الأمير عبدالمجيد خلال افتتاحه ندوة مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية الأوقاف كانت أحد ركائز التشكيل الوزاري في الثمانينيات,, والدولة أولتها جل اهتمامها |
* مكة المكرمة فهد العويضي سامي علي:
افتتح صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة امس ندوة مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية التي تنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وذلك بقاعة الاحتفالات بفندق الشهداء بمكة المكرمة.
وقد بدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم ثم القى وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لشؤون الاوقاف الدكتور عبدالرحمن المطرودي كلمة رحب في بدايتها بسمو أمير منطقة مكة المكرمة في هذه الندوة المباركة.
وقال: ان اوقاف المسلمين اصبحت منظومة فريدة استحقت ان يفرد لها الخلفاء ديوانا خاصا بها ضمن دواوين الدولة الاسلامية، وهي الرافد الذي لا ينضب في المجتمعات الاسلامية في دعم انشطتهم المختلفة كالتعليم والصحة ورعاية المحتاجين.
بعد ذلك القى رئيس مجلس الاوقاف الفرع بمنطقة مكة المكرمة عبدالرحمن فقيه كلمة أكد فيها ان اوضاع الاوقاف الحالية ومشكلاتها المزمنة في حاجة ماسة للعلاج وتطويره على أسس حديثة.
وقال: ان الوقف من أهم الاعمال التي تميزت به حضارتنا الاسلامية وكان له دور مشهور في نشر الدعوة الاسلامية ورعايتها وتنمية المجتمعات الاسلامية في مختلف جوانبها العلمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية واشار الى اهتزاز مكانة الوقف لدى الدول الاسلامية في هذا العصر وازدهارها في بلاد الغرب.
وأعرب عن أمله ان يعود الوقف الى مكانته لخدمة مصالح المسلمين.
ورأى الفقيه ان تكون هناك لجنة منبثقة عن مجلس الأوقاف الأعلى تكون مهمتها البحث عن الاوقاف الدامرة التي مر عليها مئات السنين في تخوم العالم الاسلامي اضافة الى البحث عن الأوقاف الضائعة وبحث اسلوب ادارة الاوقاف في العالم الاسلامي وغيره من الدول.
ثم القى معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية كلمة اكد فيها معاليه ان الشريعة الإسلامية الخاتمة صنعت كل ما فيه صلاح الفرد والمجتمع في دنياه وآخرته وتحقيق الضروريات والحاجيات.
ثم نوه معاليه بالدور الرائد الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين لرعاية الوقف والاهتمام به وقال نحن في هذه البلاد وبصفتنا الذين يقدمون على كل مجال خير ويرغبون فيه، ونحن القدوة اليوم نرغب ان يكون قمة للتسابق في مجالات الخير ورعاية كل مجال من مجالات الوقف الذي فيه صلاح الافراد والمجتمعات.
وأكد معاليه ان هذه الندوة تنطلق من أسس شرعية ثابتة تحيي في الناس كل مجالات الاسهام في الدعوة عن طريق وقف الوقوف على مجالات الدعوة او وقفها في جميع المناحي الحضارية والتنموية التي تحتاجها البلاد فهي لبنة وخطوة في طريق طويل تعتزم الوزارة بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة حثيثة من سمو ولي العهد الامين على ان يحيى في الناس ما فيه نفعهم وصلاحهم وان تلبى حاجات الناس بوقف الناس اموالهم في سبيل الله عز وجل ومضى معاليه قائلا:
إن هذه الندوة سبقها ندوات وستليها ندوة اخرى وقد شارك فيها من العلماء والباحثين الجمع الغفير مما اثروا به هذه الندوة.
وقال: ان الوزارة لديها الخطط المستقبلية لبذل ما تستطيع وما يقره مجلس الاوقاف الاعلى من اتفاق الكثير من خلال الاوقاف الموجودة في المجالات التي جعلها فيها الواقفون.
