ركد الرمي,, وانتهت مشاركة النصر,, بعد أن أخذت حيزاً كبيراً من البهرجة والصخب والضجيج الإعلامي لعدد من الأشهر ,, وفاقت أي حدث آخر حتى تأهل المنتخب لكأس العالم,,وإذا كان النصر ذهب وإعلامه المسير يسخر بالفرق المحلية والدوري المحلي والخليجي والعربي,, فإنه وبعد عودة النصر من المشاركة مازال هناك من يحاول فرض هذه المشاركة واقحامها في دائرة الإعلام والضوء,, وتغذيتها والنفخ بها حتى تستمر مستحوذة على الاهتمام وتهميش الأحداث الرياضية الأخرى,, فرغم أن الاتجاه العام للإعلام المحلي هو وصف نتائج النصر بأنه انتصار صخم للكرة السعودية! وانجاز باهر للنصر,, إما من باب القناعة بذلك,, أو على الأقل من باب المجاملة لتلافي أصابع الاتهام بالحقد والحسد,, فقد عادوا وبدأوا البحث والتنقيب عن ضحايا ليتم توبيخهم وتجريحهم لأنهم لم يحولوا أقلامهم طبولاً ومزامير,, ويتراقصوا في حضرة النصر العالمي.
حقيقة أن النصر قدم مشاركة جيدة ومعقولة واستطاع ان يحافظ على توازن الفريق,, في بطولة تضم أندية لها صيتها الإعلامي,, ولكن هل ما جاء به انجاز خارق للعادة كما تم تصويره؟ حتى ظننا أنه عاد بكأس العالم وليس بالمركز السادس من بين ثمانية فرق,.
نقول ان النصر عاد بالنتائج المتوقعة منه قبل ذهابه,, فهو خسر من الفرق الكبيرة,, وكسب الفريق العربي,, وخرج بمركز وليس خلفه غير فريق عربي وآخر استرالي مجهول,, وهو انجاز جيد لكنه ليس فريداً أو استثنائياً,, وكان سيكون كذلك لو هزم فريقاً عالمياً أو خلف وراءه بقائمة الترتيب فريقاً عالمياً,, وإذا كان ما فعله النصر متوقعاً ووارداً,, فإنه خالف التوقعات في تمكنه من تلافي (النتائج الكارثية),, وبالنظرة المجردة تعتبر الهزيمة من مدريد 1/3 انجازاً كبيراً,, لكن عندما (نقيسها) بنتائج البطولة والمباريات الأخرى بشكل عام,, قد نفقد القناعة بها كنتيجة مقبولة,, لأن مباريات ريال مدريد الأخرى كشفت أن هذا الفريق الاسباني العريق الذي يقبع في مؤخرة دوري بلاده,, يلعب باسمه وهيبته فقط,, لذلك فاز بصعوبة على الرجاء المغربي 3/2,, وخسر أمام فريق مكسيكي مغمور,, لتظل نتيجته أمام النصر هي أفضل نتائجه!,, فيمكن وصف هذه البطولة بأنها بطولة (الاندية المغمورة) فالاندية الكبيرة اخفقت في احراز نتائج مقنعة أمام المغمورة,, فخلت البطولة من النتائج الثقيلة,, فهذا الرجاء المغربي (الذي يلعب بدون أجانب) يخسر 3/2 من ريال مدريد,, ويخسر من الفريق البرازيلي بهدفين أحدهما غير صحيح,, والمكسيكي المغمور حل ثالثاً وحمل الميدالية البرونزية متخطياً مانشستر يونايتد وريال مدريد,, حتى بطل البطولة هو فريق صاعد واسم جديد في بلاد البرازيل.
فقياساً بأحداث البطولة ومستويات الفرق،,, كان يمكن للنصر العودة بنتائج أجود ومركز أفضل وهذا ما أفصح عنه رئيس النصر السابق الأمير عبدالرحمن بن سعود عندما قال بأن المركز السادس في البطولة مقبول قبل البطولة غير مقنع بعدها,, كما حرم تواضع الحراسة الفريق من نتائج أفضل,, وبالذات هدف ريال مدريد الثاني والهدف الأول للرجاء!! و(هدف الدائرة) الثالث,.
