** برامج التثقيف الصحي أو التوعية الصحية,, وبرامج طبيب على الهاتف,, وطبيب وأطباء في التلفاز,, من أجود وأفضل البرامج,, وهي بدون شك,, برامج توعية رائعة,, ساهمت في تثقيف الناس وتوعيتهم صحياً,, وقدمت لهم معلومات طبية مركزة,, من خبراء يعرفون كيف يخاطبون الناس,.
** إلا أن بعض هذه البرامج في بعض القنوات الفضائية,, بالغت في الأمر,, وصارت تقدم وصفات لأدوية لبعض الأمراض,, فالطبيب يقول لك: عليك ان تأخذ من الدواء الفلاني قرصين أو ثلاثة في اليوم,, وتأخذ أيضاً من الدواء الفلاني ملعقتين شراب ,, وهكذا يقدمون وصفات طبية من خلال التلفاز,, والمريض المسكين,, يتمسك بأي قشة,, بل ربما يأتي إنسان متوهم ويخيل له أنه مصاب بهذا المرض وهو منه بريء,, ثم يأخذ هذه الأدوية وهو لايحتاجها,, فتلحق بجسمه أضراراً كثيرة جداً,, ويتحول جسمه من سليم معافى إلى جسم مريض معلول.
** في هذه المحطات,, يقدم لك الطبيب روشتة سريعة,, وبعض الناس مع الأسف,, يأخذ أسماء الأدوية ويذهب إلى الصيدلية ويطلب الدواء وبعضها خطير وضار جداً,, ثم يبلع دون أن يستشير أي طبيب آخر,, ودون أن يفحص جسمه لدى طبيب.
** إن البرامج الطبية التلفازية أو الإذاعية، مطلوبة,, ولها جوانب إيجابية,, متى كان المتلقي واعياً مدركاً,, أما إن كان جاهلاً,, فلاشك أنه سيضر نفسه,, لأنه لايحسن التعامل مع هذه البرامج,, ولا يدرك ماذا تريد,.
** وإلا,, فالواجب على أي إنسان,, أن يذهب الى طبيب يثق فيه ويترك له حرية صرف الدواء,, إذ قد يحتاج هذا الطبيب إلى فحص سريري أو مخبري,, وقد يحتاج إلى أشعة,, وربما يكرر الفحص عدة مرات ليتأكد من الإصابة بهذا المرض,, ولكن البعض من البشر,, يذهب الى الصيدلية ويبلع الأدوية من دون أدنى استشارة أو تفكير.
** ليت هؤلاء الأطباء,, ينبهون هؤلاء البشر,, إلى أن الأدوية كما هي علاج,, فهي أيضاً,, سموم قاتلة,, يؤخذ منها بقدر,, ويؤخذ منها بوصفة طبيب ماهر أيضاً,, وإلا,, لتحولت إلى كارثة.
عبدالرحمن بن سعد السماري