Tuesday 25th January, 2000 G No. 9980جريدة الجزيرة الثلاثاء 18 ,شوال 1420 العدد 9980



في أول حوار له مع الفن الممثل السوري خالد تاجا يقول وبصريح العبارة
بدأت من بئر الشؤم وسقطت في بناء 22
الدراما السورية واقع,, والمصرية خيال

الابداع دوافعه واسبابه اولها الموهبة والتخصص والخبرة,, وبدون شك الممثل الذي ادى جميع الادوار خالد تاجا في كينونته الكثير والكثير من هذا التخصص الابداعي,.
فمن المذهل حقاً ان تلتقي بهذا الرجل العملاق والذي بداخله فنان يذهل الكاميرا بنجاحاته وبدمه الخفيف وطموح الشباب وكبرياء العمالقة,, برغم توقف هذا المبدع من الكاميرا ولمدة طويلة الا انه عاد والعود احمد ولامس الابداع منذ اول وهلة يصادق بها كاميرا التلفزيون وهذا يدل على خبرته التي امتدت او قارب قبل انقطاعه على تمثيل ثلاثة وعشرين فيلما,, الطموح الذي يتكلم عنه هذا الممثل يجب ان يكون تحت المنظار والرؤية لكي يتعرف عليها نشء الدراما في مختلف البلاد العربية,, لنتعرف على خفايا هذا الممثل الذي مازال يلامس الابداع والنجومية بصدر رحب اذن لنقرأ هذا الحوار مع الممثل السوري خالد تاجا:
البداية
* رغم تكرارها ولكن في اي عام بدأت مسيرتك الفنية؟
انا مسيرتي الاحتراف وكان عمري ثمانى عشرة سنة ولم اكن اعرف اي شيء سوى التمثيل ومحاولة الكتابة للمسرح وكانت الدائرة التي ادور بها هي الفنون بشكل خاص,, ومنذ ذلك الوقت انقطعت عن التمثيل عام 1978م وكانت فترة تنقل ما بين دول العالم ثم عدت الى بلدي ولكن الشيء الذي بداخلي لم يمت واعادني الى فني والى لتلفزيون وقبل انقطاعي وللتذكير قد عملت ثلاثة وعشرين فيلماً وكانت عودتي الى التلفزيون تقريباً عام 1988م.
ابحث وأعيش
* هل استطعت ان تحقق طموحك وارضاء ذاتك بعد عودتك عام 1988م؟
منذ ذلك العام استطعت ان انجز واحقق العديد من المسلسلات التي وضعت بها خلاصة تجاربي من المسرح والدراما بشكل عام, انا لم ازل ابحث واعيش حالة القلق واعتقد ان امامي مشواراً طويلاً ولو ان سني كما يبدو للناس قد تجاوز هذا الطموح ولكن العمل موجود والنفس موجود والطموح كبير وان شاء الله سيتحقق.
نقد الذات
* اثنا عشر عاما هل اوصلتك الى ما ترضى وتحب؟
كما تحدثت سابقا الفنان مادام يفكر ويعمل بالشكل الصحيح يظل عنده طموح لا محدود وان كنت اخص الفنان المليء بالموهبة ولا اعتقد ان هذا الفنان سيقف بعد انجاز مسلسل او اي عمل وسيكون راضياً,, والفنان الاصيل يكون ناقداً لذاته ويكون متفهماً لوضعه بالشكل الصحيح والا سيكون في وضع الجنون والاعمال التي قمت بها كان من المفروض ان تكون في وضع افضل وانا في جعبتي الكثير والكثير,, انا الان احلم بالعودة الى المسرح وتقديم شخصيات عالمية مسرحية وتقديم لون من الدراما الواقعية المفهومة من الجميع وبشكل يتناسب مع الزمن هذا هو الفنان الموهوب لا يهدأ ولا يكل ولا يمل.
اللي اقدر اقوله انني راضياً الى حداً ما ولكن لم احقق ذاتي تحقيقاً كاملاً.
الى المسرح
* الم تفكر بالمسرح بعد العودة وانت احد ابنائه؟
انا الآن لدي مشروع عن المسرح سيكون قريباً وفي المسرح هو المكان الطبيعي للتمثيل ولذلك ستكون وقفتي معه وقفة الصدق خارج الآلة التي تقف امامنا عندما نصور للتلفزيون المسرح يبعث الدفء بينك وبين الناس هو وسيلة اتصال وجداني هامة جداً من خلال تحقيق التواصل بينك وبين المتلقي,.
يعني تستطيع ان تكون جديدا باستمرار الفنان من المعروف كالطفل والطفل دائماً يسعى الى الجديد ويبحث عن اللعب رغم اختلاف اللعب بالفن ونظريته وفن التمثيل بحد ذاته قريب جداً من اللعب ان لم يكن اللعب الصافي والصادق والمدروس ولذلك اعتقد ان عودتي المسرحية ستحقق لي النشوة وتحقق ذاتي وتكمل مسيرتي.
مونودراما
