* الرياض مسعود المطيري
بلغت جملة مصانع المياه المعدنية والصحية وملحقاتها (وحدات التعبئة) بنهاية العام 1999م 42 مصنعا موزعة على مدن المملكة وبالرغم من ضخامة مشاريع المياه المخصصة للشرب والتي تنتجها الحكومة عن طريق محطات تحلية المياه العملاقة بالجبيل والشعيبة ومناطق اخرى إلا ان الطلب على المياه المعدنية المعبأة او المنقولة في ازدياد كبير وهو ما يعكس سلوكيات لدى المستهلكين يجب التوقف عندها.
وأهداف المصانع تختلف من منطقة لاخرى بحسب تغطية شبكات المياه المخصصة للشرب للمواقع ففي المنطقة الشرقية تبلغ الطاقة السنوية لمصانعها التسعة اكثر من 323 مليون جالون تسوق معظمها عن طريق نقل المياه الى المستفيدين دون تعبئة في حين تبقى في مدينة الرياض مثلا اهداف المصانع مرتبطة بتسويق منتجاتها من مياه الشرب الصحية المعبأة في عبوات مختلفة الحجم.
تواجدت اكثر مصانع مياه الشرب المعدنية الصحية في المنطقة الشرقية وفي منطقة مكة وفي الرياض ثالثا.
وتمثل نسبة المصانع في المنطقة الشرقية 21% من حجم مصانع المياه المعدنية بشكل عام ومنطقة مكة بنسبة 19% والرياض 14% وتتفاوت حجوم تمويل هذه المصانع بشكل كبير بتفاوت طرق التعبئة وتصنيع عبوات تعبئة المياه باختلاف سعاتها.
فد بلغت جملة تمويل مصانع المياه المعدنية والصحية بالمملكة حوالي 847 مليون ريال تتفاوت بحسب اهداف التصنيع وتمثل جملة تمويل مصانع المياه بمنطقة مكة 176 مليون ريال تشكل ما نسبته 21% كأكبر تمويل بالنسبة لمواقع المصانع ثم الشرقية ب149 مليون ريال والرياض بحوالي 142 مليون ريال.
ومن جانب آخر فإن عدد العمالة التي تمارس اعمالها بهذه الصناعة تجاوزت ثلاثة آلاف عامل نسبة كبيرة جدا منهم من غير السعوديين ويشكل عدد العاملين في مصانع المياه بالرياض حوالي 716 عاملا بنسبة 24% ثم منطقة مكة ب600 عامل,وبلغت جملة الطاقة السنوية لمصانع المياه الصحية بالمملكة حوالي 820 مليون جالون من المياه معظمها ينتج في المنطقة الشرقية وبنسبة 39% ثم الغربية فمدينة الرياض ويختلف حجم الطاقة السنوية للمياه المنتجة باختلاف طرق التصنيع والتسويق ففي مدينة الرياض تكون اهداف التصنيع موجهة نحو تصنيع المياه وتعبئتها في وحدات ذات سعات مختلفة وبأشكال مختلفة وبطرق تسويقية وتوزيعية مختلفة.
أما في المنطقة الشرقية فإن المياه المعدنية عادة ما توزع عن طريق النقل من محطات التحلية بواسطة العميل نفسه وهو ما يساهم في زيادة حجم الطلب وانخفاض الاسعار, وهو ما ينطبق على الطلب في المنطقة الغربية.
وبشكل عام فإن كل مصانع منطقة بذاتها تغطي الطلب لذات المنطقة وهذا لا ينفي وجود تسابق كبير للفوز بحصص من سوق المياه المعدنية في المدن الكبيرة واماكن ارتفاع حجم الطلب على المياه المعدنية وبشكل كبير فقد حققت شركات تصنيع المياه رغبات العميل الزمانية والمكانية وأحجام العبوات المعبأة أو طرق التوزيع.
ومع ذلك فإن مشكلة كبيرة تواجه مصانع المياه المعدنية بالنسبة لوحدات حفظ المياه باختلاف سعاتها والتعامل من قبل مصانع المياه مع هذه المشكلة يعد سلبيا بشكل كبير وهذه المشكلة مرتبطة بقدرة المصانع على تطبيق مواصفات بطاقة الصنف الملصقة على الوحدات بشكل يعكس مصداقيتها كما ان المشكلة مرتبطة بقدرة المصانع على اثبات سلامة تعبئة المياه في الوحدات المعدة لها سواء ذات الاستخدام الواحد او الاستخدام المتكرر.
كثير من الدراسات الصادرة عن الجامعات ومختبرات البيئة تؤكد على وجود خلل في اختيار مادة وحدات التعبئة او طرق التعبئة بذاتها وتؤكد على احتمال وجود تكاثر بكتيري يساهم في تلوث المياه لذلك فإن التعامل الاعلامي مع هذه القضية يعتبر من اهم مقومات وركائز الاستراتيجية التسويقية لهذه الصناعة وزيادة حجم الشفافية حول هذه القضية مهمة جدا للمحافظة على حجم العملاء من جهة ورفع مستوى المصداقية من جهة اخرى والتعاون مع هذه المختبرات امر ضروري للوصول إلى صياغة افضل لمشكلة التلوث التي تظهرها التقارير بين وقت وآخر.
ومن جهة اخرى فإن انخفاض عدد المصانع وتركزها في مناطق يساهم بشكل كبير في وجود آلية لدمج خدمات هذه المصانع وتخفيف حدة المنافسة فيمابينها او لمواجهة واردات المياه الصحية اقليميا وعالميا وهي خطوة على الاقل جديرة بالدراسة والفهم لتحديد سياسات تسويقية تساهم في تقديم افضل لخدماتها وإلا فإن المجال مفتوح امام المصانع العالمية مستقبلا لدخول سوق المياه الصحية المحلية ، لذلك فإن اعادة صياغة ادارة هذه المصانع بكافة جوانبها التقنية والتسويقية امر ضروري لتجذير هذه الصناعة وزيادة قوتها الانتاجية.