قال الله تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة .
سبحانك ربي ما أعظمك كل هالك إلا وجهك,, بالامس القريب انتقل الى رحمة الله تعالى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل عمران احد أعيان مدينة الرياض وبموته فقدت اسرة آل عمران العريقة احد اقطابها الافاضل.
وعلى الرغم من إيماننا العميق ولله الحمد وتسليمنا لقضاء الله وقدره وان كل نفس ذائقة الموت الا ان وداع الفقيد ترك دموعا في مقل محبيه وحزنا ولوعة في انفسهم واعتصر الألم القلوب، فوقع الصدمة كبير واثرها عظيم على جميع اقاربه ومعارفه ومحبيه، رحلت عنا يا ابا عبدالله وفراقك صعب الا ان الموت لا مفر منه ولطالما كنت تردد امام مسامعي هذه الابيات:
هو المرء في الدنيا غريب مسافر ولابد من بعد الرحيل نزول ولابد من ساعة يبكي عليك ولا تدري بمن قد بكى أوشق أو جزعا |
كان الفقيد رحمه الله طرازا فريدا من الرجال، محبوبا من الجميع، لطيفا، عطوفا، بشوشا، طيب المعشر يمتاز بالاخلاق الفاضلة، يمازح الصغير قبل الكبير، لا يتدخل بشؤون الآخرين وهو فوق ذلك كله صافي السريرة ذو قلب مليء بالطيبة والرأفة، لم أسمع منه كلمة نابية تسيء الى اي انسان بل يحاول جاهدا ايجاد الاعذار لاساءة الآخرين.
عشرون عاما مضت على معرفتي بالفقيد كان فيها نعم العم الفاضل لي عندما استشيره في بعض اموري الخاصة حيث اجد عنده الرأي السديد، وكان نعم الجد لأبنائي فكان يغمرهم بعطفه وحنانه ويكن لهم معزة خاصة وكان نعم الصديق لي عندما أتجاذب معه اطراف الحديث عن الشعر والادب والتراث وذكرياته عن الرياض القديمة والدروس والتجارب التي مرت عليه, كان رحمه الله ذواقا للشعر والادب وعلم الانسان ويحمل حسا مرهفا وأفقا واسعا, لم يكثر الشكوى على احد، بل عاش ايامه صابرا محتسبا بالرغم من معاناته في الاشهر الاخيرة من المرض, اسأل الله ان يكون ما ألمَّ به اثناء مرضه تكفيرا لذنوبه إن شاء الله.
بكى عليه الكثيرون واهتزت لموته افئدة محبيه، زوجة صالحة صابرة وأبناء أوفياء بررة وكريمتيه المكلومتين واحفاده وجميع من احبهم واحبوه الا ان البكاء لا يرجع فائتا.
ان الحشد الهائل من الناس الذين اكتظت بهم جنبات جامع الملك خالد بالرياض وكذلك الجموع الغفيرة من المعزين من كبار المسؤولين والمشايخ والمحبين التي حضرت عزاءه لهو اكبر برهان على ما يحظى به رحمه الله من حب الناس وتقديرهم له.
ومهما نسيت فلا انسى تلك العبارات والكلمات المشجعة التي اسداها لي عند زيارته لي في منزلي قبل وفاته بأيام قلائل ولم يكن يدر في خلدي بان هذه الزيارة هي وداعه الاخير لي ولاسرتي.
ادعو الله الرحيم الغفور ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويجبر الله مصيبتنا ومصيبة اهله فيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون,.
د, محمد بن خالد السعدون