لما هو آتٍ الأنماط السلوكية الطارئة د,خيرية إبراهيم السقاف |
الإنترنت أصبح بوصفه وسيلة حديثة مختصرة للاتصال الثقافي، والإخباري، في أنحاء العالم، وسيلة أخرى للكشف عن طوارىء السلوك البشري,.
ويبدو أن كلَّ جديد في متغيرات المجتمع، تطرأ معه سلوكات ليست فردية بل جماعية تعكس أموراً لا تعتبر عادية ولا يمكن تهميشها ، ولابد من إخضاعها ليس للدراسة فقط وإنما لحيثيَّات الدراسة من مراقبة، ومتابعة، وتحليل أنماط، وتصنيف فئات بشرية، ومن ثمَّ معرفة العوامل، والدوافع، و,,, حتى الوصول إلى ما يكشف عن كل مايمكن أن يكون مؤشراً إلى الأخذ بعين الاعتبار له,,.
الذي يتذكر طوارىء السلوك الذي رافق دخول الأنماط الغذائية السريعة للمجتمع يتذكر الطوابير التي كانت ولاتزال تصطف لشراء الهامبورجر ، والأيسكريم ، والبيتزا ، والمشروبات الغازية,,, حتى أصبحت العادات الغذائية في البيوت مجرد حفاظ على هيئة الأسرة، وكثيراً ما تكون شكوى الأسر من شبابها أنهم يسكنون في الشارع إذ تُعَدُّ الموائد في المنزل ولا يجلس إليها إلا الكبار!، ورافق ذلك ظهور أمراض حديثة نتيجة العادات السلوكية الجديدة في التغذية.
والذي يتذكر طوارىء السلوك الذي رافق دخول الوسائل الحديثة في الخدمات اليومية مثل أجهزة الصرف الآلي، والهواتف السيارة، وأجهزة النداء، والهواتف المنقولة الجوال ، وحتى ماسبقها من أساليب حديثة في الشراء، وأنواع المبيعات من ملابس، ومأكولات، وكذلك انتشار وسائل المواصلات، وأخيراً استخدام المحطات الفضائية العديدة,,, يتذكر ما رافق كل ذلك من أنماط سلوكية في التعامل معها، وما طرأ من تغييرات في الأبنية الأساس في عادات الناس، تعدَّت لتلتحم بأفكارهم، وأساليب معيشتهم، بل وصل الأمر إلى طريقة تعاملهم مع الزمن، ومع بعضهم الآخر، في التأثير في كل ظواهر حياتهم,,, وبذلك دخلت هذه الطوارىء لتتحول إلى أنماط جديدة في السلوك الجمعي العام,,.
والذي يتنبه الآن قبل أن يأتي اليوم الذي يتذكر فيه ما رافق دخول (الحاسوب) في حياة الناس، وبرامجه العديدة ليس فقط في الحياة العملية وتسهيل أمور العمل أو التوثيق أو,, أو، وإنما على وجه الخصوص في وسائل الترفيه من ألعاب، وبرامج مختلفة لمتعة الفرد، وأخيراً ما تطور إليه من الجوانب المختلفة في البرامج ذات الافكار المتطورة والاستخدام المنوع، ومن ثم برنامج (الإنترنت) الذي تحدى كل مُتوقع، يقف كثيراً أمام المواقع التي يتيحها,,, فإن هو خصص وقوفه عند الأفراد، وراجع مجموعة من مواقع الرموز فيه وطالع الحوارات الجارية على الشاشة الصغيرة، وأخذ على وجه الخصوص حوارات الشباب بأسمائهم المستعارة، لرأى العجاب، ولأتضح الطارىء في المُتغيِّر بوصفه حافزاً نحو إظهار كوامن المتراكَم في الأذهان وفي النفوس،
السؤال: هل الوسائل الحديثة هذه هي حافز استفادة يُحترم فيها الوقت والجهد والمال؟ أم هي وسيلة للهدر الزمني، في أمور لاتجدي إلا إضافة مؤثرات نفسية جديدة سالبة في كل أوجهها,,.
أُتيح لي قراءة بعض حوارات الشباب، لا أريد أن أورد أسماء رموزهم أو استعاراتهم، تأكد لي منها أن أنماطاً من السلوك تطرأ مع كلّ مُتغير، وهي ظواهر يبدو أنها طبيعية، لكن ألا يمكن ان تكون هناك ضوابط للسلوك؟ بمثل ما هي ضوابط تربية السلوك، وتربية ضوابط السلوك في آن معاً تلك التي يحرص كل امرىء أن يوطِّدها في أبنائه وهو يعلمهم ويُنَمِّيهم ويُربيهم عليها.
أتمنى ألا يبلغ الاستهتار لدى الفئة الغالبة لدرجة أن تُستغل هذه الوسيلة المتميزة في خدمتها استغلالاً ينمُّ عن تسيِّب في تربية الضوابط,, ذلك ان الأنماط السلوكية التي رافقت الوسائل الحديثة المتطورة لم تعكس إلا حاجة المجتمع إلى إعادة النظر في أساليبه التربوية على المستوى الفردي، وعلى المستوى الجمعي، فإن كان الأول من مهام الأسرة والمدرسة، فإن الثاني من مهامِّهما معاً إلى جانب مهام الجهات التي تُمثل الجامعات ووسائل الإعلام والمفكرين.
فلتقوموا بدراسة أنماط السلوك التي طرأت مع دخول (الإنترنت) في حياة الشباب.
|
|
|