لا يأتي ذكر السلام الموعود الذي تبشر به منطقة الشرق الاوسط، الا ويأتي ذكر الرخاء الاقتصادي، وان دول المنطقة سترفل بالرفاهية والبحبوحة بعد ان تتوقف الحروب، وتتشابك المصالح ويشمل التطبيع كل نواحي الاقتصاد والتجارة والعلاقات الاخرى كالسياحة وتبادل الخبرات والمعلومات وغيرها ما يروج له دعاة التطبيع، الا انه ومع ان السلام يعني اول ما يعني توقف الحروب وبالتالي لاحاجة للتوسع العسكري ومواصلة التسلح ويفترض ايضا ان تتخلص منطقة الشرق الاوسط من جميع اسلحة الدمار الشامل من اسلحة نووية وكيماوية وبيلوجية، وهو ما يفترض ان يكون اولى اولويات بحثه والتركيز عليه، الا اننا نجد تغييا متعمدا لهذا الموضوع الخطير,, والخطير جدا على مستقبل المنطقة العربية,, او المنطقة الشرق اوسطية كما يراد تسميتها، ولا ادري لماذا لم تصر الدول العربية التي تشارك في المحادثات المتعددة الاطراف على موضوع الاسلحة النووية في المنطقة وتفرض وجود لجنة تبحث ازالة الاسلحة النووية من المنطقة، وجعلها منطقة محرمة من اسلحة الدمار الشامل.
واذا كانت اسرائيل وراعية السلام قد تجاهلتا هذا الموضوع الخطير الذي يهددنا ويهدد الاجيال العربية القادمة فلماذا تتجاهل الدول العربية، خاصة وان المعلومات تتكشف كل يوم عن تنامي قدرات اسرائيل النووية، وانها تواصل وتدخل لترسانتها العسكرية وافرع قواتها المسلحة صواريخ وطائرات وسفنا حربية وغواصات قادرة على حمل الرؤوس النووية، فبعد شراء اسرائيل لثلاث غواصات من المانيا، قامت بتجهيز احداها بصواريخ تحمل رؤوسا نووية، والمعروف ان الغواصات الالمانية التي بدأت بالوصول الى موانىء اسرائيل مجهزة بعشر قاذفات توربيدات بقطر 21 انشاً ويمكن في الوقت نفسه ان تطلق توربيدات والغاما وصواريخ بحر بحر، وهذا ما يجعلها في وضع مثالي لاستعمال الاسلحة النووية مما يجعل جميع المدن العربية مهددة وفي حالة خطر شديد يستوي في ذلك الموانىء والمدن الساحلية ومدن العمق العربي.
كذلك طلبت اسرائيل صواريخ توماوهوك الامريكية البعيدة المدى وهذه الصواريخ ايضا صالحة لحمل رؤوس نووية، مما يدخل ايضا جميع المدن الاسلامية في دائرة الخطر.
ومسعى اسرائيل لتطوير قدراتها النووية يستند على فكر عسكري استراتيجي مبني اساسا على استراتيجية التسلح النووي لغرض غطرستها وتمردها على جميع الدول المجاورة لها.
والذي يمكن اسرائيل من فعل كل هذا هو امتلاكها لما يمكن تسميته ببنية نووية اساسية تضامن الغرب الرأسمالي والشرق الشيوعي على تأسيسها فبالاضافة الى غض النظر الذي لاتزال الدول الكبرى تحابي اسرائيل به وتسكت عن ترسانتها النووية، ساعدت تلك الدول بمدها بالمواد والمفاعلات النووية والاسرار، في حين سمح الاتحاد السوفياتي ومن بعده روسيا بوصول اثنين وتسعين الف عالم نووي روسي يقولون انهم جميعا من اليهود، رغم ان العلماء النوويين من المسلمين في الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي يخضعون لرقابة شديدة.
نفاق دولي وتمييز يعرفه العرب ومنذ وقت طويل والآن جاء الوقت لكشف هذا النفاق والتمييز ضمن صفقات السلام .
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com