حبا الله سبحانه وتعالى هذه البلاد المباركة بفضائل متميزة ومزايا خاصة، ليست بغيرها من البلدان, فأول ذلك أن فيها أول بيت وضع للناس،وهي موطن أقدس بقاع الأرض مكة المكرمة، ومدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفيها الحرمان الشريفان، وفيها قبلة المسلمين التي يتجهون اليها في صلواتهم، وإليها يحجون ويعتمرون.
ثم إنها بعد ذلك مهد الحضارة العربية، وأم لغة الضاد، وموطن الثقافة العربية، ومكان فنون العرب وعلومهم، من أنواع الشعر، وأضرب النثر.
ثم إنها وهي تتصف بكل ما سبق تعد من أسرع الدول تقدما، وأكثرها تطورا، ونموا وتقدما، في جميع المجالات العمرانية، والتنموية والعلمية، الأمنية، والثقافية، وغيرها، تحت قيادة رشيدة، وحكومة حكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم .
وبهذا يتضح للقارىء الكريم ان المملكة العربية السعودية، هي قلب العالم الاسلامي بعامة، كما أنها واسطة عقد الوطن العربي، فإذا كان الأمر كذلك، فلا غرابة ان يتم اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام ألفين، فهي قلب المملكة النابض، وواسطة عقدها الثمين.
فمنذ ان دخل موحد الجزيرة، ومؤسس المملكة الملك المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الرياض عام 1319ه وهي تشهد نهضة عامة شاملة في جميع شؤونها، وفي كل المجالات حتى غدت خلال قرن واحد من الزمان في مصاف العواصم العالمية، يقود هذه النهضة العظيمة رجل البناء والعلوم، وراعي الثقافة والفنون، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
فقد وصلت الرياض في جميع المجالات، وبخاصة الثقافية والعلمية والأدبية الى مستوى جعلها بحق جديرة بأن تكون عاصمة للثقافة العربية، فإن عبير الثقافة وعبق العلوم ينبعثان في كل أرجائها، فهناك مئات المدارس والمعاهد، وعشرات الكليات، وفيها جامعتان من أرقى الجامعات، هما جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وجامعة الملك سعود، وهي تعج بالمكتبات العامة، والتجارية، والأندية الأدبية، والرياضية، وفيها يقام أكبر مهرجان عربي للتراث والثقافة كل عام، هو المهرجان الوطني الذي يقام في الجنادرية.
هذا وتفصيل الكلام في المجالات الثقافية للرياض لا يتسع له المقام، فمن هنا يتضح لنا أحقية الرياض، وأهليتها لأن تكون عاصمة للثقافة العربية، وأنها جديرة بذلك، ومستحقة لهذا الشرف العظيم، لأنه لا يمكن لأي دارس للثقافة العربية والاسلامية، ولا يستطيع أي باحث في حضارة الاسلام، وعلوم العرب من الأدب والشعر والنثر، أن يصل الى بغيته إلا إذا عرج على الجزيرة العربية وتاريخها وآدابها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
نسأل الله تعالى أن يوفق هذه البلاد الى كل خير، ويديم عليها نعمة التمسك بالاسلام، ونعمة الأمن والاستقرار، تحت القيادة الحكيمة، لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
* وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية
بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد