Monday 24th January, 2000 G No. 9979جريدة الجزيرة الأثنين 18 ,شوال 1420 العدد 9979



الجزيرة تحتفي مع الاتحاد الدولي بالهداف الكبيرا
الفيفا يكرم النجم العالمي مرزوق العتيبي اليوم في بروكسل
ثالث هدافي القارات انطلق من الشميسي ليبهر العالم في مكسيكو سيتي

* إعداد :عبدالعزيز العبيد
يكرم الاتحاد الدولي اليوم الاثنين مهاجم فريق الشباب والمنتخب السعودي الأول مرزوق العتيبي وذلك بعد أن حاز الحذاء البرونزي بعد حصوله على لقب ثالث هدافي العالم في بطولة القارات الماضية بالمكسيك حيث ينظم الفيفا حفلاً لتوزيع الجوائز على أفضل اللاعبين في العاصمة البلجيكية.
الجزيرة التي تعطي المبدعين حقهم الإعلامي تستعرض اليوم حياة النجم السعودي مرزوق العتيبي الذي حقق هذا الانجاز غير المسبوق على المستويين العربي والآسيوي.
مرزوق العتيبي
ولد مرزوق العتيبي في الحادي عشر من شهر ربيع الأول لعام 1395ه في مدينة الرياض حيث نشأ في حي الشميسي أحد الأحياء الشعبية والشهيرة في العاصمة السعودية وسيبلغ مرزوق الخامسة والعشرين من عمره في شهر ربيع الأول القادم.
ويأتي مرزوق العتيبي والذي يزن 73 كيلو جراماً وبطول 1,75 سم في الترتيب السابع بين اشقائه الأحد عشر وهو أكبر اخوانه الذكور.
وقد كانت بداية المهاجم الكبير الكروية عبر الملاعب الترابية في الحواري متنقلاً بين حيي الشميسي والمربع وظهرت هذه القدرات بوضوح أثناء دراسته في المرحلة الابتدائية في مدرسة طلحة بن عبيد الله في شارع الخزان والمرحلة المتوسطة لتخطفة كرة القدم بأضوائها وضجيجها عن عالم الدراسة إلى عالم المجنونة حيث النجومية والأضواء.
العالم الرياضي
اكتشفت موهبة مرزوق العتيبي أثناء دراسته في متوسطة الأوزاعي بحي الشميسي حيث يدين مرزوق بهذا الفضل بعد الله إلى إداري الفريق الشبابي لدرجة الناشئين محمد الصبياني والذي جاء عن طريق ابنه الذي كان زميلاً دراسياً للنجم العتيبي كان ذلك في عام 1411ه ورغم تسجيل مرزوق في نادي الشباب والذي يقول مرزوق إن ميوله الشبابية هي أكبر الأسباب التي شجعته على أن ينضم إلى الصفوف البيضاء إلا أن هذا الانضمام جاء متأخراً نوعاً ما حيث لم يلعب في هذه المرحلة السنية سوى سنة واحدة فقط,, ولم يكن يعرف مرزوق ما تخبئه له الأيام عندما قرر أن يكون أحد لاعبي الفريق الشبابي وأنه سيصبح في أحد الايام ينافس النجوم العالميين في المنافسات القارية.
الكابتن
حصل مرزوق العتيبي على شارة الكابتنية أول مرة منذ انضمامه إلى عالم كرة القدم الحقيقي عند صعوده إلى فريق درجة الشباب بالنادي في عام 1412ه.
وأشار مرزوق إلى أن هذه المرحلة كانت مهمة جداً بالنسبة له في مسيرته الكروية ويشدد مرزوق على دور المدرب الوطني عبدالله بن سالم الذي يعده أحد أكثر المدربين الذين استطاعوا أن يصقلوا موهبته الفطرية ليمنطي في هذه الدرجة موسمين قدم خلالهما فنون كرة القدم التي تلاعب بها بين قدميه كما يشاء ليكون قرار المدرب البرازيلي للفريق الأول آنذاك لوري ساندري بضم مرزوق العتيبي في الموسم الثالث وهو الذي لم يكمل دورته الطبيعية في هذه المرحلة إلى الفريق الشبابي الأول ليغادر إلى الاسماعيلية مع بقية زملائه ويقول مرزوق عن هذه التجربة: إنها كانت مفيدة جداً له حيث كان العنفوان الشبابي في اوجه في هذه المرحلة ومنعتني نجومية الجيل الذهبي في هذا الوقت من المشاركة كلاعب أساسي في هذه الرحلة إلا أن تدريباتي مع هؤلاء النجوم أثرت تجربتي في الملاعب, عاد بعدها مرزوق إلى درجته السابقة ليبقى كما كان قبل مغادرته النجم الأول فيها.
