاصة مدربة لتنفيذ العمليات العسكرية داخل المدن، بالاضافة الى جرح اكثر من الفي جندي.
هذه الخسائر الروسية التي يحجبها الاعلام عن الشعب الروسي بدأت تصل الى الرأي العام هناك ولهذا فإن لجنة امهات الجنود الروس بدأت تتحرك وأخذت تنشر ارقام القتلى الروس حيث تشير ارقامهن الى زيادة ست مرات اكثر من الارقام الرسمية وتعتقد لجنة امهات الجنود الروس ان الحرب اذا ما استمرت في الشيشان فان حصيلة القتلى من الروس ستتجاوز الاثني عشر الف جندي حصيلة الحرب الشيشانية الاولى,, وهو ما يعتبر ثمنا كبيرا يدفع لانتخاب بوتين,,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com