Tuesday 25th January, 2000 G No. 9980جريدة الجزيرة الثلاثاء 18 ,شوال 1420 العدد 9980



وافذ
حبيس إدراكه
أميمة الخميس

الإنسان حبيس إدراكه، وهو خاضع في النهاية إلى الصورة التي يستقبل بها دماغه العالم من حوله، والدليل البسيط والمتناول لهذا هو آثر التقلبات المزاجية بداخلنا في تحديد علاقتنا مع العالم الخارجي, والأرجوحة التي تطوح بني البشر بين قطبي التشاؤم والتفاؤل، لنجد في النهاية ان نسبية الرؤيا وتفاوتها من شخص إلى آخر هو مسلمة راسخة في التركيبة البشرية.
ولو طلبت من احدهم ان يصف لك منزلا مثلا ومن ثم لم تمنح له إلا مفتاحاً لغرفة واحدة في هذا المنزل فإنه حتماً سوف يصف ما استطاع رؤيته وتأمله النظر فيه بينما الغرف الأخرى ستبقى غامضة ومحرمة وبالتالي غير موجودة في ذهن الواصف,, لأنه لم يرها!! وبالتالي لم تكن.
يصف لي احد اخوتي علاقته مع العالم من حوله بعد رحلة برية قام بها (للربع الخالي) استمرت ما يقرب من الأسبوعين، فيقول هناك بعيداً، وعلى بعد مئات الكيلومترات عن أقرب مركز حضاري تستبد الصحراء بشروطها، حيث تلك الهيبة والجلال وجبال ملتفة على اسرار اعمق من الجيولوجيا نفسها, لا مذياع أو تلفاز أو هاتف أو أي ضوضاء للعولمة التي تغرب الفرد عن ذاته، فقط الارتباط بقوانين الرمال وقوافل النجوم ومن ثم الانشغال العميق بالجماعة المحدودة التي تشاركك هذه الرحلة حيث يصبحون هم سكان العالم بأسره.
وتخيلت عندها كيف يكون شكل الحقيقة هناك؟؟ وما هي الصورة التي تكون في الدماغ عن العالم؟ وما هي الأدوات البدائية التي من الممكن ان تتوفر للبشر للقيام بقياس الحقيقة.
يقول مفكر صيني معاصر (إن شكل الحديقة الذي تراه من النافذة ليس كل الحديقة).
وكم نواجه عبر التاريخ بنماذج من العتو والعجرفة البشرية الغبية التي تدعي بأنها تمتلك الحقيقة كاملة دون البشر، ومن ثم تسلط هذا المفهوم على رقاب البشر, بينما الحقيقة هي شأن (إلهي) خالص خص به الله الصفوة من انبيائه,, لا وسائل اضطهاد وتعذيب وقد تتحول إلى ادوات تنكيل، لكنه الانسان (قتل الانسان ما أكفره) صدق الله العظيم.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

ندوة الاوقاف

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الخدمة المدنية

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.