أولبرايت قادمة للمنطقة,, وتفاؤل بإمكانية استئناف المحادثات كلينتون مصمم على تتويج عامه الأخير في الرئاسة بإرساء السلام في الشرق الأوسط إسرائيل تدرس نقل تدريباتها العسكرية من الجولان وتعيد تخطيط الحدود مع لبنان |
* واشنطن دمشق بيروت الوكالات
بدأ الرئيس الامريكي بيل كلينتون العام الثامن والاخير من ولايته الرئاسية التي تنتهي رسميا في 20 كانون الثاني/يناير 2001، وهو مصمم على تحقيق هدفين كبيرين: انتخاب نائبه آل غور سيدا للبيت الابيض خلفا له في تشرين الثاني/نوفمبر وارساء السلام في الشرق الاوسط.
معروف تقليديا في الولايات المتحدة ان السنة الاخيرة من اي ولاية رئاسية تشهد جمودا سياسيا وتشريعيا بوجه العموم في انتظار انتخاب رئيس جديد وتجديد اعضاء مجلسي الكونغرس.
ومن المرتقب ان يكون الخطاب الاخير حول وضع الاتحاد الذي سيلقيه كلينتون بعد اسبوع أمام اعضاء مجلس الكونغرس مجتمعين اشبه ببرنامج معركة ديمقراطية استعدادا للاستحقاقات الانتخابية الكبرى في الخريف المقبل، بعيدا عن اهداف واقعية للعام البرلماني الذي بدأ.
وفي اعقاب اجتماع حكومي يوم الاربعاء الماضي كشف كلينتون النقاب عن عنصر في هذا البرنامج عبر اقتراح خطة لعشر سنوات تقدر تكاليفها ب110 مليار دولار لتأمين تغطية طبية لخمسة ملايين امريكي لا يحظون بالضمان الصحي، وقد اعلن نائب الرئيس تأييده لهذا الاقتراح بحسب البيت الابيض.
وبالرغم من ان آل غور عبر علنا في الشهر الاخير خلال حملته الانتخابية عن موقف متشدد حيال سلوك الرئيس في قضية مونيكا لوينسكي، يبدو ان كلينتون لا يريد ان يبادله هذا الموقف بل على العكس من ذلك.
فهو أول رئيس في التاريخ الامريكي المعاصر يدافع بقوة عن احد المرشحين لخوض السباق الى البيت الابيض قبل الانتخابات الأولية.
حتى انه وافق على ألا يلعب سوى دور في الكواليس لتفادي ان يؤثر ظهوره العلني الى جانب شريكه حتى لا يتأثر هذا الاخير سلبا بظهوره علنا الى جانب رئيس لطخت الفضائح سمعته.
لكن خلف الستار لا يخفي كلينتون انزعاجه، وقد طلب من معظم المسؤولين الكبار في إدارته وضع انفسهم في خدمة آل غور ومساعدته على تحضير ملفات حملته.
كذلك ضاعف تنقلاته عبر البلاد طلبا للأموال وملء الصناديق الانتخابية لحزب ديقراطي قلما حقق هذا الثراء وذلك يعود جزئيا الى المواهب الاستثنائية التي يتمتع بها الرئيس في هذا المجال.
الى ذلك وادراكا منه بحدود سلطته على صعيد السياسة الداخلية، فإن كلينتون يتجه اكثر فأكثر نحو الملفات الدولية الكبرى عله ينجح في اعطاء ولايته الرئاسية تكريسا مستديما يبيض صفحته في التاريخ الامريكي.
وفي هذا الاطار تشكل عملية السلام في الشرق الاوسط التي يتدخل فيها كلينتون شخصيا افضل فرصة أمامه لتصحيح حكم التاريخ على محصلة ادائه خلال ثماني سنوات من توليه الرئاسة والاخطاء التي ارتكبها في سلوكه الشخصي.
فهو لا يزال مصمما على وضع كل ثقله في الميزان لوضع حد لخمسين عاما من الصراع العربي الإسرائيلي عبر مساهمته في تسهيل التوصل الى اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين وايجاد تسوية تنهي حالة العداء بين سوريا والدولة العبرية قبل حلول الصيف المقبل.
وفي هذا الصدد اعلن كلينتون الاربعاء الماضي انه واثق جدا من فرص التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا معتبرا ان الاختلاف في المواقف بين الجانبين بشأن المفاوضات محدود نسبيا.
وقال ان الخلافات لا تمثل تسعين في المائة بل عشرة في المائة مضيفا انه يعمل على رفع العراقيل الناجمة عن التباين في الاولويات التي تعطيها سوريا واسرائيل للملفات الكبرى المطروحة على طاولة المفاوضات.
في غضون ذلك عادت مؤشرات التفاؤل النسبي تطفو على السطح مجددا بين المراقبين هنا حول امكانيات استئناف محادثات السلام السورية الاسرائيلية في وقت قريب نتيجة على ما يبدو لمساعي شخصية جادة اضطلع بها الرئيس الامريكي بيل كلينتون خلال الايام القليلة الماضية تضمنت محادثات هاتفية مكثفة اجراها مع الرئيس السوري حافظ الأسد ومحادثات هاتفية غير معلنة اجراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك نجح خلالها في تقريب وجهات النظر بين سوريا واسرائيل وازالة ما سمي بالضوء الاحمر الذي كان يهدد عملية السلام السورية الاسرائيلية برمتها.
وتتوقع الاوساط السياسية وصول فريق من الخبراء السوريين الى واشنطن في مطلع الاسبوع المقبل ووصول فريق من الخبراء الاسرائيليين في وقت لاحق بهدف بحث وتقييم مسودة اتفاق سلام سوري اسرائيلي صاغته الإدارة الامريكية وقدمته الى الحكومتين السورية والإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر.
وعلى الرغم من هذه المؤشرات الايجابية المشجعة لصالح دفع عجلة المفاوضات السلمية بين سوريا واسرائيل فإن المراقبين يستبعدون فرص استئناف هذه المحادثات السلمية على صعيد عال خلال هذا الشهر الجاري بسبب الخلافات السياسية والحادة التي لاتزال تعترض طريق المحادثات وتهدد فرص نجاحها وفي طليعتها رفض اسرائيل الالتزام بشكل واضح بمبدأ الانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وعلى الرغم من المؤشرات السلبية على المسار الفلسطيني الاسرائيلي فإن الإدارة الامريكية صعدت مساعيها الرامية الى تخفيف حدة الخلافات السياسية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال محادثات القمة التي عقدها الرئيس الامريكي بيل كلينتون مع الرئيس الفلسطيني الزائر ياسر عرفات والمحادثات الاخرى التي اجرتها أولبرايت وكبار المسؤولين الامريكيين مع عرفات.
وافادت مصادر دبلوماسية فلسطينية بأن الرئيس ياسر عرفات طالب الإدارة الامريكية بإظهار الإدارة السياسية الكافية والكفيلة بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وسعى الرئيس الفلسطيني الى اقناع الرئيس الامريكي بأن العقبات السياسية الخطيرة التي اعترضت وتعترض مفاوضات التسوية النهائية بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين قد جاءت حصيلة لتهرب اسرائيل من الانسحاب من اراضي الضفة الغربية بشكل ينسجم مع نص وروح اتفاقيات واي ريفر.
وافادت المصادر الفلسطينية ان الرئيس ياسر عرفات لفت انتباه الرئيس الامريكي الى مساعي ومحاولات اسرائيل الاخيرة والرامية الى اعطاء معلومات مضللة عن حجم اراضي الضفة الغربية بشكل يمكن اسرائيل من الانسحاب من نسبة اقل من الاراضي الفلسطينية التي تقضي اتفاقات واي ريفر انسحاب اسرائيل منها.
وكان رسميون امريكيون قد نقلوا عزم الرئيس الامريكي بيل كلينتون على ايفاد وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الى منطقة الشرق الاوسط في مطلع الشهر المقبل ضمن مساعي امريكية جادة تستهدف تمكين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية من التوصل الى اتفاق سلمي قبل انتهاء المهلة الزمنية المحددة للتوصل الى هذا الاتفاق المنتظر وهو الثالث عشر من شهر فبراير المقبل.
ويسود الاعتقاد بين المراقبين هنا ان الإدارة الامريكية ستسعى الى نحقيق تكافؤ بين فرص نجاح مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل وبين فرص نجاح محادثات التسوية النهائية بين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية وهذا مما يجعل الرئيس كلينتون مشغولا في تحقيق هذا التوازن بين فرص نجاح المسارين خلال الايام المقبلة.
وفي نفس الوقت فإن هذا التكافؤ المنشود من جانب الإدارة الامريكية يقلق المراقبين هنا ايضا لأن تحقيق التقدم في محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية في اعتقادهما قد يتم على نفقة عدم تحقيق التقدم المنشود في مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية.
استئناف المفاوضات السورية/ الإسرائيلية لن يكون قبل أسبوعين أو ثلاثة
في غضون ذلك توقعت مصادر مطلعة في دمشق ان يتم تحديد موعد الجولة الثالثة من المفاوضات السورية الاسرائيلية عقب انتهاء الخبراء من تقديم طروحاتهم حول الوثيقة الامريكية التي اعتبرتها صحيفة هآرتس الاسرائيلية مشروع معاهدة سلام بين سوريا واسرائيل كما توقعت المصادر نفسها ألا يكون هذا الموعد قبل اسبوعين او ثلاثة اسابيع بسبب ارتباطات الاطراف المعنية المسبقة.
وألمحت المصادر لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط في دمشق الى انه من المرجح ان يبدأ وفد من الخبراء من الجانبين السوري والاسرائيلي في التوافد على واشنطن على فترات متفاوتة لابداء آرائهم وتحليلاتهم حول الوثيقة التي تقدمت بها الولايات المتحدة للطرفين كمشروع معاهدة سلام بين الدولتين تمهيدا لتحديد موعد جديد للجولة الثالثة من المفاوضات تحت رعاية واشنطن.
واوضحت هذه المصادر ان من بين ارتباطات الاطراف المعنية مشاركة الرئيس الامريكي بيل كلينتون في أعمال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا الذي سيبدأ اعماله في السابع والعشرين من الشهر الحالي وكذلك مشاركة ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل في نفس المنتدى الى جانب مشاركة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية في اعمال المفاوضات متعددة الاطراف الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط التي ستعقد في موسكو نهاية الشهر الحالي وتمتد حتى بداية فبراير القادم.
دمشق: لا يمكن أن تبقى واشنطن محايدة حول مسألة أساسية
وفي دمشق اكدت صحيفة سورية انه لا يمكن للولايات المتحدة ان تبقى محايدة حول مسألة الانسحاب الاسرائيلي الشامل من الجولان، الاساسية للسلام في الشرق الاوسط.
وقالت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان راعي عملية السلام لا يمكن ان يكون محايدا في مسألة اساسية يتوقف عليها قيام السلام او استمرار حالة الحرب، ونعني بها مسألة الانسحاب الاسرائيلي الى ما وراء خط الرابع من حزيران/يونيو 1967 .
وتابعت الصحيفة نأمل ألا يكون تصريح جيمس روبن سكرتير الدولة في وزارة الخارجية الامريكية أمام عدسة تلفزيون الشرق الاوسط ممثلا لوجهة نظر الراعي الامريكي عندما قال ان مسألة الاتفاق على الحدود هي مسألة يجب ان يبت بها الجانبان، ومثل هذا التبرؤ من دم القضية برمتها لا يساعد ابدا على التقدم باتجاه السلام العادل والشامل .
واضافت البعث ان انسحاب اسرائيل بعسكرييها ومدنييها من الاراضي التي احتلتها بالعدوان ليس منة، بل هو ضرورة قصوى وخطوة لابد منها لتحقيق تقدم على المسار السوري الاسرائيلي، وإذا لم يتم الاتفاق على انسحاب اسرائيل، فما فائدة اضاعة الوقت أمام التفاوض حول السياحة والبيئة والتجارة والسفارة وغيرها؟ .
أما صحيفة تشرين الحكومية فقالت ارتأت سوريا وضع الحقائق أمام الاسرائيليين والامريكيين على حد سواء، بتعهد اسرائيلي قاطع بالمباشرة على الفور في ترسيم خط الرابع من حزيران/ يونيو كشرط لبدء أعمال الجولة الثالثة .
وتتشكك الدوائر العربية في جدية الاسرائيليين في اجراء انسحاب تام من الجولان خاصة بعد نشر مواضيع صحفية عن صعوبة تحديد حدود الجولان إذ تتحدث تلك التقارير عن تعقيد الامور بعد ان عمدت اسرائيل الى ازالة كل علامات الحدود في المناطق التي احتلتها عقب الهدنة التي وقعها البلدان في العشرين من تموز/يوليو عام 1949 والتي ظلت قائمة على الرغم من كل الخروقات حتى الرابع من حزيران/يونيو 1967.
ولا توجد حاليا اي علامة تنذر المسافر القادم من الضفة الشرقية لبحيرة طبرية او الذي يجتاز نهر الاردن عند مصبه في البحيرة الى انه يدخل الاراضي المحتلة.
كما لا تفيد في شيء العودة الى الخرائط الرسمية في اسرائيل حيث تمت ازالة اي اثر يشير الى الحدود السابقة.
إحدى المسؤولات في المكتب الاسرائيلي للخرائط كارميلا تشانسر قالت لوكالة فرانس برس ان المكتب لم يعد يصدر اي خرائط تشير الى الحدود السابقة لحرب 1967 وذلك بمقتضى قرار حكومي صدر عام 1968 .
واوضحت ان الوثائق الوحيدة الموجودة هي وثائق يحتاج الاطلاع عليها إلى اذن خاص هي نسخ مصورة لخرائط كانت موجودة قبل العام 1967 ويبلغ مقياسها واحدا على مائة ألف اي اصغر بمرتين من المقياس الحالي للخرائط,,!!
وتملك الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية وثائق مفصلة عن الحدود لكنها وثائق لا يمكن الاطلاع عليها وهي موضوعة في تصرف المفاوضين الاسرائيليين مع سوريا.
ويوضح احد مسؤولي مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب الجنرال في الاحتياط شلومو بروم ان المشكلة هي ان خط الرابع من حزيران/يونيو 1967 لم يكن مرسوما على الاطلاق إذ كان خطا متقلبا للمواجهات .
ويضيف ان خط 1967 لم يعد الخط نفسه لهدنة 1949 الذي كان يستند الى حدود 1923 الدولية بين الانتداب البريطاني في فلسطين وسوريا تحت الانتداب الفرنسي .
وجاء ترسيم الحدود الدولية في حينه نتيجة اتفاق تم التوقيع عليه في العاشر من اذار/مارس 1923 بين فرنسا وانجلترا صادقت عليه جمعية الامم المتحدة عام 1935 لكن سوريا لم تعترف به ابدا.
وينص اتفاق 1923 على ان بحيرة طبرية التي باتت فيما بعد خزان المياه الكبير لاسرائيل تشكل جزءا من فلسطين ويعطي السوريين حقوقا في الصيد في البحيرة.
وقد طرأ تعديل طفيف على هذه الحدود للمرة الاولى ابان الحرب العربية الاسرائيلية الاولى بين عامي 48 و1949 حيث استعاد السوريون بعض المناطق التي اعتبرت مناطق منزوعة السلاح في اتفاق الهدنة لعام 49.
ونص اتفاق الهدنة على ان الحدود السورية هي نفسها الحدود الدولية على بعد عشرة امتار من الضفة الشرقية للبحيرة.
لكن اسرائيل وسوريا احتلتا كلاهما مناطق منزوعة السلاح بين عامي 1949 و 1967.
كما ان سوريا سيطرت فعليا على الضفة الشمالية الشرقية للبحيرة فيما رفضت اسرائيل اي حقوق للسوريين في الصيد في هذه البحيرة.
نقل التدريبات
العسكرية الإسرائيلية من الجولان
ومع تزايد الحديث عن الانسحاب الاسرائيلي من الجولان ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان الانسحاب من هضبة الجولان في اطار معاهدة سلام مع سوريا سيعني ترك الجيش الاسرائيلي اراضي مخصصة لتدريبات عسكرية يقوم بها هذا الجيش.
وقالت الصحيفة ان هضبة الجولان ظلت مكانا لمناورات وتدريبات عسكرية كبرى قامت بها تشكيلات عسكرية كبيرة العدد بالاضافة الى وحدات قتالية صغيرة، كما سيعني اتفاق السلام اخلاء القواعد العسكرية في الجليل حيث ستتطلب بنود المعاهدة نزع سلاح الجليل وتخفيف القوات الاسرائيلية هناك.
واضافت الصحيفة انه في اعقاب الانسحاب من هضبة الجولان فإن صحراء النقب ستصبح المنطقة المركزية لتدريب افراد الجيش الاسرائيلي وسيتعين نقل عدد متزايد من منشآت التدريب نحو الجنوب وهذا الوضع سيستدعي بالضرورة جهدا انشائيا ضخما سيستمر لعدد من السنين.
وقالت هآرتس ان نقل وحدات عديدة من الجيش الاسرائيلي الى النقب سيؤدي الى خلق مخاطر بحدوث توترات ومواجهات مع بدو الصحراء الذين يؤكدون ملكيتهم لمائتي الف فدان من اراضي الدولة البالغة 375 الف فدان.
وبينما يصر البدو على ملكيتهم لهذه الاراضي جيلا بعد جيل رغم عدم ملكيتهم لأية صكوك فإن اسرائيل تعتبر اراضيهم آخر احتياطي كبير متوفر لها.
وفي اعقاب توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية التي ادت الى انسحاب القوات الاسرائيلية من سيناء تم انشاء قواعد جوية جديدة في النقب وتم نزع ملكية عشرات الآلاف من الافدنة بينما تم تعويض البدو جزئيا فقط.
واضافت الصحيفة ان الخبراء يحذرون الآن من خطر تزايد التطرف بين البدو الذين يشعرون بأنهم ضحية التطورات.
واشارت الصحيفة الى ان عدد سكان البدو 13 الفا في عام 1952 ووصل الآن الى 120 الفا الامر الذي يعني ان المشكلة يمكن ان تتفاقم بمرور الوقت.
مسح إسرائيلي للمنطقة المحتلة بجنوب لبنان
وفي جنوب لبنان اكدت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية اول امس الجمعة ان اسرائيل تقوم بمسح اراض لبنانية تقع قرب الحدود الدولية بين لبنان واسرائيل وذلك غداة اعلان الدولة العبرية عن ترسيم جديد للحدود بين البلدين في حالة اتفاق سلام بينهما.
واوضحت الوكالة ان مهندسين اسرائيليين شوهدوا في الايام الاخيرة وهم يقومون بمسح الاراضي اللبنانية في مناطق رامية وعلما الشعب ويارون ومارون الراس التي تقع في القطاع الغربي من المنطقة التي تحتلها الدولة العبرية في جنوب لبنان قريبا من الحدود الدولية بين لبنان واسرائيل.
وذكرت بأن المهندسين الاسرائيلين يضعون علامات فارقة في تلك المناطق ويقومون بزرع اعمدة حديدية في المناطق التي يمسحونها مشيرة الى منع المواطنين اللبنانيين من الاقتراب من الاراضي المذكورة.
وكان رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال شاوول موفاز قد اعلن يوم الخميس ان اتفاق السلام بين اسرائيل ولبنان سيتضمن حدودا جديدة بين البلدين، وقال في تصريحات صحفية سيكون هناك ترسيم جديد للحدود الشمالية بما يضمن امن اسرائيل بشكل افضل لكنه لم يعط اي توضيحات في هذا الاطار.
بالمقابل اكد لبنان في اليوم نفسه رفضه اي تعديل لحدوده الدولية مع الدولة العبرية.
واوضح رئيس الحكومة سليم الحص في بيان صحفي ان حدود لبنان مع اسرائيل المعترف بها دوليا ليست قابلة للتعديل او اعادة الترسيم في اي اتفاق تسوية يمكن التوصل اليه مع اسرائيل.
واكد الحص الذي يحمل كذلك حقيبة وزارة الخارجية ان القرارات الدولية كلها اعترفت بها الحدود الدولية واكدت عليها وآخرها هو القرار 425 الذي يدعو اسرائيل الى الانسحاب من لبنان دون شرط الى الحدود المعترف بها دوليا .
واوضح ان التعديل الوحيد الذي يقبل به لبنان هو ذلك الذي يعيد اليه القرى السبع التي سلخت عنه عنوة ورغم ارادته .
يشار الى ان القرى السبع التي يطالب بها لبنان كانت الحقت بفلسطين إبان الانتداب البريطاني وقد احتلتها اسرائيل خلال حرب 1948 التي اعقبت تقسيم فلسطين.
وقد حصل اهالي هذه القرى ومعظمهم من الشيعة على الجنسية اللبنانية.
يذكر ان خط الهدنة بين لبنان واسرائيل الذي اقر عام 1949 لا يختلف تقريبا عن خط الحدود الذي اقر عام 1923 من قِبل بريطانيا وفرنسا وسلطتي الانتداب في حينه على فلسطين ولبنان.
ايضا اعتبر الدكتور سليم الحص يوم الجمعة الماضي انه لا يمكن اقامة سلام حقيقي في منطقة الشرق الاوسط بدون حق العودة للاجئين الفلسطينيين وبدون تكريس عروبة القدس مؤكدا ان هاتين القضيتين بمثابة القنبلة الموقوتة اقليميا اذا لم توفر لهما التسوية حقا عادلا .
وقال الحص في كلمة القاها في افتتاح المؤتمر القومي الاسرائيلي المنعقد في بيروت لن تكون التسوية بحجم السلام الحقيقي ما لم تقترن بالاستقرار، ولن يكون استقرارا حقيقيا في المنطقة الا بحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين انطلاقا من حقهم في العودة الى ديارهم وبحل عادل لقضية القدس يعيد اليها عروبتها .
واوضح الحص ان مسؤولين غربيين، لم يسمهم، يحددون موقع بحث حق العودة في اطارين يرفضهما لبنان الاول لجنة اللاجئين التي ترأسها كندا في اطار المحادثات المتعددة الاطراف التي يقاطع لبنان اجتماعاتها منذ البداية والثاني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في محادثات الحل النهائي .
وقال تنحصر مهام لجنة اللاجئين في التخفيف من معاناة اللاجئين حيث يقيمون وتحسين شروط معيشتهم وليس العمل على تأمين عودتهم الى ديارهم، وفي محادثات الحل النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين فإن اللبنانيين كما سائر الدول العربية المضيفة معنيون مباشرة بهذه القضية ولا يجوز ان يأتي الحل لها من دون الاستماع الينا واخذ موقفنا بعين الاعتبار .
واضاف لذا كان توجهنا الى دول القرار ولاسيما الولايات المتحدة وفرنسا بأن يكون هذا الموقف حاضرا في شكل من الاشكال عند بت موضوع اللاجئين المقيمين خارج فلسطين .
يذكر ان لبنان يرفض توطين اللاجئين الفلسطينيين على ارضه وغالبيتهم من الطائفة الإسلامية السنية حفاظا على التوازن الديموغرافي بين المسيحيين والمسلمين، وقد تكرس رفض التوطين في الدستور الجديد الذي انبثق عن وثيقة الطائف 1989 للوفاق الوطني التي وضعت حدا للحرب الاهلية في لبنان 1975 1990 .
وتقدر منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ب360 ألفا يقيم نصفهم في 12 مخيما في ظروف بائسة.
|
|
|