موقف حديث سمو الأمير سلطان ابن عبدالعزيز آل سعود لرئيس التحرير 2/2 متعب السيف |
المقال الذي نشرته يوم الثلاثاء الماضي في هذا المكان تناولت فيه حديث صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لرئيس تحرير الجزيرة، وقد ركزت في المقال المذكور على الجانب السياسي واستراتيجيات السياسة السعودية في اطار علاقاتها الدولية، وقد تضمن المقال المشار اليه بعض الجوانب ومن اهمها: دور الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود في رسم السياسات السعودية مع الدول الاخرى حيث إن لكلماته فعلاً يسبق القول ويتبعه وان نجاحات سياسات المملكة العربية السعودية المستمرة ثمرة لحكمة القيادة عبر مراحلها المختلفة، ومصداقية تعاملها السياسي والاقتصادي والثقافي مع كافة الدول,, حيث تطورت هذه السياسة منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - حتى الآن وفق المتغيرات الدولية مع ثبات المبادىء السعودية التي أدت إلى احترام العالم لها، ولعلّ من أهم نجاحات هذه السياسة العاقلة المتزنة إزالة الفهم الخاطىء للإسلام لدى الشعوب التي لا تعرف الاسلام وذلك بإنشاء المراكز الاسلامية في معظم عواصم العالم المتحضر,,وآخرها مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الاسلامية في جامعة بولونيا الايطالية على نفقة سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود كأحدث حلقة من حلقات هذا الهدف النبيل.
وفي مقال اليوم أتناول جوانب من حديث الأمير سلطان بن عبدالعزيز لالجزيرة ، وذلك فيما يتعلق بالشأن المحلي في مجال الصناعات السعودية المتطورة، فالأمير سلطان يرى - وهو محق في رأيه - أن البتروكيماويات السعودية معروفة على نطاق عالمي وذات سمعة عالية وانها قادرة على التغلب على تحديات العولمة,.
ومن حسن الحظ أن لنا تجربة كبيرة وثرية ورائدة في مجال التصدير والتسويق في هذا المجال,,اكتسبناها بالطلب الكبير على منتجاتنا من البترول,, وأفادنا ذلك كثيراً في تسويق منتجات سابك منذ انشائها حتى الآن .
إن رؤية سموه في هذا الجانب تتفق مع واقعنا المعاش وفي تقديري ان المملكة العربية السعودية عندما اتخذت قرارها بإنشاء صناعة البتروكيماويات، بدا لكثير من المراقبين أنه قرار تحفه المخاطر، فكيف للمملكة ان تنافس الدول المتقدمة في هذه الصناعة الحيوية التي سبقونا إليها ثم كيف تسمح هذه الدول لهذه البلاد بمنافسة صناعتها,.
ولكن السياسة الصناعية السعودية تمكنت - بفضل الله، ثم بحكمة سياستها واتزانها - من التغلب على كثير من المصاعب وغزت أسواق الشرق والغرب بهذه الصناعة، ونظراً لجودتها ونظافة التعامل وحسن ادارة التسويق، فتحت الدول الاجنبية أسواقها للصناعات البتروكيماوية السعودية وأصبحت مفصلاً صناعياً هاماً في اسواق العالم وفي اطار العلاقات التجارية السعودية/ الايطالية ونموها حدد سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز الاسباب الحقيقية لهذا النمو بثلاثة مرتكزات وهي: زيارة الملك فيصل يرحمه الله لايطاليا عام 1974م حيث إن هذه الزيارة رسخت التفاهم المشترك بين القيادتين السعودية والايطالية مما أكسبها الثقة والتقدير المتبادلين بين الدولتين، ثم المفاهيم المستجدة للانفتاح الاقتصادي الذي يعيشه العالم اليوم، وما يتطلبه من تنسيق وتبادل مصالح بين الكيانات المختلفة، وأخيراً التعاون العسكري مع ايطاليا,, فهذا التعاون قائم,, ومشاركة ايطاليا في قوات التحالف التي طردت الغزو العراقي من الكويت ابرز مثال على ذلك.
إن سمو الامير سلطان عندما حدد مرتكزات نمو العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية وايطاليا، فإنه بذلك يرسم خطوطاً واضحة للسياسات السعودية مع دول العالم المتقدم,, وايطاليا هي واحدة من هذه الدول, وعندما ذكرها سموه في حديثه لالجزيرة بمناسبة زيارته لها فإنما هو يكشف بوضوح منهج السياسة السعودية مع دول العالم بدون استثناء لما في ذلك من مغزى خاص مع مطلع قرن جديد زاخر بالتحديات والمخاطر والتوقعات.
|
|
|