واتضحت وجاهة التحذيرات من أن مشاركة النصر بالفريق الذي أحرز كأس السوبر,, أمر محفوف بالمخاطر وقد يتعرض الفريق للانهيار,, لذلك أحسنت إدارة النصر صنعاً عندما عقدت أربع صفقات قبيل البطولة (فؤاد أنور وبهجا والمهلل وصائب) حيث (شال) هذا الرباعي النصر فوق أكتافهم وحفظوا للفريق توازنه,, وتصوروا لو لم يلعب هذا الرباعي!!,, ألم تكن تلك المخاوف والتحذيرات ستتحقق؟؟
ومن المبالغات الزعم بأن النصر أنقذ سمعة الكرة السعودية,, فالكرة السعودية ليست في مأزق ليأتي من ينقذها,, فالمنتخب السعودي هو المتأهل مرتين متتاليتين للمونديال العالمي ولدور الستة عشر ومازال حامل لقب بطل آسيا وبطل العرب,, وليس الفوز على فريق عربي كافيا لاضافة مجد جديد لكرة عريقة ومتفوقة.
كما أن فوز النصر على الرجاء يسجل له كفريق,, ولكنه يصب لمصلحة الكرة الأفريقية على ألآسيوية لأن خمسة من الأهداف السبعة سجلت بأقدام ورؤوس (أفريقية) ,, وهذا الفوز هو امتداد للتفوق السعودي أمام الكرة المغربية فقد فاز منتخبنا على منتخب المغرب بكأس العالم,, وفي المغرب نفسها سبق أن فاز الهلال على الأولمبيك (الرجاء حالياً) 3/1 وفاز على الكوكب المراكشي 4/1,.
ثم إذا كان النصر فريقاً (عالمياً) فلماذا الفرح بهذه الهزائم,, ووصفها بأنها انتصار وانجاز ,, ألا تعتبر في تلك الحالة فشلاً واخفاقاً ذريعاً,, فالرضا بالهزيمة والعالمية لا يجتمعان,.
لذا لا داعي للمبالغات وأرى أن النصر لم يقصر وظهر بمظهر جيد ومتوازن وبفوز وهزيمتين غير محزنتين ولكنهما غير مفرحتين,, ولا داعي أيضاً للهجوم المحموم على الكاتب صالح الطريقي ,, لأنه قال (الهزائم لا تشرف الوطن), فهو لم ينتقد النصر لأنه لم يفز ولم يلمه على الهزيمة,, ولكنه ينتقد (الفخر والاحتفال) يالهزيمة ووصفها بأنها مشرفة للكرة السعودية,, لأن الهزيمة تظل هزيمة.
الهلال السعودي أولى من جابيليو الياباني
قرأت قبل أيام تصريحاً لسمو الأمير وليد بن بدر عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم وعضو لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم حول استضافة كأس العالم للأندية السعودية,, وقد أعادني هذا التصريح إلى تصريح سابق للوليد في رمضان قال فيه,, ان الاتحاد السعودي والاتحاد الآسيوي سيدعمان جابيليو الياباني عندما يطلب استضافة بطولة أندية العالم,.
