من على سطح دارنا العالي,, ومن بين أكوام القش,, تتمرد عيناي أحياناً على النظر في دفتري وكراساتي القديمة,, أنظر هنا وهناك,, شجار بين رجل وولده حول مسألة تتعلق بمحاصيل نائمة في الحقول,, وصراخ صبية يضربها أخوها لتأخرها في إعداد الطعام,, وتمثيلية تتسرب أحداثها من مذياع قديم,, وخيط صوف يتلوى بين يدي عجوز,.
وعلى سطح الدار المجاورة يمامة لا تفارق مكانها,, لقد أصيبت بحجر في جناحها جعلها قعيدة هذا المكان,, وصاحب الدار يتذكرها أحياناً بفضلات طعام,, رآها ذكر من ذكور اليمام,, تعهدها بالرعاية,, يأتي لها بالطعام كل يوم,, ينظر إليها,, تنظر إليه,, يرحل مجدداً العهد والوعد,, رآه صاحب الدار,, قذفه بحجر فأصاب جناحه,.
في الصباح,, أخذت دفتري وكراساتي القديمة وخبزاً رديء الصنعة,, وعلى باب الدار رأيت ريشاً مبعثراً وكوزاً ابيض مليئا بماء رائق وسكيناً أحمر الشفرة ورجلاً يحاول غسل يديه.
عاطف محمد عبيد