ان مرض السكري من الأمراض المخيفة لأنه ينخر في جسد المريض على مدى سنين طويلة، مدمراً الكثير من الأعضاء ومؤثراً تأثيراً مباشراً على الحياة اليومية للمريض.
وتكمن خطورة السكري في تأثيره على أعضاء حساسة جداً مثل العينين تلف الشبكة والعمى والمياه البيضاء، والاعصاب مما يؤدي الى عدم الشعور بالألم والعرضة للإصابة بالجروح والتقرحات التي لا تندمل بسهولة مما يؤدي الى البتر الطرفي في النهاية، وكذلك فإن تأثير هذا المرض على الكليتين هو من الأهمية بمكان الى الحد الذي أصبح فيه هذا المرض هو السبب رقم واحد لوضع شخص ما على جهاز الغسيل الكلوي نتيجة للفشل الكلوي المزمن.
وفي مؤتمر الجمعية الأمريكية للسكر في مدينة بوسطن (يونيو 1997) تبنّت الجمعية العديد من التوصيات مع تغيير في تصنيف مرض السكر وكذلك حدود التشخيص الرقمي حسب نسبة السكر تبعاً للآتي(أي من هذه الثلاثة شروط +إعادة أي منها في يوم آخر للتأكيد).
1 أعراض مشابهة لما يحدث لمريض السكري + سكر الدم فوق 200 ملغم (1101 ميليمول) بغض النظر عن العلاقة بين هذه القراءة وآخر وجبة طعام (تحليل عرضي).
2 سكر الدم صائم على الأقل 8 ساعات قبل التحليل فوق 126 ملغم(7 مليمول).
3 سكر الدم (ساعتين) بعد تناول 75 غم جلوكوز (في المستشفى أو المختبر) فوق 200 ملغم.
ويجب كما أسلفت أعلاه إعادة التحليل (اي من الثلاثة المذكورين أعلاه) في يوم آخر للتأكد من التشخيص.
إن نسبة انتشار السكر في المملكة تعتبر عالية جداً مابين 1618 وعليه فإن من الضروري على كل فرد سعودي فوق الاربعين من العمر تحليل السكر في الدم بغض النظر عن وجود أعراض، أو وجود افراد في العائلة مصابين بالمرض, ويمكن أن يكتفي بتحليل السكر الصائم للبحث عن إمكانية الاصابة أو وجودها.
وينصح كل فرد سعودي بإعادة التحليل بعد 3سنوات اذا كانت النتيجة طبيعية.
وقد أثبتت الدراسات بأن مريض السكري قد يكون مصاباً بالمرض لسنين عدة ما بين 4 7 سنوات قبل تشخيصه ولذا فإنني أشدد على إجراء فحص للسكري لمن هم فوق الأربعين سواء كانت لديهم أعراض أو لم تكن لديهم.
أما في حالة وجود افراد في العائلة مصابين بالمرض، أو الأشخاص المصابين بالسمنة، أو السيدات اللاتي أصبن بسكر الحمل فإنه من الضروري عمل فحص للسكري في سن اقل بكثير من المذكور أعلاه، وكذلك يجب أن يكون ذلك بصورة دورية ومتكررة.
وكذلك فإن المصابين بارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول في الدم وخصوصاً الدهون الثلاثية هم من المعرضين للإصابة بالسكري ولذا يجب عليهم الفحص في سن أقل وبصورة دورية.
عزيزي القارئ: إن كل هذه التوصيات هي لمحاولة اكتشاف المرض في بداياته وقبل حدوث اضرار على شبكية العين، الكلى أو الأعصاب، وقبل تأثر شرايين القلب بالسكري,فقد ثبت بأن ما يقارب ثلث المرضى بالسكري من النوع الثاني لديهم إصابات في شبكية العين عند تشخيصهم الأولي بالسكري وهذا مما يدل على أنهم كانوا مصابين بالمرض لسنين عدة قبل التشخيص.
عزيزي القارئ: ان متابعة نصائح الفريق الطبي المعالج لك أو لقريبك أو لصديقك المصاب بالسكري هو من الضرورة بمكان.
إن المحافظة على نسبة السكر في الدم قريبة من المعدل الطبيعي يمنع أو يؤجل حدوث المضاعفات المزمنة لمرض السكري.
إذن: حافظ، تنعم.
استشاري أمراض الغدد والسكر مستشفى الملك فهد للحرس الوطني