ما الذي بقي!!!
افتش في دفتر قديم، أوراقه مهترئة
ملامح متهالكة، أشعر بالبرد
أحاول أن أسير على دربٍ كله من الزجاج المكسور!!! ,,قلبي يترف، يترف حمماً
عباراتي ثكلى فقدت جميع حروفها في معركة الصمت!!!
الصمت الذي أتدثر بغطائه ويأتيني هاتف يصرخ خبئ الجرح,,,
ابتسم ,,, فما لجرح بميت إيلام,,,
مضت ساعاتٍ من الليل ولم يبق سوى لحظات ويتولد الفجر
,,,,, ,,,,,,, ,,,,,, ,,,,,,, ,,,.
أخجل من مد ريال لمسح دمعته
لكن ما أن اشتريت منه بعشرة ريالات حتى ابتسم
ابتسم وانفتحت شفتاه عن فم سقطت مقدمة أسنانه
ما الذي ينتظره بعد ساعة,,, يوم,,, عام
بعد ان تعود أسنانه
ويفتح فاه عن طقمٍ متكامل
أعود أمسح رأسه بيدي، أعطيه ريالاً وأتوارى
أتذكر ,,, لا تحرم اي إنسان من الأمل فقد لايملك غيره,,,
نظرت إليه وقد عبر الشارع وابتسم في وجه آخر، ومازال وجهه في عيني!!!
,,,, ,,,,, ,,,,,, ,,,,,, ,,,,.
غسان وغادة,,, لم يلتقيا
مي وجبران لم يلتقيا
السياب ولميعة,,, لم يلتقيا
لكن حروفهما التقت قسراً ورغم كل شيء على بياض الورق
ومازلنا نشم احتراق مشاعرهم كالبخور
ومازالت روائعهم كالحمم البركانية، رغم كل شيء تخلف ارضاً خصبة
صالحة للزراعة,, تمتلىء بأشجار الليمون والزيتون وتملأ أغضائها بيوت العصافير
وتغرد كل صباح
تغرد كل صباح وأنا ارى غسان وغادة
جبران ومي ,,السياب ولميعة
جميعهم يسكنون مكتبي!!!
فاقرأ معي إن شئت: كانت لميعة تسير في أحد شوارع بغداد، فلاحظت أحد دواوينها معروضاً إلى جانب أحد دواوين بدر على رف واحد، فكتبت تقول:
وهكذا بعد سنين النوى
وهربي حتى من الطيف
وقسوتينا إذ وأدنا الهوى
وإذ سترنا الحب بالعنف
إذا بنا ورغمها نلتقي
هنا كتابين على رف
واقرأ ما كتبه غسان لغادة إنني أكره مايذكرني بك، لانه ينكأ جراحا اعرف ان شيئا لن يرتقها, انا لا استطيع ان أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم,, ويا لكثرة الأشياء التي تذكرني بك,,, السيارات، الشوارع، الناس، الأصدقاء الذين تركت على عيونهم بصماتك، المقاعد، الأكل، الكتب، الرسائل، المكتب، البيت، الهاتف، كل ذلك كله هو أنت,,, وقبله: أذكرك طالما أنا أنا,,, !!!!
اعلم,,, ثم اعلم ان نفس الأديب كالشاش
بيضاء,,, خيوطها ناعمة
لكن اي شيء يؤثر فيها
يغدو الجرح كالوشم، وفي لحظة تفقد جميع مشارط العالم صلاحيتها.
الطبيب تعاوده نوبات من فقدان الوعي فلا يستطيع دخول غرفة العمليات
ويظل الجرح هكذا ابد الدهر
إن شئت أن تكون بلسماً فحاذر ألا تسكب حمضاً على فوهة الجرح انه كالبئر مفتوحاً!!!
مريم العتيبي