بيننا كلمة فضاء مشترك د , ثريا العريّض |
إعلام القرن الواحد والعشرين ابتدأ مع السي ان ان .
والسي ان ان ابتدأت عصر الفضائيات بشرها وخيرها,.
واضح أن وسائل الإعلام التقليدية والمحلية تتراجع سطوتها أمام هيمنة الفضائيات إذ تتسابق على السيطرة على وعي الإنسان وتسيير معتقداته وخياراته.
والفضائيات خير وشر كلاهما لا مفر منه؛ بعضها الذي يشغل الأذهان بمتابعة الحدث، وما استجد على ظهر البسيطة قد يحمل المفيد مثل القنوات العلمية والتعليمية وبرامج التوعية الصحية والاجتماعية وتحركات البورصة والسوق النقدية العالمية، وقد يحمل المسلي مثل المباريات الرياضية وقنوات الأفلام القديمة ومسابقات المعلومات واللغة، وقد يحمل مالا يفيد، مثل فوازير رمضان التي غالبا لا علاقة لها برمضان سوى توقيتها وما يضايق كبرامج استنساخ الكاميرا الخفية بكل مسمياتها,, بل قد يحمل ما يضر مثل أفلام العنف والجريمة والخوارق التي دفعت بعض الجهلة الى تقليد أحداثها ودفع حياتهم ثمنا, ويظل الأهم في أولويات المتابعة نشرات الأخبار الموثقة حين تتوغل في المجازر الجماعية وتقطع نياط القلوب حزنا أو يشعل الضمائر غضبا.
***
ربما أهم ما يتابعه الناس في كل أنحاء العالم هو أخبار الحروب,
الحرب تعني أن أحدا ما يموت.
والموت يخيفنا ويشدنا الى متابعة مساره حولنا,.
ولا شيء مثل الحروب يحمل الموت بالجملة.
أخبار الحروب الأولى وصلتنا عن طريق الشعر، الياذة اليونان وشاهنامة الفرص ومهابهراتا الهنود، وسجلت قصائد الشعراء حروب العرب؛ مثل زهير بن أبي سلمى وعنترة والمتنبي.
أخبار ما قبل الحرب العالمية الأولى، ربما كانت تصل الجمهور العام بضعة أشهر بعد حدوثها عندما يوصلها المراسلون الصحفيون بشق النفس الى صحفهم.
وأخبار الحرب العالمية الأولى كان صوت المذيع يوصلها الى بعض المناطق في العالم، ولكنه لا يصل إلا القلة في حدود قدرة البث في دائرة مختصرة.
وأخبار الحرب العالمية الثانية حملها اللاسلكي فوصلت الى الاذاعات والصحف في وقتها وليس بعد أن تفقد طزاجتها ورائحة البارود,, ولكنها لم تحمل صوت الانفجارات والتماع القذائف.
بعدها جاءت الكاميرا، والراديو والترانزيستور، والمسجل، والتلفزيون، والكمبيوتر، والبث المباشر، والكيبل، والبث الفضائي والدش, وانتقلت ساحة الحدث الى شاشة صغيرة يطرقها الأغلبية إن لم يكن الجميع، ويتسمرون أمامها وهي تحاول اجابة الأسئلة:
أيتها المرآة السحرية حدثيني عن فتنة الأقاصي,, وعن فتن الأقاصي.
ما الذي يستجد هناك في مشارق الارض ومغاربها؟
من القاتل؟ ومن المقتول؟,, ومن يلتبس بين هذا وذاك؟.
|
|
|