قلت في مقال سابق بداية الدوري ان احتكار النفوذ وتركيز موازين القوى والبطولات لفرق بعينها وفسح المجال لها وحدها لتكون (الكل في الكل) والمعنية دون غيرها بمراعاة مصالحها والاهتمام بشؤونها لدى سائر القرارات الخاصة بانتقالات اللاعبين والتعاملات الرسمية والاعلامية من اسباب تقليص المنافسة وقتل طموحات الاندية واللاعبين الآخرين وبالتالي تأثير ذلك سلبا على المنتخبات الوطنية بمختلف درجاتها,, في حين ان الوضع سيكون مختلفا وايجابيا في حالة اتساع قاعدة المتنافسين وزيادة عدد الفرق المؤهلة لاثبات وجودها وقدرتها على المقارعة كما حدث للكرة السعودية في عصرها الذهبي فيما بين 1984م وحتى 1996م,,!!
حاليا,, ما تلاحظون انعدام تلك المفاجآت المدوية لنتائج المباريات بين الفرق الكبيرة والصغيرة,, وبدلا من صعوبة التنبؤ بنتيجة مباراة يستضيف فيها المتصدر الفريق المهدد بالهبوط كما كنا نلمحه في مباريات مواسم ماضية صرنا اليوم نجزم سلفا ان الكبير سيفترس الصغير بعدد وافر من الاهداف,, انظروا لكمية النقاط المتدنية لفرق الوحدة والرائد والطائي وسدوس، حيث لم يتجاوز نصيب كل منها الثماني نقاط برغم انقضاء الاسبوع الثاني من مرحلة الاياب اضافة الى ان تحقيق الفوز لهذه الفرق لم يأت الا فيما بينها,, فالوحدة لم تفز الا على الرائد وسدوس كذلك فعل الرائد بفوزه على الوحدة وسدوس,, بينما الطائي لم يفز الا على الرائد,, ومن جهته فاز سدوس على الطائي فقط!!
هذه وغيرها مما لا يتسع المجال لذكرها نتائج طبيعية لعدم تكافؤ الفرص واحتكارية المنافسة لفرق معينة على حساب اخرى موجودة اسما مع الممتازين لكنها مفقودة فعلا ومزاحمة واثارة تبعا لمبررات النفوذ المادي والرسمي وتباين التعاملات وطبيعة القرارات بما في ذلك القرارات التحكيمية ونوعية العقوبات,,!!
عموما ما دام الامر كذلك بمؤشراته الحالية المزعجة وتداعياته الاكثر خطورة مستقبلا,, وعلى اعتبار ان استقطاب وجذب كل النجوم واحراز البطولات وفرص المنافسة عليها او حتى الاقتراب من عالمها وايضا الفوز بمبارياتها كلها مجتمعة تميل لمصلحة اربعة او خمسة فرق فقط,, على ان تقوم الفرق الاخرى الممتازة وتكتفي بدور (الكومبارس) وتتحول الى فريسة سهلة ولقمة سائغة في افواه الوحوش الكاسرة مما يسبب خللا فاضحا وضعفا واضحا في تركيبة الدوري الممتاز بين فئتين او بالاحرى طبقتين قوية وضعيفة، غنية وفقيرة,, كبيرة وصغيرة,, اقول ما دامت الامور بهذا الشكل وحفاظا على سلامة واهمية التصنيفات بموجب ما يفرضه الواقع فمن الاجدر ان يعيد اتحاد كرة القدم من جديد تصنيف الفرق وتقليص عددها في الدوري الممتاز بحيث يقتصر على ثمانية فرق,, العدد الاكبر منها مؤهل للمنافسة على البطولة والعدد الآخر الاقل لكنه قوي يستطيع ان يصارع الاقوياء من جهة ويقاوم بثراء الهروب من الهبوط من الجهة الاخرى,, وهذا وحده كفيل بايجاد واستمرار الاثارة والقوة بين الفرق الممتازة جميعها طيلة الدوري ,, الى جانب تحقيقه لفوائد ومكتسبات فنية وادارية وتنظيمية ومالية واعلامية وجماهيرية واحترافية للكرة السعودية تنسجم مع ظروف واجواء المرحلة الكروية الراهنة, برأيي ان واقع اوضاعنا يقتضي اعادة تصنيف وتوازن الفرق وغربلة العدد المسموح به في الدوري الممتاز اولا ودوري الدرجة الاولى ثانيا,, وهذا الاخير بحاجة هو الاخر لعدد مماثل للدوري الممتاز ثمانية فرق لتتحقق له نفس النتائج المتوقعة للدوري الممتاز عقب تصنيفه من جديد.