* وماهو جديدك المسرحي؟
انا الآن اجهز مسرحية مونودراما تعتمد على ممثل واحد واجهز نص كتابة وسوف تقوم باخراجها الاستاذة نائلة الاطرش وستكون فترتها الزمنية ساعة وما يقال عن المسرح لا يمكن ان يقال عبر شاشات التلفزيون بالمسرح تستطيع ان تقول بجرأة اكثر وتطرح افكارك وتقدم عملك بحرية اكثر والمسرح هو المكان الطبيعي للتمثيل.
بئر الشؤم
* اول الاعمال التلفزيونية بعام 88م ماهي؟
اول اعمالي بعد عودتي كانت مع منظمة التحرير الفلسطينية اسمه بئر الشؤم انتجته المنظمة وكان تصويره باستوديوهات اثينا وتبعه العمل الثاني وكان سهرة تلفزيونية كتبها الاديب الشعبي الراحل احمد قبضاوى وكانت بعنوان خريف رجل يعاني من الضائقة المالية والوحدة وبالفعل كان عملاً انسانياً وتتابعت الاعمال وتعددت الادوار والتواصل مع الجماهير.
* دورك في مسلسل بناء 22 كان كوميديا هل اضاف لك شيئاً؟
اعتبره سقطه وهو لون من الوان التمثيل والممثل هو من يجيد كافة الشخصيات والجمهور شاهدني العب العديد من الشخصيات منها الطيب ورجل المافيا والرجل العاقل والشخصية الضعيفة التي عملت بها في بناء 22 والممثل هو الذي يلبس لباس الشخصية ولا يلبس الشخصية لباسه وحتى يسمى بممثل لابد ان يؤدي كافة الادوار والشخصيات وفي الحياة البشر لا يشبهون بعضاً لكل انسان بصمته ولكل انسان شخصيته والممثل يؤدي هذه الشرائح المكتوبة بالنصوص التي تقدم له واذا كان التركيز في الشخصية التي لعبتها في مسلسل بناء 22 بطولة بهلول كان رجلا ضعيف الشخصية امام زوجته وهذا موجود بكثرة في مجتمعاتنا وهو لون من شريحة معينة وقد اجدته باقتدار.
ايام الغضب
* الاختلاف والتناقض بين الشخصيتين وشخصية ايام الغضب هل افادك؟
قد عملت في ايام الغضب شخصية شيخ يعمل لكرامة وطنه ودينه وكان حكيماً وطبيباً وكما ان هذا لون مختلف عن دوري في مسلسل آخر كوميدي او هزلي كمسلسل يوميات مدير عام ولاشك كل دور اقدمه يظل لبنة في بناء مسيرتي الفنية واذا اخذنا بعين الاعتبار ان بعض الشخصيات التي لعبتها لم تكن مقدمة بالشكل الصحيح وليس كل الشخصيات يكون الممثل موفقاً بها والحياة بين مد وجزر وبالمحصلة كل عمل يضيف الى شخصية الفنان سواء كان العمل موفقا فيه او غير موفق فيه والغير موفق يستفيد من تجربته في اعمال قادمة والموفق كذلك يعمل للابداع اكثر وهذه حياة الفنان.
نهاية رجل شجاع
* ماهي الاستفادة الفعلية عندما قدمت دوراً صغيراً في نهاية رجل شجاع؟
بالفعل كان خمسة وخمسين مشهدا من الف مشهد لا يهم لان احد مفكري المسرح بالقرن الماضي هو كوست تانتان هو صاحب مدرسة الواقعية بالتمثيل ومن مقولته انه لا يوجد دور صغير او دور كبير ولكن يوجد ممثل صغير وممثل كبير ولهذا انا نجحت بهذا الدور اكثر من ادوار عملتها.
الزملاء والدرب
* من هم الممثلون الذين رافقوا خالد تاجا؟
اولاً جميع اخواني الممثلين الذين زاملوني استفدت منهم بالشكل السليم وان كان يأتي في مقدمتهم دريد لحام الذي عملت معه في الدوغرى ونحن لا ننكر ان دريد فنان موهوب وهو من قاد اللهجة السورية عبر الشاشات العربية وساعد في انتشارها وقد اضحك الناس لفترة طويلة ولم يضحكهم عبثاً وانما بشكل لطيف وجذاب وصادق وراق ولم يتح لي المجال للعمل معه ثانية لان دريد مقل في اعماله وان لكل معنا اتجاهاً وان لقب سفير لليونيسيف هو بالتأكيد استحقاق طبيعي لدريد لانه عمل للاطفال.
الدارما السعودية
* بفضل هذه الجوائز باعتقادك ان الدراما السورية حالياً تقف بأعلى سقف عربياً؟
