المعنى لو ,, بيك محمد العثيم |
الصخب الاعلامي العربي حول قضايا أواخر القرن وبداية الألف الثالث بدت منذ أكثر من عشر سنوات ولم تحدد بعد مواقف واضحة من سياسات الستينات الكئيبة التي تمد ايديلوجياتها ظلالا في اليوم وتجعل نقاشها مثاراً للسخرية، موقفنا من التقنيات الحديثة والمعلومات وأجهزة التداول المعرفي وحتى وسائل النقل الفكري والتوزيع لم ينه الجدل حول دخولنا نادي العالم التجاري وباقي الأمور المتعلقة بالاجراءات العولمية وهل نفتح المغلق من ابواب الرقابة التي لم يعدل لها لزوم وما صاروا يدعون له باسم الشفافية كل هذا يحدث ولا توجد اسس وبنى كافية لترسيخ ثقافة تقليدية او حتى معاصرة تكون حصانة للفرد والمجتمع بدلا من الرقابة المتكئة على السلطات لكي تحمينا على رأي البعض من المد الخطير مع العلم اننا لن نستطيع اغلاق منافذ المعرفة ولا احسب السلطات الادارية عند العرب تقدر اليوم على بناء جدران الرقابة التي سادت ردحا من الزمن لمنع التأثير على طهارة المجتمع المزعومة.
الجميع دون استثناء يتفقون على ان خير وسيلة هي تفعيل الثقافة الاجتماعية والنخبوية المهمشة في الاقطار العربية بصفتها المدخل للوجدان وبانية المناعة بدل انفتاح الخارج على خواء الداخل حيث يزاح الفراغ بحلول كامل للثقافة الوافدة.
والجميع دون استثناء يتفقون على ان مشكلتنا لا تقبل التأجيل,, لكنها مؤجلة بفعل الروتين فلا تفعل المؤسسات الثقافية ذات الأداء الخاص في بناء الضمير وتنقية الوجدان مثل المسرح والموسيقى الراقية بل ومناهج التعليم التي مر على بعضها قرن ونصف من الزمن وترك المجال للثقافة الاستهلاكية التافهة لترتع في جسد المجتمع المسلوب التوجه.
لا زال الوقت متأخراً جدا لنتحرك,, واذا لم يتحرك العرب نحو بناء عناصر التكنولوجيا والاقتصاد والتجارة ثم تفعيل قدرات وبنيات أساسية لما يتعلق بالثقافة فنحن في ورطة الحاضر.
نعم لقد خرج المارد من القمقم وهو الآن في معنى شوبيك لبيك واعلامنا المضاد بصيغه الاسلوبية لن يغني شيئا في وقف المد الجارف.
|
|
|