Tuesday 25th January, 2000 G No. 9980جريدة الجزيرة الثلاثاء 18 ,شوال 1420 العدد 9980



ترانيم صحفية
ما هي سيكلوجية إفشاء السر ,,, ؟!
نجلاء السويل

قد يكون الحديث عن الاسرار وافشائها من المواضيع التي اخذت حيزا مهما من الناحية الاجتماعية لما تحدثه هذه السلوكية من إلحاق الاضرار واثارة المشكلات والاحقاد بين الناس ولكن يظل الامر شبه غامض أوغير واضح من منظور نفسي حيث لا ندري لم البعض يفشي الاسرار ولم البعض لا يفشيها وما هي سيكلوجية كل من هاتين المجموعتين وما هي نوعية الاسرار التي يحب ان يفشيها البعض هل هي مهنية ام اجتماعية ام شخصية تتعلق بذات الفرد وأموره الخاصة فلقد قرأت احدى الدراسات العربية قبل فترة والتي تناولت استطلاعا لبعض الصفات والسمات التي يتصف بها الشخص الذي لا يحفظ السر او يمتاز بالبلبلة لأمور تحتاج للكتمان فكانت من ابرز هذه الصفات هي افتقاد المكانة الاجتماعية داخل المحيط الاجتماعي الذي يقطن فيه الفرد، والسبب في ذلك هو عدم كفاءة الفرد الايجابية في إثبات ذاته في ميدان يقبله منه المحيطون الامر الذي يجعله يبحث عن اهميته من خلال ترديد بعض الاسرار التي قد يسمعها من الناس في اي مجال كان هذا ان لم يتطور الامر به فيزداد سوءا عندما يصبح يتقول على من يريد ان يتقول عليه!! اما السمة الشخصية الثانية التي قد تدفع الفرد الى عدم كتمان السر واشاعة الاخبار وهي نزعة الحقد التي قد تكون ناتجة عن التربية السلبية السيئة التي تتضح في شعور الفرد بالاضطهاد في الطفولة والتي يكون سببها الرئيسي القسوة على الطفل ووقوعه في مشكلات اسرية سيئة مثل الطلاق بين والديه احيانا او تعرضه للتعذيب النفسي او البدني مما يجعله ناشئا في حالة غيرة من المجتمع المحيط به مما يجعله يفشي اي سر أوينقل اي خبر بقصد تدمير الآخرين والانتقام من المحيطين به كنوع من التفريغ النفسي ومثل هذا الوضع من الصعب جدا التخلص منه وعلاجه الا ان يكون علاجا نفسيا مكثفا، امر آخر مهم لابد من الاشارة اليه الا وهو مدى الدعم المعنوي الذي يلقاه الشخص ناقل السر او الخبر من المجتمع المحيط به فبعد ان يكون شخصا غير مقبول لذاته وشخصيته فإنه يصبح مهما ومقبولا اذا ما جاء بما هو خاف وجديد لرفاقه أوزملائه واهله اذا الخلل كله يكمن اصلا في نواة الاتزان النفسي فالفرد غير المتزن نفسيا باختصار انما يبحث عن اهميته من خلال ابراز ذاته بتلك الصورة السلبية الكامنة كما ذكرت في التحدث عن اخبار الآخرين، وفي هذا الموضوع هناك امر مهم يلفت نظري في الواقع احيانا وهو تدعيم بعض الامهات لمثل هذا السلوك السلبي فالأم قد ترى الطفل وهو ينقل اخبار اقاربه او منزله للمدرسة وتعلم ذلك فتضحك وتدعم افشاء اسرار المنزل الخاصة دون المبادرة باي عقوبة صارمة او رادع يجعل الطفل يمتنع عن هذا الفعل غير اللائق، والمشكلة ان بعض الامهات يبررن ذلك بأن هذا طفل صغير لا يفهم ولا يدرك وانه سيعتاد مع الزمن الا يفعل ذلك، ولكن اعتقد ان من شب على شيء شاب عليه وردع السلوك السيىء منذ نشأته افضل واسهل بكثير من محاولة علاجه بعد استفحاله خصوصا وان هذه التصرفات تسقط من شخصية الفرد وتجعله محطا للنقد والرفض من المجتمع المتزن نفسيا حتى في بعض المهن كالطب والطب النفسي والتعليم فإن علينا الا ننقل اخبار طالبي الخدمة حرصا على مجتمع متماسك ولكن هذا ما قد ينقضه بعض الافراد فهل نكون اكثر اتزانا,.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

ندوة الاوقاف

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الخدمة المدنية

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.