الدراما السورية ليست بأعلى سقف ولكنها وضعت لبنتها الاولى في تأسيس الدراما,, الدراما السورية دراما جادة الى حد ما وملتزمة بموضوعية يعني هي دفعة تسعى للوصول الى الدراما المستقبلية تحاكي هدا العصر نحن طموحنا اكبر مما يعتقد اننا وصلنا اليه,, نحن في بداية المسيرة امامنا شوط طويل ولا نستطيع ان نقارن الدراما السورية بالدراما العالمية وهذا قد يأخذ وقتا طويلا جداً والدراما العربية وليدة المئة سنة والدراما في بلاد العالم عمرها الاف السنين وطموحنا ان نلحق بالنضج الذي وصلت له بالعالم.
كثرة المنتجين
* تكاثر الشركات المنتجة سلاح ذو حدين الا تخشون من تكاثرها؟
اقول يا صاحبي كثرة الشركات قد تفرز نوعا متميزا ولكن الخوف فقط من دخول منتجين همهم الربح فقط بالمحصلة النهائية ولكن حتى الان الشركات المتواجدة اغلبها شركات لديها استراتيجية فنية اذا جاز التعبير استراتيجية ثقافية بالاضافة إلى انه ليس هناك احد ينتج لكي يخسر ولكن يكسب وان جميع البضائع اذا سميناها في بلاد العالم تتنافس على الجودة لا تتنافس على الرداءة,, واملنا كبير في تعدد وتكاثر الشركات ان يكون فيه خير للحركة الدرامية السورية.
التراجع
* تكاثر الشركات المنتجة بمصر ادى الى تراجع الدراما المصرية ألم تكن هناك نظرة لهذا الشيء مستقبلياً؟
الحقيقة ان الفرق بين الدراما السورية والدراما المصرية ان الدراما السورية اقرب للواقع من الدراما المصرية الهاربة الى عالم الخيال والماضي وانا ارى اننا لا ننكر الكادر الكبير من الفنانين الموهوبين والعظماء ولكن هؤلاء عائشون بالبيئة المصرية التي تهرب الى عالم الخيال كما قلت,, الجمهور والمتلقي بالعالم العربي حينما استقبل الدراما السورية بهذا الحب وهذا الحماس وهذا التفاعل العاطفي لان المتلقي يريد ان يشاهد نفسه ويشاهد همومه على الشاشة ومن المعروف ان فن الدراما فن ومرآة المجتمع وواقعية الدراما السورية هي التي ادخلتها الى قلوب الناس من الخليج الى المحيط.
بالاضافة إلى أن الدراما بمصر خطهم صعب والوقت ضيق والافواه كثيرة وانحصر العمل داخل استوديوهات ولم تخرج الى الشارع وتصور الناس بالشارع والكاميرا صارت كمبراسيما وليست تلفزيوناً يعني عاشت الواقع الحياتي وهذا ما نتحكم نحن به.
عملت عملاً واحداً
* هل عملت مع الدراما السعودية وما رأيك بها؟
بكل تأكيد وتحديداً عملت عملاً واحداً وكان نجديا عملت شخصية امير نجدي واسمه كنعان الطيار وقالها كما تنطق محليا ونجديا وحفظت بعض اشعاره وقدمناها لانه كان شاعراً وكان من مشايخ نجد وصورناه بالكويت مع المنتج ابو مسامح وهذا قديماً,, والدراما السعودية لم اتابعها واشاهدها وهذا لضيق الوقت ولكني اعرف بعض الفنانين الذين يأتون لمشاركتنا ومشاركة المصريين والاردنيين واعتقد انها حديثة الولادة وحديثة العهد بالسعودية وهي بحاجة للدعم من المهتمين ومن المختصين لنشر الثقافة ونشر الفنون في التلفزيون السعودي ولكونهم جددا لا يمكن ان تقيمها او ربما ان هناك امورا اخرى لا نعرفها ولكن حتماً سيأتي يوم ويكون للفنانين السعوديين تواجد لان الوردة لا يمكن ان تخفي اريجها ولا يمكن لنبتة الا ان تنبت خاصة اذا كان الري من خلال القنوات الفضائية,, بعكس ما يحصل عن الاغنية السعودية فهي عرفت منذ زمن واشعر ان الاغنية السعودية هي اهم اغنية عربية واطرب واستمتع باللحن السعودي والايقاع المذهل والمحرك للوجدان الكل يشهد ان هؤلاء عمالقة من طلال مداح ومحمد عبده الى الجيل الجديد وبما في الاغنية السعودية من بساطة وصدق وتعبير بكل الوسائل من ايقاع وكل الالات الموسيقية والغناء وامنيتي ان لا تنجرف الاغنية السعودية خلف الغربية وموسيقات اخرى وان تحافظ على كينونتها العظيمة.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

ندوة الاوقاف

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الخدمة المدنية

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.