البوارح الأعلام من خلال أبنائهم د, دلال بنت مخلد الحربي |
استتباعاً لحديث الأسبوع الماضي عن كيفية الاهتمام بجزئيات تاريخنا خاصة، الثانوي منه وكيفية استرجاعه من خلال تسجيل مآثر الأعلام في بلادنا عن طريق الكتابة واللقاء والفيلم الوثائقي، جال في خاطري فكرة تدور حول كيفية تنفيذ هذا المشروع وهو أن تنظم المؤسسات العلمية عن طريق برامجها الثقافية عقد لقاءات مع أبناء وبنات الأعلام يتحدثون فيها عن آبائهم كما عرفوهم عن قرب، فعلى سبيل المثال تحدد شخصية بعينها ثم يتم الاتفاق مع ابن او ابنة هذه الشخصية (أو أحد أقربائه الذي عرفه عن قرب) ليتحدث عنه حديثا تفصيلياً يضمنه كل ما عرفه عنه فيورد برنامجه اليومي، تعامله، مواقف بعينها، هواياته، قراءاته، كيفية تعامله مع أبنائه، سلوكياته، أصدقاءه,, الخ وكل ما يتصل بجوانب هذه الشخصية من سلوك ومواقف غير معروفة للعموم.
ان رصد مثل هذه المعلومات تفيد في استكمال الصورة عن أعلام بلادنا عند الرغبة في الترجمة لهم والتعريف بهم، فتكون بذلك مصادر معلومات ثرية عنهم فيها كثير من الصدق والثراء الذي يبين ما كان عليه العلم في حياته الخاصة، ولعل تجربة أن يتحدث الأبناء عن آبائهم هي الاكثر ثراء، فالابن يعرف والده منذ طفولته ويختزن الكثير من الاحداث التي شهدها أو سمعها حتى وقت الحديث عنه (إن كان مازال على قيد الحياة) او ما قبل وفاته ان كان قد توفاه الله.
ومن المهم جدا عند تنفيذ مثل هذا المشروع تحديد العلم الذي يستحق ان يستضاف ابنه او قريبه ليتحدث عنه من خلال معايير واضحة محددة في مقدمتها تحديد المجال الذي برز فيه ومقدار جهده في هذا المجال مقارنة بغيره.
ومن المعروف أن دارة الملك عبدالعزيز تهتم بالتاريخ الشفهي ولها تجربة طيبة في هذا المجال، وكذلك مكتبة الملك فهد الوطنية، إلا أن التسجيل في الغالب يكون عن طريق شخص ينتدب لهذا الامر، وما أطرحه هنا أن يتاح المجال لأبناء الأعلام وبناتهم ليكون لهم الدور الرئيس في تقديم المعلومات التي يحتفظون بها أنفسهم والمعلومات التي يفترض أن يتحصلوا عليها من آبائهم عن طريق لقاء مباشر مع الجمهور، فعن طريق الاسئلة الملقاة والاجابات وما يتم من حوار ونقاش ومداخلات سوف نخرج بكم وفير من المعلومات تفيد الباحثين مستقبلا، ومع استمرارية تنفيذ هذا المشروع على شكل سلسلة لقاءات بفواصل زمنية متقاربة أو متباعدة نكون قد ابتعدنا عن الرؤية البعيدة وتحصلنا على رؤية قريبة كاملة عن أعلام بلادنا.
|
|
|