في أول لقاء من نوعه مع 300 متخصص وزير المعارف يلتقي مديري المدارس ومشرفي الإدارة في المناطق التعليمية,, اليوم الجزيرة تلتقي عددا من مديري المدارس وترصد جوانب من المناقشات |
* الرياض محمد دوسري العسيري:
يلتقي اليوم معالي وزير المعارف د, محمد بن أحمد الرشيد بعدد من مديري المدارس ومشرفي الادارة المدرسية الذين يمثلون جميع المناطق التعليمية، وذلك خلال اللقاء الأول لمعاليه بمديري المدارس الذي بدأ من 17 شوال الحالي.
ويأتي هذا اللقاء الذي يعقد في الوزارة بحضور جميع المسؤولين تأكيدا لثقة وزير المعارف في المعلم وحرصه على التواصل مع الوسط التربوي بما يخدم العملية التعليمية، ويفعل دور المدارس التي تعد مركزا لصناعة القرار وتنفيذه وتقويمه وتطويره، وأساسا لنجاح أي عمل تربوي.
وأوضح وكيل الوزارة للتعليم د, خضر بن عليان القرشي: أن وزارة المعارف تنظر الى مدير المدرسة على أنه المخطط الأول لنجاح العملية التربوية، وبمقدار حماسه واخلاصه في أداء الأمانة تحقق الطموحات والآمال، لمستقبل متجدد ومتطور دائما وأبدا.
وأضاف: ان العلاقة التي تربط مدير المدرسة بادارة التعليم وبالوزارة تفوق في معناها ومبناها أي نوع آخر من العلاقات؛ إذ يعد مدير المدرسة القائد الميداني الذي يتابع مدى نجاح المشاريع التربوية، ويعمل على اكمال النقص، واقتراح وسائل أكثر فاعلية وتأثيرا لأنه الأقرب الى مركز صناعة القرار المدرسة والأكثر معرفة بأبعاد أي قرار أو مشروع تربوي، وهو لذلك الشريك الفاعل في كل التوجهات والمشاريع التطويرية.
وأشار د, القرشي الى أن هذا اللقاء الذي يعد الأول الذي يلتقي فيه معالي وزير المعارف بمديري المدارس استشعار من الوزارة بهذا الدور الريادي لمدير المدرسة، باعتباره المحرك الأساسي لنجاح العملية التربوية برمتها، بتعاونه مع زملائه المعلمين في المدرسة، لذلك فإن اشراكه في الخطط التطويرية، والاستماع الى رؤاه وتجاربه الميدانية يعد أمرا حتميا؛ إذ لا يمكن تصور عمل متكامل يخلو من أهم دعائمه، ومن هذا المنطلق فإن معالي الوزير يحرص في كل لقاء بالزملاء المعلمين على تأكيد هذه الحقيقة.
وقال: إن المحاور التي ستكون مثار اهتمام المشاركين ستضع الزملاء مديري المدارس في محك حقيقي ليكونوا عند حسن الظن بهم؛ فعندما نتساءل: ماذا يريد مديرو المدارس؟ فإن هذا السؤال يحمل الزملاء المعلمين مسؤولية ضخمة جدا لتحديد احتياجاتهم ومسؤولياتهم، بما يحملهم مسؤولية ثقة الوزارة وأولياء الأمور، لأن نرى كل مدارسنا رائدة: رائدة في تطبيقها للمشاريع التطويرية، رائدة في حفاظها على مبناها، رائدة في سلوك تلاميذها، رائدة في اخلاص وتميز معلميها، ورائدة في تفوق طلابها.
وأكد د, القرشي ثقته في جميع مديري المدارس، وقال: انني على يقين ان مدارسنا تزخر بمديري المدارس المتميزين، وكلي أمل ان هذا اللقاء سيخرج بتصورات فعالة لنجاح الادارة المدرسية، وتفعيل دورها لخدمة المجتمع، وتنفيذ الخطط التطويرية، وسيكون هؤلاء الرموز من مديري المدارس الذين يحضرون هذا اللقاء أمناء في نقل ما سنتوصل اليه الى زملائهم في الادارات التعليمية ومدارسها بإذن الله.