البداية الدولية
عام 1415ه شهد انضمامه إلى القائمة الدولية مع المنتخب السعودي للشباب مع المدرب البرازيلي إيفو الذي سجل اعجابه (بصانع الالعاب) في ذلك الوقت مرزوق العتيبي ليخوض التصفيات التمهيدية لكأس آسيا ورغم تقديم مرزوق مستوى جيدا إلا أن هذه المشاركة الأولى لم تستكمل لذتها ومرد ذلك إلى فشل المنتخب في الوصول إلى النهائيات الآسيوية ليعاود المساهمة في وصول المنتخب الأولمبي إلى نهائيات أولمبياد اتلانتا وذلك في تصفيات ماليزيا 1995م ومع نفس المدرب.
نجم الوسط,, الهداف
وكما هي المفارقات واختلاف نظرة المدربين يرى مرزوق بأن المدرب البرازيلي جولياتو هو الذي غير سيره كلاعب وذلك بعد أن نقله من مركزه الذي بدأه وسار عليه الوسط الأيمن إلى مركزه الجديد كمهاجم هداف.
وبالفعل كانت هذه النقلة قلبت المفاهيم وخصوصاً لدى العتيبي والذي تعود أن يصنع الأهداف لزملائه ولكنه أصبح هو من يسجلها,, وكانت نظرة هذا البرازيلي بالفعل صائبة فقد بزغ بعدها بسنتين نجم مرزوق ليسطع في مكسيكو سيتي العاصمة المكسيكية ويشاهده العالم بأجمعه وهو ينثر إبداعه في القارة الجديدة معلناً تواصل بروز المواهب السعودية ومنافستها للعالمية.
الصعود
قرر البرازيلي جويل سانتانا في عام 1414ه في مسابقة كأس الاتحاد السعودي بأن تكون مباراة النصر هي المشاركة الاولى فعلياً داخل الميدان لمرزوق الذي كان شعوره مختلفاً هذه المرة فهو يعرف أن المشوار الصعب قد بدأ لتوه وهو يريد أيضاً أن يثبت أقدامه في التشكيلة الرئيسية ليشق طريقه بعدها,
ويعتقد مرزوق العتيبي الذي صقلته الوطنية وأبرزته البرازيلية بأن المدرسة التدريبية البرازيلية هي المفضلة لديه ويقول هنا أرتاح أكثر مع المدربين البرازيليين ويرجع مرزوق هذا الارتياح إلى اتاحتهم الفرصة له داخل الملعب لابراز قدراته الفنية وعدم تقييده بمركز ومهام محددة ينطلق أفضل عندما تتاح له الحرية لاختيار ما يريده هو داخل المستطيل الأخضر.
فلسفة اللعب
يؤمن العتيبي بأن لاعب كرة القدم يجب أن يكون ذا دور شامل داخل الملعب وتولدت هذه الرؤية بعد أن خاض في أكثر من مركز خلال تجربته الكروية وخصوصاً تأرجحه بين صناعة اللعب والتهديف.
ويرى مرزوق بأن مواجهة ظروف المباراة بالهدوء سلاح فعال يؤثر كثيراً في نتائج المباريات ورغم أن مرزوق يحب صناعة اللعب وتجد ذلك دائماً في أحاديثه عندما يقول عن مرزوق صانع اللعب إنه صنع أهدافا كثيرة للمهاجمين الذين يلعبون أمامه إلا أنه يرى أن موقعه الحقيقي هو كمهاجم هداف ويعلل مرزوق هذا التفضيل بأنه برز كمهاجم وهو يريد الاستمرار في هذا المركز الذي قدمه إلى العالمية وأوجد له قاعدة لا بأس بها من المعجبين.
ويقول مرزوق عن مرزوق المهاجم إنه داخل أرض الملعب وتحديداً في هذا المركز يتوقع التسجيل في أي لحظة من المباراة ويبرر فلسفته في هذه الناحية بأنه كمهاجم يجب عليه أن يستغل الفرص التي تسنح له أمام المرمى فعندما تصله الكرة فهذا معناه بأن جميع أفراد الفريق ساهموا بشكل أو بآخر في إيصال هذه الكرة إلى مرمى الخصم فيجب على المهاجم أن يقدر دور بقية اللاعبين في صنع الهجمات ولاشك أن رحلة مرزوق في صناعة اللعب هي التي صقلت رؤيته لتفعيل دوره بما يتناسب مع ما يقدمه له زملاؤه,, وعندما يتحدث مرزوق عن الهجوم فهو دائماً ما يضع البرازيلي الشهير روماريوكأبرز لاعبي العالم حالياً في هذا المركز نصب عينيه من لاعبي الطراز الأول ولا شك أن طموح العتيبي بلا حدود,.