ومن ناحية الاتحاد الآسيوي فمتوقع أن يدعم أندية ودول شرق آسيا,, أما الاتحاد السعودي لكرة القدم,, فلا يمكن أن يدعم استضافة البطولة لدى ناد آسيوي,, في حين أنه يوجد أندية محلية مؤهلة للاستضافة ,, وتتوفر بها كل شروط الاستضافة,, كما أن مسألة طلب جابيليو للاستضافة هو خبر غير صحيح ومسألة لا يمكن حدوثها,, فاليابانيون ليسوا بهذه السذاجة وذكاؤهم معروف,, ولو أرادوا الاستضافة لما طلبوها باسم جابيليو,, بل طلبوها باسم ناد آخر ليمثل اليابان ناديان,,
وأعتقد أن الأمير وليد بن بدر اجتهد بهذه النقطة حول دعم الاتحاد السعودي للنادي الياباني وما كل مجتهد بمصيب,, كما اجتهد حول قبول احتجاج الخليج على التعاون,, ولم يحدث هذا ؟؟
ويعتبر الهلال هو أول ناد تقدم للاتحاد السعودي بطلب استضافة كأس أندية العالم منذ الموسم الماضي,, وتنافس مع النادي البرازيلي على استضافة البطولة الأولى,, وكان قريباً من الاستضافة ولكن في الأخير تم اختيار البرازيلي!! ووضع الهلال بديلاً له,, وحتى بعد الترشيح كان الهلال قاب قوسين من الاستضافة ولكن!! فقد صرح رئيس اللجنة الإعلامية للبطولة العالمية,, أن البطولة كانت مهددة بالفشل لضعف التجهيزات والاستعدادات,, وكانت أمام خيارين أما إلغاء البطولة أو اسنادها (للنادي البديل)!! إلا أن رئيس اللجنة المنظمة للبطولة (عبدالله الدبل) تدخل وأنقذ البطولة بعد أن قدم دعماً مالياً اضافياً للنادي البرازيلي مقداره (6,5) مليون دولار ؟؟
وبعد نهاية بطولة الأندية حدثت بعض الاشاعات وسربت بعض المعلومات الوهمية بقصد التشويش على طلب الاستضافة للبطولة الثانية.
فقد قالوا أن الفيفا لن يقبل طلبات الاستضافة إلا من أحد الأندية المشاركة بالبطولة السابقة!, وهذا خبر مفبرك ولا يصدق,, لأن البطولة ليست حكراً على الأندية الثمانية,, والفيفا لا يشرف على ثمانية أندية بل على عشرات الآلاف من الأندية,, ويهمه مشاركة أكبر عدد من الأندية في بطولاته.
وقيل ان الفيفا لن يقبل طلبات الاستضافة إلا من بطل بلده لذلك الموسم,, وهذه فبركة أخرى فالفيفا لم يتدخل في اختيارات الاتحادات القارية نفسها للفرق السابقة,, إلى حد أنه لم يعترض على ترشيح بطل سوبر 98م من آسيا,, في وقت قدمت القارات الأخرى بطل أبطال الدوري 99م,, فكيف يأتي ويتدخل في اختيارات الدول,, وإذا افترضنا أن هذا الشرط وارد ,, فالهلال هو أول من حقق هذا الشرط حيث انه بطل المملكة في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد.
والهلال يعتبر أكثر الفرق تأهيلاً للاستضافة,, فبالاضافة إلى اسبقية تقديم طلب الاستضافة منذ البطولة السابقة,, فهو بطل (الثلاثية الآسيوية),, وأكثر الفرق بطولات وانجازات داخلياً وخارجياً ,, وهو مؤهل للتنظيم بشعبيته وامكاناتة البشرية والفنية والخبراتية,, وعلى كل حال مازال الحديث عن الاستضافة سابق لأوانه,, لأن الفيفا سيدرس استمرار البطولة سنوياً أو جعلها كل سنتين (16 فريقا),, والمهم لدينا هو منح المملكة فرصة التنظيم وباستضافة أي ناد سعودي,.
فواصل
* التسمية المنطقية هي,, بطولة الأندية أبطال القارات
* أقل من ألفي مشجع احتفلوا بالنصر أمام الاتفاق!!
* هل سيلعب النصر أمام سدوس؟؟ وكيف سيلعب؟؟
* حكم سعودي ساهم بفوز قادسية الكويت على نصر عمان,, لتستمر حظوظه بمنافسة الهلال السعودي!!
* الاساءة للهلال وفهمناها,, فهذا ثمن الزعامة,, ولكن ما الداعي للاساءة إلى فريق مسالم ومكافح مثل سدوس؟؟
* هذا اللعب النظيف,, لماذا لا نراه داخلياً؟؟ أم من (امن العقوبة,,,,)
* (بعض) الاقلام الشبابية بحثاً عن الشهرة اقتحمت قضية الهلال والنصر.