المعنى لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه د, علي بن محمد التويجري |
إن طاعة عملية لحديث شريف واحد يقول: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، يمكن أن تصلح أساساً متيناً، وفلسفة لاقامة حضارة بأسرها.
ولكن أين شرطها؟
ماذا يحتاج شعار كهذا لينتقل من منطقة الخمود ليبني عواصم فاضلة واقعية، ومدناً أخوية,, مدناً لا يضيع فيها معنى حياتنا، ولا نتوه في ليلها المتألق، وزخارفها المعمارية!
ماذا نفعل بحق لينتقل الشعار من كونه مجرد موضوع في كتاب مطالعة لصف من صفوف المتوسط في مدارسنا، ليصبح نصاً مقدساً في مطالعة جماعية يقرأها المجتمع كله؟
وبدلاً من الحفظ الببغائي في كثير من مناهجنا التلقينية، لا تتوهج به روح أو تطبقه يد! إلى حيوية تضج في القلب وتعمق التربية الوطنية.
إنه في استطاعة كل منا وبقلب مطمئن أن يرجع السلوك الشخصي المنحرف وسلوك الجماعة البشرية المفجع إلى عبادة الهوى.
علينا أن نفتش عن وثنية عصرية تختبئ خلف هذا الاضطراب المتفشي الذي ترونه!
وإذا ما أدام كل منا تأمله الذاتي بعد استبعاد الأحكام المسبقة وتتبع خيوط القساوات التي ترتكب كل يوم، وحيثما اتجهنا على ظهر هذه الكرة الصغيرة المتصارعة، فإنه سوف يعثر على نقط بداياتها عند الطموح والأطماع المتفرعة من شجرة آلهة الهوى الخبيثة.
تلك الشجرة المتحكمة في المضغة الصغيرة داخل صدورنا.
وهي مضغة صغيرة حقاً! ولكنها المصدر الأساسي للسعادة أو للتعاسة والحرائق الهائلة التي تعصف بحياتنا في كل يوم.
ولذا فإن التربية تصدق حينما تشير لهذه المضغة فتقول:
هذا هو الفاعل الحقيقي لكل هذا العالم الذي نراه.
وصدق عليه الصلاة والسلام ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب .
|
|
|