المكتسبات وطريقة التنفيذ
اختصار عدد الفرق الممتازة الى ثمانية ومثلها لدوري الدرجة الاولى اضافة الى العدد نفسه المعمول به حاليا في دوري الدرجة الثانية سيجعل مستويات الفرق لكل دوري متقاربة ومتشابهة في ظروفها وادواتها الى حد كبير,, كما يعطي لتحركات وطموحات الفرق سواء في احراز البطولات او في صراعها بحثا عن الصعود والهروب من الهبوط بين الدرجات الثلاث بعدا مثيرا واستحقاقا منطقيا يتفق مع الاهداف المطلوبة للتصنيفات الجديدة المركزة,, والأكيد هنا انه كلما زاد عدد الفرق لكل دوري زادت الفوارق بينها وزاد ضعفها والعكس صحيح,, خصوصا في ظل الاحتكارية المشار اليها,,!! في هذا الشأن لابد من الاشارة الى ان عملية (التقنين) هذه تتطلب اهتماما رسميا واعلاميا باتجاه دوري الدرجة الاولى,, حيث الاختيار الدقيق لحكام مبارياته والنقل التلفزيوني لمواجهاته القوية وكذا مساواته مع الدوري الممتاز في انظمة وتعديلات الاحتراف,, ليكون مميزا ومثيرا وجديرا بنيل الاضواء والمتابعة الجماهيرية وبالتالي اقتناع الفرق المتوسطة وسعيها الجاد للوصول اليه او تجاوزه الى الممتاز لمن هو مؤهل بعد اعتراك وتمرس حقيقيين, بالنسبة لموعد وكيفية تطبيق التصنيفات الجديدة فاعتقد ان الموسم المقبل هو التوقيت المناسب والمقنع لاقرارها بايضاحات مسبقة لجميع الفرق وبوقت كاف وبالذات فيما يتعلق بعدد الفرق الهابطة من الممتاز والاولى والثانية وارتباط هذا العدد في امكانية اتاحة الفرصة للصعود ام لا,, فمثلا اذا كان تصنيف الدوري الممتاز يقتضي هبوط اربعة فرق الموسم المقبل فهذا يعني انه لن يكون هناك صعود من دوري الدرجة الاولى مقابل هبوط ستة فرق منه لدوري الدرجة الثانية.
ونفس العدد هبوطا من الثانية للثالثة وبدون صعود من هذه وتلك ,, اي ان موسم التصنيف لايتعارض ولا يلغي بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكذلك بطولة دوري الاولى والثانية والثالثة ولكن بلا صعود بصفة مؤقتة ولموسم واحد فقط على ان تتم عملية الصعود والهبوط في الموسم الذي يليه بالطريقة الاعتيادية المتبعة حاليا.
صحيح ان طرح اجراءات كهذه تبدو مزعجة بل انها لا تروق لكثير من الاندية,, وصحيح انها تحتاج لقرارات مصيرية حاسمة مقابل ردود فعل غاضبة,, لكن مثلما ذكرت الواقع والمستقبل يفرضان هذا التوجه الاكثر توازنا لعموم الكرة السعودية والكفيل بوضع الفريق المناسب في الدوري المناسب,.
* انتهى زمن العواطف وجبر الخواطر وصرنا في زمن يتعامل مع الحقائق ويحترم المعلومة والارقام,, انه زمن المتغيرات المتسارعة بحثا عن الارتقاء ,, فهل نتغير لنرتقي ام لا,,؟!!
غرغرة
* الهلال مؤهل لاحراز بطولة الخليج مثلما هو مهدد بفقدانها متى ما اساء تقدير الخصوم وعدم الاهتمام بمنافسيه,,!!
* النصر نجح في البطولة العالمية وقدم افضل مما هو مطلوب ومتوقع منه,, وكونه شرف او لم يشرف مسألة خاصة به وحده وبعيدة كل البعد عن المزايدة والاعتراك باسم الوطن الذي لاعلاقة له بدوامة تشويه وتشريف الاندية,,!!
* بالمناسبة فان حفل تكريم النجم مرزوق العتيبي باللقب العالمي من الاتحاد الدولي لايعد تشريفا للوطن بالنسبة لشلة التعصب تماما كما حدث منهم غير مرة لألقاب وانجازات زميله العملاق محمد الدعيع!!
* تصنيف الدوري حسب واقع وامكانيات الفرق دافع قوي لاندماج الاندية (المعلقة)!!.
* عبدالله العدوان تخطى سابقيه وتفوق على الكثير منهم لانه ببساطة لم يأت للتعليق من باب الصدفة او بضربة حظ وانما قبل ذلك امتهن المجال الرياضي ويعرف جيدا همومه واسراره,, العدوان بحاجة لشيء من الجرأة وقليل من الهدوء.
* اذا كان الحكم المرداس اخطأ بحق سدوس في مباراة منقولة تلفزيونيا فما الذي يجري للمباريات الاخرى غير المنقولة؟! نرجو ألا يكون الخافي اعظم,,!!.
فواصل
فواصل
* عندما سافر الاهلي الى دمشق لاداء مباراة واحدة أمام فريق الجيش السوري في اياب كأس الكؤوس الآسيوية بعثت بعض الصحف موفدين الى هناك لتغطية المباراة وكانت تنشر على مدى عدة ايام رسائل خاصة بالمباراة، وعند مشاركة النصر في بطولة العالم والهلال في بطولة مجلس التعاون اختفى الاهتمام فليس هناك رسائل ولا حتى برقيات,!
***
* مباراة الرائد والطائي الخميس القادم فرصة كبيرة للرائد للابتعاد اكثر عن منطقة الهبوط,, ولكن هل يسمح فارس الشمال بذلك الذي هو الآخر يتهدده الهبوط وبشكل اكبر,!!
***
* محللو مباراة النصر والاتفاق عبر الشاشة فاتهم الاشارة الى طرد اللاعب الاتفاقي حمد الدبيخي وهكذا يفضح التلفزيون المحللين من المكاتب.
***
* للمرة الثانية خلال اسبوعين يعلن المشرف على قدم الاتفاق ناجي القرين اقالة مدرب الفريق ماتورانا، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، فما هي الدوافع التي جعلت القرين يقول ذلك؟! وما هي حدود صلاحيته,!!
***
* اذا كان هناك شيء سيسبب للهلال مشاكل في بطولة مجلس التعاون فهو ارضية ملعب نادي القادسية الكويتي الذي تجري عليه مباريات البطولة، فهي ارض سيئة مليئة بالحفر والمطبات ومبقعة العشب.
***
* بعد ان عانى الرياض من فراغ اداري لعدة اشهر اصبح لديه اليوم رئيسان مرشحان,!!