بروز متأخر
وعلى أن مرزوق شارك مع الفريق الاول لنادي الشباب وهو لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره إلا أن ظهوره على ساحة النجومية جاء متأخراً بعض الوقت فهو لم يبرز سوى في بطولة القارات في عام 1999م وهو في الرابعة والعشرين من عمره وهو عمر متأخر مقارنة بالموهبة التي يختزنها هذا اللاعب يقول مرزوق عن هذا الموضوع والذي يملك حياله رأيا آخر إن بروزي لم يكن متأخراً ولكن قلة جماهيرية فريقي الشباب اضافة إلى عدم تسليط الأضواء من قبل الإعلام بشكل عام على فريقي الشباب هو ما جعل هذا البروز يبدو للناس على أنه قد جاء متأخراً بالرغم من أنه ليس كذلك.
الأمنية
يقول مرزوق العتيبي إن أمنيته حالياً هو الاحتراف في أحد الفرق الأوروبية وذلك للاستفادة ورفع أسهمه كلاعب على المستوى العالمي,, ويحق لمرزوق أن يقول هذا الكلام فظهوره في بطولة عالمية بشكل غير عادي يجعل له كامل الأحقية في البحث عن الأفضل له كلاعب أثبت حنكته وقدراته الكروية العالية,, أما فيما يخص انتقاله إلى فرق محلية بعد نهاية عقده مع الشباب حيث يتبقى له سنة وأشهر قليلة لانتهاء عقده فهو يقول هذا الأمر سيخضع بالطبع إلى دراسة مع إدارة الشباب في وقته, ولا ينسى مرزوق ذكر قوة الدوري السعودي والتي استفاد من خلال اللعب فيها في تنمية قدراته وصياغة مواهبة ويصف مرزوق هذا الدوري بالمثير فهو يزداد قوة وتنافساً موسماً بعد آخر.
بطولات القارات
أقيمت هذه البطولة في المكسيك عام 1999م وضمت هذه البطولة منتخبات قوية يتصدرها أفضل منتخبات العالم البرازيل والمنتخب المكسيكي القوي وأبطال افريقيا ومنتخب مصر والمنتخب البوليفي والفريق الأمريكي والفريق الأوروبي العريق والقوي الألماني ومنتخب نيوزيلندا.
وعاشت هذه البطولة أجواء تنافسية قوية وتمثل ذلك بوضوح في الحضور الجماهيري الذي كان لا يقل عن أربعين ألف متفرج في كل مباراة,, وكانت بداية مشاركة مرزوق العتيبي الذي أحرز في هذه البطولة ستة أهداف بدءا من المباراة الثانية للمنتخب السعودي أمام بوليفيا ليواصل اللعب بعدها كعنصر رئيسي أمام مصر والبرازيل والمنتخب الأمريكي, ويتحدث هنا مرزوق عن تجربته في هذه البطولة منذ البداية ومشاركته أمام بوليفيا ويقول مرزوق انتابني القلق كثيرا قبل هذه المباراة فهي الأولى لي مع المنتخب السعودي الأول وكان عليّ أن أظهر بشكل جيد وبحجم الثقة التي منحت لي من الجميع بدءا من مدرب الفريق السيد ميلان ماتشالا مروراً بزملائي اللاعبين واشراف الجهاز الإداري في المنتخب وبالطبع ثقة المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم وللحق فقد شعرت بالرهبة قبل المباراة وحتى بعد أن وطأت قدماي أرض الملعب وكنت أقول في داخلي إن هذه هي البداية ويجب عليّ أن أستغل هذه الفرصة كما يجب, بصراحة بعد وصول أول كرة إلى قدمي زال القلق الذي انتابني وابتعد عني الخوف والرهبة اللذان كنت أعاني منهما قبل المباراة وخصوصاً وأن وضع المنتخب السعودي كان افضل من خلال الواقع الفني في داخل أرض الملعب حيث أضعنا العديد من الفرص في هذه المباراة التي رغم افضليتنا إلا أنها انتهت بالتعادل وأعتقد أنها كانت بداية جيدة لي في هذه البطولة .