واكد معاليه ان رعاية هذه الدولة وتوجيهات ولاة الامر هي خير معين لنا بعد الله عز وجل في تأدية هذه الرسالة واذكر لكم اني منذ توليت هذه الوزارة في الاشهر القليلة الماضية قد وجهني عدة توجيهات سمو ولي العهد الامين حفظه الله في اداء الأمانة وابراء الذمة في الاوقاف وألا تعطل الاوقاف عن صرفها في مصارفها والحديث لمعالي الوزير وقال لي مرة بكلمة فيها الحث والقوة (اتق الله وخذ الحقيقة واتبع السنة ولا تخش احدا في ذلك).
وهذا يقوينا في هذا المجال اذا كان مساندنا هو ولي الامر الذي يهتم بصالح الاوقاف ويرعاها ويتابعها.
وفي الختام وجه معاليه شكرا خاصا لسمو الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة على رعايته لهذه الندوة وعنايته بالاوقاف كما شكر كل من ساهم في هذه الندوة.
عقب ذلك القى صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة كلمة فيما يلي نصها:
كلمة صاحب السمو الملكي
الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز
ان المتأمل في تعاليم الاسلام يدرك عنايته بالفرد والجماعة في المجتمع المسلم ومن ذلك المعاني الإنسانية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية لهذه السنة المباركة,, وان الدارس للحقب الزمنية التي مر بها المجتمع المسلم عبر مراحل التاريخ الانساني يدرك مكانة الوقف في نمو المجتمع ورعاية مسيرته والاسهام فيها في وقت رخائه فضلا عن آثاره الحميدة في اشد الظروف صعوبة وشدة, لقد غطى الوقف مناشط متنوعة من اوجه الحياة, فقد كان الوقف يقوم بالدور الذي تقوم به وزارات التعليم حاليا من إنشاء المدارس وكفالة طلاب العلم وتشجيع البحث وتشييد المكتبات واستنساخ الكتب, كما كان يقوم بالدور الذي تقوم به وزارات الشؤون الاجتماعية والصحة من توفير أوجه الرعاية للفئات الضعيفة والخاصة وتقديم العون للمحتاجين من المرضى والمسنين, اما دور الوقف في بناء المساجد والثغور والقلاع للدفاع عن ديار المسلمين فمما يعجز الانسان عن الاحاطة به أو ذكره, الامر الذي يدعو الجميع الى التوكيد على إحياء سنة الوقف وتعزيز مكانته في المجتمع المسلم ودعوة المسلمين على عدم الفتور في الايقاف في ظل تفضل الحكومات في كثير من البلاد الاسلامية بتحمل مسؤولية الانفاق على التعليم والخدمات الاجتماعية مما ظهر معه انحصار الوقف في بعض الاعمال الخيرية لمعالجة بعض المشكلات الفردية, ومن هذا الواقع تنطلق الأصوات المخلصة المدركة ساعية لتأكيد الرسالة السامية للوقف لكي يؤدي الوقف دوره التنموي في حياة الأمة, وفي هذا الاطار تنعقد هذه الندوة المباركة لمناقشة قضية بالغة الأهمية,, ألا وهي الوقف ودوره في دعم مسيرة الدعوة الى الله ودعم عجلة التنمية في المجتمع المسلم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وصحيا وجميع ما يحافظ على حيوية المجتمع وازدهاره, وان حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي الوقف جل اهتمامها وعنايتها, على نهج اسلافه رحمهم الله إذ بدأ الاهتمام بالاوقاف وتسجيلها والعناية بها من عهد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله فقطاع الاوقاف يلقى اهتماما بالغا, ولتجسيد هذه العناية كانت الاوقاف احدى الركائز المهمة في التشكيل الوزاري في اوائل الثمانينات الهجرية, وبعد ذلك بسنوات قلائل تم انشاء مجلس الاوقاف الأعلى ايمانا من الدولة بالدور الرائد للوقف في المجالات المختلفة ضمن اطار الاحكام الشرعية وشروط الواقفين ويسعدني هنا ان اشيد بالاعمال الجليلة التي تقوم بها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بصورة عامة وفي قطاع الاوقاف بصورة خاصة بمتابعة مخلصة من صاحب المعالي الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ لاحياء رسالة الوقف واعادة دوره البناء من خلال منظور علمي تتسع فيه الرؤية لتشتمل جميع مواطن احتياج المجتمع, ولعل هذه الندوة التي تقيمها الوزارة ان تكون احد ثمار هذه الرؤية الشاملة,؟
|
|
|