Wednesday 26th January, 2000 G No. 9981جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,شوال 1420 العدد 9981



بالرغم من ذلك
الإدارة من ثقة
د,محمد الكثيري

بإمكانك كمدير أن تقول لا لموظفك الذي يطلب اجازة لسبب ما,, ومن السهولة ايضا ان تطلب من مساعدك الاحتفاظ بكافة الاوراق وعدم اتخاذ قرار حيال اي منها حتى رجوعك من اجازتك, والاسهل من كل ذلك ان تصدر قرارا بارجاع كل صغيرة وكبيرة لك في المنشأة التي تديرها.
لكن الاصعب هو ان تمنح موظفك إجازة دون ان يخل ذلك بسير العمل, والأكثر صعوبة ان تجيز لمرؤوسك اتخاذ بعض القرارات في غيابك او حتى حضورك مع القدرة على تحديد ما لك وما له من اعمال, اما التحدي فهو ان تمنح كل العاملين معك الحرية لاداء اعمالهم بطريقة تضمن لك التفرغ لقيادة تلك المنشأة دون ان تفقد السيطرة عليها.
في الحالات الاولى، تكمن السهولة في انك تقول لا وترتاح بغض النظر عما يجره هذا الارتياح من اثر سلبي على منشأتك, أما في الثانية فإنك تقول نعم وانت تدرك ما تبعات هذه النعم, الاولى الجميع يجيدها، اما الثانية فقليل هم الذين يحسنونها علىغرار قول سفيان الثوري انما العلم الرخصة من ثقة، اما التشدد فيحسنه كل احد , والعلم الذي يمنح صاحبه القدرة على ان يدبر بثقة يظهر جليا في سلوك ذلك المدير وهو علم يجمع بين المعرفة والخبرة وقبل كل ذلك وعي المدير وإدراكه للدور المناط به, وأول مقتضيات ادراك ذلك الدور هو القناعة بأن المدير ليس سوى فرد في مجموعة لا يستطيع إنجاز العمل المناط به دون تعاون افراد تلك المجموعة وتشجيعهم على تقديم اقصى ما يستطيعون من جهد لتحقيق أهداف المنشأة التي ينتمون إليها, اما ثانيهما فهي عدم قبول الاعتقاد السائد بمعرفة المدير بتفاصيل كل شيء، وحينما يتم رفض ذلك الاعتقاد فإن ذلك يعني أن يتفرغ المدير للأمور التخطيطية والاشرافية الكبيرة وترك سواهما من امور صغيرة لمساعديه وبقية الموظفين الآخرين, اما الثالث فهي ضرورة القناعة ان المنشأة بكل ما تحتويه من انظمة واجراءات لم تنشأ إلا لتحقيق اهداف محددة وبالتالي فإنه لا بد من توجيه تلك المنشأة بإمكاناتها واجراءاتها وانظمتها لاحراز تلك الأهداف, وحينما تصبح تلك الاجراءات والانظمة غاية للمدير بدلا من كونها وسيلة لتحقيق أهداف المنشأة تنقلب المعادلة وبالتالي يتعطل الانجاز.
ولكن هل هذه المتطلبات الثلاثة كافية لايجاد اولئك المديرين الواثقين؟ بالطبع لا ، فهناك أمور اخرى لا تقل ضرورة عن هذه ولكن تكمن اهمية هذه المقتضيات الثلاث كونها ذات أبعاد شخصية واجتماعية فهي شخصية لارتباطها بالمدير ذاته ووعيه وثقافته الإدارية، وهي اجتماعية لعلاقتها بنظرة المجتمع المتمثل في نظرة العاملين في تلك المنشأة والمتعاملين معها لدور المدير, إلا أن ذلك لا يعني استحالة توفر مديرين واثقين قادرين على قيادة منشآتهم عامة او خاصة وتحقيق اهدافها, ولكن هذا يحتاج كثيرا من الوقت والجهد، وهما أمران رغم اهميتهما يسهلان أمام ما تحققه الإدارات الواثقة من نتائج.
قول: يقول أحدهم وأظنه قد أصاب ليس هناك دول متقدمة وأخرى متخلفة، ولكن هناك إدارة متقدمة واخرى متخلفة .

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

ملحق جازان

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.