هذا وسوف يناقش معالي وزير المعارف مع مديري المدارس ومشرفي الادارة المدرسية الذين سيحضرون هذا اللقاء عددا من المواضيع التي تحقق هذه المفاهيم التربوية ومنها: سبل تطوير الادارة المدرسية التي يعتمد عليها في تحقيق المدرسة لأهدافها.
ومن أبرز محاور اللقاء أيضا: دراسة علاقة المدرسة بالمجتمع، ويعد هذا المحور من أهم الموضوعات المطروحة للنقاش، إذ لا يمكن تصور العوائد التربوية للعملية التعليمية دون اقامة أقوى الروابط بين المدرسة والمجتمع، وبين البيت والمدرسة، انطلاقا من مكانة المعلم ودوره الريادي في خدمة المجتمع.
كما سيتحاور المشاركون في العديد من النماذج والخبرات والتجارب الميدانية التربوية المتميزة التي ينبغي التأمل فيها، ودراستها، والعمل على تطويرها لتعم سائر الوسط التربوي.
هذا وقد تم تكوين عدة لجان لمتابعة هذه المناسبة التي تعد الأولى التي يلتقي فيها وزير المعارف بمديري المدارس الذين يصل عددهم الى 300 مدير مدرسة ومشرف ادارة مدرسية من جميع مناطق المملكة.
الجزيرة التقت عددا من مديري المدارس، الذين حددوا علاقة الوزارة بالميدان، ووضعوا أمام المجتمعين عددا من الموضوعات والرؤى لمناقشتها، في هذا الاجتماع:
الأستاذ حمد بن عبدالله الراشد مدير مدرسة عرفات بمنطقة الرياض، الذي أكد على أهمية مناقشة مستوى المعلم، وقال: إن المعلم لا يزال حقيقة دون مستوى طموحات الوزارة، فهو محتاج الى غربلة وتدريب، فقد لاحظنا تطورا واضحا في برامج التطوير التربوي والمناهج الدراسية مع عدم الأخذ بعين الاعتبار مستوى المعلم، ومستويات بعض مديري المدارس والمشرفين التربويين، الذين لا يواكبون هذا التطوير في المناهج، ففي نظري ان افتراضات الوزارة عن المعلم لا تزال غير دقيقة، وهذه تحتاج فعلا الى جهود كبيرة تبدأ من الاشراف التربوي ووضع مقاييس دقيقة له ثم مديري المدارس حتى تكون الأحكام دقيقة.
واضاف: انني اعتقد جازما انه لا يزال البعض يرغب في الاشراف أو الارشاد أو الوكالة أو الادارة طلبا للراحة ليس إلا,, وان الأحكام على العطاء في الوزارة يعتمد اعتمادا كبيرا على ما يرون نظريا، والاكتفاء بالبهرجة بعيدة عن الأهداف الحقيقية.
واقترح الأستاذ الراشد السماح للمديرين ووكلاء المدارس والكتاب بالاستمتاع بالاجازة الصيفية أسوة بالمعلمين والمشرفين,, والاكتفاء بأسبوع بعد الدراسة وآخر بعدها.
وأضاف: انني أقترح اعادة النظر في تعيين الوكلاء في المدارس حسب اعداد الطلاب وليس حسب اعداد الفصول، واعادة النظر في تخصيص المدارس الابتدائية فقط بتحديد نصاب للمدير والوكيل للتدريس فإن كان الهدف الاتصال بالتدريس والسبورة والفصل فليعمم على جميع المدارس بما فيها المتوسطة والثانوية وان لم يكن كذلك فليعمم الاعفاء.
كما ان الحاسب الآلي في المدارس اصبح مشكلة كبيرة لمن يعمل عليه، في ظل عدم وجود نظام يكفل تخفيض النصاب أو التفريغ، وخصوصا بعد وجود البريد الالكتروني، أو على الأقل يكون مساويا لأمين المكتبة في عدد الحصص, اضافة الى ان المدير والوكيل المتميزين اللذين يسيران بمدرستهما على خير وجه أرى أن يكون من تكريمهما بقاؤهما في المدرسة وترك الخيار لهما في الانتقال أو البقاء بدلا من اجبارهما على النقل لمجرد تنفيذ قرار الوزارة بتحريك المديرين كل أربع سنوات.
كما أرى اعادة النظر في الاشراف التربوي وآليته الحالية، فلو يتم التركيز على المشرف المقيم وهو مدير المدرسة ، وسيكون في ذلك العوض عن المشرف بطريقته الحالية.
