القاص أحمد الدويحي نقدنا غائب,, والموجود منه متكىء على مقولات جاهزة وأفكار شللية!! |
ربما يختلف الأمر قليلاً في ساحتنا الادبية، فالنقد لم يأت ليغيب,,, إنما هو غائب اصلا, وإذا حضر فعلى خجل, وحضوره لاسباب أخرى.
قد تأتي قراءة العمل الابداعي وفض رموزه واشكاليته والمساهمة في ايصاله واحتواء اطروحاته في نهاية سلم هذا النقد المزعوم.
إنما الحقيقة أننا أمام نقد يتكىء على مقولات جاهزة وافكار تناسب هذا وذاك من المعنيين من الشللية والاصحاب،وتشكيل رؤية على مقاسات متفق عليها, وان كنا نتفق بملازمة المسارات الابداعية والنقدية وزد عليها عملية طباعة الكتاب وتوزيعه, ووجود قارىء واع ليشكل أطر الحركة الثقافية، الحركة الفاعلة التي تسهم في بلورة وعي اجتماعي ينهض بمتطلبات المرحلة.
لكننا (ياصاحبي) أمام كم هائل من فنون الابداع,, شعر وقصة وفن تشكيلي ومسرح بنسب متفاوتة, لم يعد احد ليهتم بها غير أصحابها واصحابهم ، وكأن كلاً يغني على ليلاه.
ولن أزيد,, فمثل هذا الطرح قد أشبع نقاشاً وحواراً, وبنظرة تأملية لواقع ساحتنا الثقافية لا نزداد إلا احباطاً فكفى ما نحن فيه.
نعم افتقدنا صخباً، وبعض المتابعات النقدية لبعض اوجه الابداع في بلادنا،وخصوصاً من الصادقين الذين لم يكن اهتمامهم سوى بوجه الابداع ذاته والاضافة التي يقدمها النقد, كنا على ضآلته راضين لأننا كنا نبصر ضوءاً من ثقب ابرة, وبحاجة إلى مثل هذا الفرز, والرأي الصادق والنزيه وسط عشرات المدلسين والمزيفين وما أكثرهم, ونطرب لمقولة أن لكل مرحلة ابداعية نقادها.
وللاسف فإن المثقف لدينا هش وينكسر إذا تعرض لاول عائق, فهل تستطيع أن تخبرني اين ذهب عشرات المبدعين والنقاد بعد أن توسمنا خيراً فيهم,,؟!
لا استطيع هنا إلا أن اقرّ بجدوى ما ذهبوا إليه، وأنا اعرف ظروف العديد منهم الذين لم يرثوا من اسهاماتهم الادبية غير الامراض والفقر والجحود والتهم,, فهل بعد هذا نلوم أحداً؟!
لكن المبدع الحقيقي لايلتفت للنقد الجارح ومثله النقد المزيف الذي يعطي قيمة للابداع أكثر مما يحمله، ولا تلتفت ابداً للقول السائد حالياً بأن النقد ابداع يضاف إلى الابداع, فالابداع منذ الخليقة هو الذي يفتح النوافذ، والباحث عن التميز وتشكيل عوالم جديدة, ثم يأتي النقد بعده بمراحل, لكننا في عالم غير متوازن (يا صديقي) فكل يدعي ما ليس فيه، أو ما ليس له, وعلى كل حال فإن مثل هذه الاسئلة - على وجاهتها ومصداقية توجهها - ستظل معلقة على أمل أن تومىء لنا الأيام القادمة بما يفرح ويحرك الركود.
|
|
|