مباراة مصر
في مباراتنا أمام المنتخب المصري كان الوضع بالنسبة لنا مختلفاً فقد خضنا هذه المباراة بفرصة واحدة فقط وهي الفوز والتأهل بالتالي وهذا ما كنا نضعه أمامنا قبل دخول المباراة,, كنت في هذه المباراة أضع أمام عيني وأذكر نفسي بأنني أضعت فرصتين في المباراة التي سبقت هذه المباراة أمام منتخب بوليفيا والتي حصلت بعدها على تشجيع الجميع لي مما ولد داخلي الثقة بشكل أكبر هذه الأمور ولدت في داخلي اصراراً على أن أعوض زملائي اللاعبين الذين وقفوا معي بصدق وساندوني بعد أول مشاركة لي وبتوفيق من الله استطعت أن أسجل اربعة أهداف وعندما تسألني هل كنت تتوقع تسجيل هذه الكمية من الأهداف؟ فسأقول لك بأنني مهاجم ويجب عليّ أن أتوقع التسجيل في كل كرة تصلني فيجب عليّ كمهاجم أن أستغلها بشكل صحيح,, الأمر المهم هو أن المنتخب السعودي تأهل إلى دور الأربعة في البطولة.

البرازيل
عراقة هذا المنتخب ولدت لدينا الدافع بشكل أكبر لتقديم مستوى متميز وكبير أمام المصنف الأول على كرة القدم العالمية خضنا المباراة في البداية بشكل جيد وأحرز المنتخب البرايلي هدفين واستطعنا اللحاق به ولكن,, ظروف المباراة جاءت بشكل عكسي لتقف ضدنا ولم نستطع بعدها أن نحافظ على ما حققناه بالشكل الذي كنا نريده لنحقق بعد ذلك المركز الرابع في البطولة بعد الخسارة من المنتخب الأمريكي.
البطولة
كانت تجربة بطولة القارات مهمة بالنسبة لي فهي الأولى مع المنتخب الأول وكنت أبحث عن اي فرصة لأثبت وجودي وأثبت أقدامي في المنتخب الأول وبحمد الله استطعت أن أظهر بشكل جيد وفي الحقيقة أثرت هذه البطولة تجربتي واستفدت منها كثيراً فقد حصل لي الاحتكاك بنجوم كبار والدخول في اجواء تنافسية عالية جداً واللعب امام جماهير كبيرة بحق وربما كان الناتج بعد ذلك تحقيق الشهرة العالمية, حصولي على الحذاء البرونزي كثالث الهدافين توفيق من الله أولاً وأخيراً وأفتخر كثيراً بمناسبة تكريمي من قبل الاتحاد الدولي كون هذا التكريم جاء بصفتي لاعباً سعودياً أنتمي وأعكس الكرة السعودية وهذا ما يولد لدي الرغبة في تحقيق المزيد ورفع اسم الوطن في محافل عالمية قادمة بإذن الله وفي النهاية أتمنى من الله المزيد من التوفيق.
مع مرزوق
* يتمتع مرزوق العتيبي بأخلاق عالية وتعامل رائع من جهته مع جميع من يحتك بهم مما جعله محبوباً ومحترماً من كل من يقابله.
* يؤكد مرزوق على أن الأضواء والشهرة التي حققها بعد بطولة القارات لم تؤثر عليه سلباً أو تنفخ رأسه بالغرور فهو يقول هذه الأضواء هي التي أوجدت الحب الذي أحظى به فهو دافع لي لتقديم الافضل.
*أرى أن مباراة المنتخب السعودي أمام منتخب مصر والتي استطعت من خلالها بتوفيق من الله ثم مساعدة زملائي من تسجيل أربعة أهداف هي الأفضل في مشواري الرياضي حتى الآن فيما اعتز كثيرأً بهدفي الثاني أمام البرازيل والذي أراه الأجمل في قائمة أهدافي
* البرازيليان هيليوفييرا وجولياتو اللذان درباني في فريق الشباب كان لهما تأثير كبير عليّ وكانا أفضل من درباني.
* الكرة السعودية تمتلك مهاجمين رائعين وكبارا مثل سامي الجابر وفهد المهلل وعبيد الدوسري وحمزة ادريس وطلال المشعل.
* لعبت في بداياتي الكروية كلاعب وسط أيمن واستمر هذا الأمر مع درجة الشباب والفريق الأول حتى رأى جولياتو بوضعي في مركزي الجديد كمهاجم هداف وهو ما أفضله حالياً.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.