هذه بعض الجوانب التي تحتاج الى اعادة صياغة، ولكن هناك جوانب ايجابية مشرقة كثيرة للوزارة، وخصوصا تلك التنظيمات الادارية، والمنظمة واللوائح الجديدة التي تشير الى انتفاضة ادارية، وحركة ديناميكية متجددة تدل على ان هناك أشياء مشجعة، ولكنها تحتاج الى معلمين ومديرين متحمسين.
أما الأستاذ سعود بن معيض الحربي مدير مدرسة الفلاح الأهلية، فقد اعتبر لقاء وزير المعارف بمديري المدارس تكريما لهم، وفرصة لهم لإبداء مرئياتهم لتطوير الادارة المدرسية، واقترح ان يدعى للقاءات القادمة بإذن الله وكلاء المدارس الذين يستحقون التكريم، خصوصا وأنهم يقومون بأعمال ليست هينة، فهم الصف التالي للمديرين، ويزاولون أعمالهم بكل نجاح، وهم الأعين الحقيقية لتحقيق الانضباط في المدرسة.
أما الأستاذ مشعل بن عبدالله المشعل مدير متوسطة النموذجية الادارية، فقد أعرب عن شكره العميق لمعالي الوزير على هذه البادرة من معاليه، فعلى الرغم من مشاغله واهتماماته الكبرى إلا انه يدرك بثاقب بصيرته أهمية الحوار واللقاءات المفتوحة مع رجال الميدان الذين تقع على كواهلهم مسؤولية التطوير والتنفيذ، ولقاء مديري المدارس بمعالي الوزير سيفتح الباب للمزيد من العمل المثمر ان شاء الله.
واقترح بأن يركز اللقاء على بحث الطرق الكفيلة بتحقيق الثقة في مدير المدرسة، وانه سيكون عند الظن إذا اعطي المزيد من الصلاحيات، فما يقلقني ألا تستثمر هذه الثقة بالشكل المأمول مما قد يعود سلبا على أداء العمل، خصوصا ان بعض المهام لها أبعاد عملية واجتماعية خطيرة، ولكن هذا لا يمنع من أخذ آراء المديرين واشراكهم في تنظيم أو اجراء يخص المدرسة.
كما اقترح الأستاذ المشعل ان يعطي المديرين الفرصة لتقويم المعلم داخل مدرسته، وفق ضوابط تحقق الأمانة والثقة، بعيدا عن الاشراف والمشرفين، البعيدين عن المعلم، الذين ليس لهم إلا الظاهر من خلال زيارة أو اثنتين.
أمر آخر اشار اليه المعلم المشعل يخص التعامل مع وسائل الاعلام، حيث قال: ان بعض مديري المدارس يقفون موقف المتفرج من القضايا المطروحة عن التعليم، وخصوصا تلك التي تقدح في المعلم، وفي العلاقة بالطالب، وكأن كل مدارسنا خالية من العلاقات الايجابية بين المعلمين والطلاب، فلماذا لا ينبري مديرو المدارس للحديث عن جوانب الابداع في مدارسهم بدلا من الانتظار حتى يكتب عنها، خصوصا ان بعض المدارس تتميز بنشاطات متميزة، وطلاب متفوقين، يستحقون أن يسلط الضوء عليهم، وهنا أدعو الى البحث عن آلية تضمن عدم التشهير بالقضايا الفردية في المدارس مثل: ظاهرة ضرب طالب أو معلم يعتدي على الطالب، وهي موضوعات لا طائل من وراء نشرها في الصحف.
الأستاذ يوسف بن محمد السلوم مدير مدرسة عمرو بن معد يكرب الابتدائية، يتناول أهمية اللقاء من جانب آخر يخص المباني المدرسية والتجهيزات حيث يؤكد ان عدم متابعة بعض مديري المدارس لسلوك الطلاب قد ادى الى تشويه المبنى من بعض الطلاب المستهترين، ويعد المبنى من أهم عناصر العملية التعليمية لذا فهو يحتاج الى متابعة شخصية واهتمام مباشر من مديري المدارس من حيث: مراقبته وصيانته,, وعدم انتظار ذلك من المسؤولين، وهنا يتحدد المدير المتميز من غيره.
|
|
|