ليس ترديداً لمصطلحات سئم المتلقي العربي سماعها، أو تسطيراً لعبارات منمقة القول بأن الأمة العربية تمر هذه الايام بمرحلة حاسمة، وحالة مفصلية في تاريخها.
والمرحلة الحاسمة,, والحالة المفصلية ليست كالتي نسمعها في خطب السياسيين ولا كالتي يتندر بترديدها نجوم الكوميديا العربية عندما يشخصون الاوضاع العربية في المشاهد الساخرة, فالذي يجري هذه الايام وقبلها وما سيتبعها من مباحثات ومفاوضات مع الاسرائيليين على مختلف المسارات العربية، السورية والفلسطينية واللبنانية، هي فعلاً مرحلة هامة جداً في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، فالنتائج النهائية لما سيحققه المفاوضون العرب في المسارات الثلاثة ستحدد نوعية العلاقة المستقبلية في منطقتنا العربية، وما سيكون عليه الحال مع عدو شرس فرض علينا فرضاً، وإذا كانت الاوضاع العربية ومنذ ان وطىء الاستعمار ارض العرب قد اوجدت هذه الحالة، فالذي يأمله العرب جميعاً ألا تفرز المفاوضات واقعا يكرس وضعا غير عادل ينتقص حقوق العرب في المقدسات والأرض والمياه، والكرامة.
من هذا المفهوم يفترض ان يقف العرب جميعا مع الدول العربية الثلاث التي تتفاوض مع اسرائيل حالياً بالنسبة لسوريا وفلسطين وقريبا لبنان، والوقوف والمساندة العربية يجب ان تتخطى المواقف التقليدية من تصريحات واقوال، بل افعال ودعم سياسي ودبلوماسي من خلال القنوات والاساليب التي تعرفها الحكومات العربية، والتي لا اجد حرجاً من ان اشير الى ما تقوم به الدبلوماسية السعودية في هذا المجال من خلال الاتصالات واللقاءات التي تتم على ارض المملكة او في العواصم والمحافل الدولية.
ولا نطلب شيئا مستحيلا بمطالبة العرب ان يعلنوا جميعا في كل اللقاءات التي يجريها قادتهم ووزراؤهم دعمهم ومساندتهم الصريحة للمطالب العادلة للسوريين واللبنانيين والفلسطينيين دعماً صريحاً وواضحاً وقوياً يعرف من خلاله الاسرائيليون ورعاة السلام الامريكيون، ان السوريين واللبنانيين والفلسطينيين يمثلون العرب,, العرب جميعاً في هذه المفاوضات وان ما يقبلون به يقبل به العرب,, وما يرفضونه يرفضه العرب جميعاً، وانه لا مجال للضغط على المفاوضين العرب، فان استكان البعض، فإن أكثرية العرب لن يقبلوا الا بالسلام العادل,, والسلام العادل لن يتحقق الا بإعادة الحقوق لاصحابها.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com