صعّد المجتمع موقعية القهوة والدلال,, في الذهن الاجتماعي,, بطريقة ضخمة,, حتى لم يعد هناك شاعر إلا وجعلها (أي القهوة) على قائمة أولوياته الشعرية,, كأنما هي جواز العبور إلى رؤوس أولئك الرجال!!
غير أن المرأة لم تبتعد هي الأخرى عن هذا التصعيد حينما شاركت في تكريسه وكأنها تريد أن تظل الحفاوة بالقهوة,, كتعبير أولي عن الكرم ضمن مفردات الخصال التي ترضعها لأبنائها ها هي تقول:
حافظ على شبتك لا تشب لا يأخذونه هل الكاري علي أناهيلها والَحب لو كان حبه بديناري ترى الولد لا بغى ينصب يتعب على شبة الناري وإلا العفن ما لقوله طب لودوروا بكل الأقطاري تلقاه لين الضحى منكب والمرجله مالها الطاري |
ومن خلال هذه الأبيات نلتقط مواصفات الرجولة,, كما تراها الشاعرة التي تبدأ بالمحافظة (على شبة النار) كإعلان مجاني على الاستعداد لاستقبال الضيوف,, ثم الإصرار على تأمين القهوة رغم كل الظروف المعيشية المتواضعة,, وحتى (لو كان ثمن الحبة الواحدة بدينار!!) ثم تستمر الشاعرة في دعم تصوراتها عن (المرجلة) لتؤكد أن التعب على شبة النار,, والمبالغة في الحفاوة,, هي المدخل (للانتصاب) في واجهة المجتمع,, أو هي مسوغات (النصبة) كما تقول!!ولكن تضع الصورة المقابلة,, فإنها تتناول (العفن) الذي يظل نائما إلى ما بعد وقت الضحى,, لتحذر ابنها من الوقوع في هذه الدائرة!!
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء