2,3 مليار إنسان يفتقدون الماء العذب عام 2025 اكتشاف تقنيات جديدة لتحلية مياه البحر |
* الرياض واس
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية الصادرة في 12 من شهر يناير الحالي مقالا بعنوان تقنيات تحلية مياه البحر تشهد مزيدا من التطور مدعما بمثالين لطريقة التحلية وبيان احصائي.
واستعرض المقال في بدايته حاجة الانسانية الماسة لهذا المصدر العظيم حيث ان 1,4 مليار من سكان المعمورة لا يشربون حاليا مياها عذبة ونقية وترى منظمة الامم المتحدة في تقريرها الاخير ان هذا العدد قد يصل الى 2,3 مليار عام 2025م.
والمح المقال الى ان المفاوضات الحالية بين الفلسطينيين والاسرائيليين بشأن السيطرة على المصادر المائية بهضبة الجولان تدل على حدة المشكلة لكن قد لا تفي هذه الموارد بسد حاجيات المنطقة وهو ما دفع الحكومة الاسرائيلية الى التفكير بعد مرور عامين من الجفاف في 1998م و 1999م في انشاء وحدة لتحلية مياه البحر تبلغ طاقة انتاجها 50 مليون متر مكعب سنويا.
ومما لاشك فيه ان المحيطات تشكل احتياطيا للمياه الصالحة للشرب وانها لا تنضب كما ان تكلفتها بدأت تشهد انخفاضا تدريجيا مقارنة بارتفاعها الكبير في الماضي.
الجدير بالذكر ان عملية التقطير تعتبر الطريقة التقليدية الاكثر استخداما قديما للحصول على ماء صالح للشرب ومع مطلع القرن العشرين استحدثت تلك الطريقة صناعيا واصبحت تغطي 70 في المائة من مصانع التحلية في العالم وتستعمل بقية المصانع اسلوبا اكثر تطورا يعرف بالارتشاح الغشائي المعاكس.
وتحتاج عملية التقطير هذه الى كمية كبيرة من الطاقة ذلك ان تحويل كيلو غرام من الماء الى بخار يستوجب اخضاعه الى ضغط هوائي وتوفير 540 وحدة حرارية كبيرة الا انه مع مرور الزمن استطاعت التقنيات المتطورة من تقليل استهلاك هذه الطاقة او بالاحرى من تخفيض تكلفة المتر المكعب من الماء المحلى.
ويستعرض المقال طريقتين تستخدمان حاليا في مجال التحلية من بين العديد من الاساليب الاخرى اذ تعرف الاولى بالنام المتعدد الاشارات الضوئية الذي تطبقه مصانع كبيرة للتحلية ويرتبط مباشرة بمولد للطاقة الحرارية وتعرف الطريقة الثانية ب التقطير المتعدد الاغراض حيث انها تعتمد على عدد كبير من الات التقطير لمياه البحر والات اخرى لتكثيف البخار مما يسمح بتكرار استعمال الحرارة الكامنة.
وتعتبر الطريقة الثانية اقتصادية من ناحية الطاقة واقل تكلفة من الاولى بنسبة 20 بالمائة كما بين ذلك جيرارد كانتون المدير التجاري للشركة العالمية لتحلية مياه البحر/ سيدام بفرع فيفاندى المتخصص في التحلية بطريقة التقطير.
وعرفت تكنولوجيا تحلية مياه البحر المزيد من التطور فقد ابتكر ثلاثة علماء فرنسيين آلة لتقطير مياه البحر وتكثيف البخار تتكون من صفحات معدنية وغشاء سائل وهذه الآلة على شكل صفحتين معدنيتين يبلغ ارتفاع الواحدة مترين وعرضها متر واحد بحيث تفصل بينهما فسحة ب 2 سنتيمتر لاطار يحتوي على غاز هيدروكربوني ملتهب بروبيلين وفي هذه الحالة يمر الماء المسخن على الوجه الداخلي للصفيحة المعدنية ويمر الماء المالح على الوجه الخارجي من خلال الجاذبية مما يوفر توفيرا يتمثل في الغاء استعمال الانابيب التي تتسبب في ضياع الحرارة في القنوات الخارجية كما شرح ذلك فيفيان رينودان من مختبر العلوم الكيميائية بمدينة نانسى الفرنسية الذي اخترع هذه الطريقة بمساعدة كل من جون مارى هورنى من نفس المختبر وبيير غوف البروفسور الشهير بالمعهد البوليتكنيكى الوطني بمقاطعة لورين الفرنسية حيث توصل الباحثون الثلاثة الى معرفة ان استعمال 7000 صفيحة معدنية مع بعضها توفر بهذه الطريقة 4500 متر مكعب من الماء العذب يوميا,, يشار الى ان هذا الاختراع حصل حاليا على ترخيص حيث انه يعتبر نموذجا اصليا دعمته كل من انفنتار والمركز الدولي للمياه بمدينة نانسي الفرنسية المختص بالبحث في مجال التكنولوجيا ذات العلاقة بشؤون البيئة والمياه في العالم.
وتحت عنوان فرعي: طريقة التأثير المتبادل او ما يعرف بالارتشاح الغشائي المعاكس يستطرد المقال انه مع التطور الكبير لعملية التقطير خلال السنوات العشر الماضية فان التطور التكنولوجي الاكثر بروزا يشمل خاصة الاسلوب الثاني والمهم في عملية التحلية المسمى بالتأثير المتبادل بالاضافة الى ان اكتشاف اغشية جديدة جعل هذا الاسلوب قادرا على الانسجام مع التقطير حسب ما ترى باتريسيا رينو مديرة المركز الدولي للبحث في المياه والبيئة سيرسى بمنطقة ايفلينز الفرنسية,, وتتمثل هذه الطريقة في وضع ماء مملح واخر عذب في وعاء واحد يفصل بينهما غشاء مسامى فيتجه الماء العذب في هذه الحالة بصورة طبيعية الى الماء المملح لكن اذا خضع هذا الاخير الى ضغط تنعكس العملية ويمنع الغشاء مرور الملح.
يستنتج مما سبق ان هذه الطريقة لا تحتاج الى طاقة كبيرة اذ تستفيد منها بشكل خاص مصانع تنقية المياه المالحة الاقل ملوحة من مياه البحر الا انها تستوجب في البداية عناية فائقة ومكلفة لازاحة الرمل ومواد اخرى عالقة بالماء قد تغطي منافذ الغشاء.
تجدر الاشارة في هذا الصدد الى ان المركز الدولي للبحث في المياه والبيئة سيرسى يعد حاليا بحثا يهدف الى التفكير في ايجاد غشاء جديد لترشيح دقيق للمياه المالحة بالاشتراك مع مؤسسات اجنبية في اطار برنامج اوروبي بهدف تخفيض كلفة الاستغلال بنسبة الثلث اضافة الى نشر طريقة الارتشاح الغشائي المعاكس في العالم الى نسبة 50 بالمئة بحلول عام 2015م بفضل تكنولوجيا متطورة كما ذكرت باتريسيا رينو.
وينتج العالم يوميا 14 مليون متر مكعب من المياه المحلاة من مياه البحر.
|
|
|