حمدت الله كثيرا بأنني لم اتقدم للدراسة في برنامج الماجستير في قسم الاعلام بجامعة الملك سعود الذي طرح للدراسة ابتداء من العام المنصرم ففي البداية كنت منبهرا ببعض تصريحات المسؤولين في القسم لبعض الصحف والمجلات المحلية بان هذا البرنامج سيكون من افضل واقوى البرامج في الاعلام في العالم العربي، حيث اصدروا هذا الحكم المبكر بالرغم من ان البرنامج لا يزال في خطواته الاولى ولم يخرج اي طالب بعد، كما لم يتم الاطلاع والحكم على طريقة تطبيق البرنامج وتدريسه من قبل الاساتذة.
ويذكر لي بعض الزملاء الذين قبلوا في البرنامج هذا العام والذي قبله ان خطة البرنامج جيدة بشكل عام لاحتوائها على بعض المواد القوية التي تضيف شيئا لطالب الدراسات العليا مثل مادتي المناهج النوعية والمناهج الكمية، الا ان المشكلة في هذه الخطة تكمن في ضعف وسوء تطبيقها بشكل سليم مبني على اسس علمية عادلة ومتجردة ولعلي اذكر هنا بعض النقاط التي توضح المشكلة بشكل اعمق.
1 نوعية بعض الطلاب المقبولين الذين لا تنطبق عليهم شروط القبول من الحاصلين على معدلات متدنية في درجة البكالوريوس في حين لم يتم قبول آخرين حاصلين على شروط افضل او متساوية حيث دخلت المحسوبية والعلاقة في هذه العملية وتم الاغفال التام لشروط اللائحة الموحدة للدراسات العليا في الجامعات والتي تمت الموافقة عليها من قبل المقام السامي الكريم والصادرة من مجلس التعليم العالي ويفترض ان تطبق على الجميع.
2 كما ان بعض الطلاب المقبولين اتوا من تخصصات اخرى لا علاقة لها بالاعلام بل ومن كليات اخرى وهذه ليست المشكلة فالقسم اعطاهم بعض المقررات التكميلية ولكن المشكلة هي لماذا تجاهل القسم قبل قبولهم بأنهم لم يعرفوا الاعلام لا علميا ولا عمليا فلم يعملوا فيه مثل الدراسة التي هي مجال آخر ولم يعملوا فيه بعد الدراسة حيث يعملون في تخصصاتهم الاصلية فماذا وبأي طريقة سوف يفيد هؤلاء هذا التخصص الحديث.
3 اخبرني احد الزملاء الذين اجتازوا الامتحانات التحريرية والشفوية والمقابلة الشخصية بانه لم يتم قبوله بالرغم من ان الاستاذ الذي اجرى معه المقابلة فوجىء بذلك واقسم له بأنه منحه الدرجة الكاملة في المقابلة.
4 يوجد مفارقات عجيبة في نتائج بعض الطلاب الدارسين حاليا في البرنامج وهي تضحك وتبكي في آن واحد، فبعض الطلاب المتفوقين في مرحلة البكالوريوس والحاصلين على تقدير جيد جدا وهم ندرة في البرنامج فوجىء عدد منهم بحصوله على معدلات منخفضة بشكل غريب في بعض المواد السهلة بل انها ادنى المعدلات المتطلبة لاجتياز المادة مثل ج و ج+ مثل ما حصل في مادة مقدمة في الدراسات الاعلامية ومادة النظريات للفصل الاول لهذا العام بالرغم من التزامهم ومواظبتهم الحضور والمشاركة واعداد البحوث المطلوبة بشكل كامل واجابتهم على اسئلة الامتحانات في حين حققوا معدلات مرتفعة في بعض المواد الصعبة مثل البحوث النوعية والتي اسندت لاساتذة متمكنين وعادلين الا ان آخرين من اصحاب المعدلات المنخفضة او الذين اتوا من اقسام اخرى قد حصلوا على معدلات مرتفعة في تلك المواد السهلة التي هي عبارة عن مقدمات ونظريات تم الالمام بها في الدراسة الجامعية ولا تضيف شيئا للطالب هذا ان لم تكن اسوأ في الدراسة الجامعية.
5 السؤال الذي يطرح نفسه ويفترض من المسؤولين في القسم الاجابة عليه هو هل قام هؤلاء الاساتذة بواجبهم الذي يحتمه النظام والضمير وقاموا فعلا بقراءة اجابات جميع الطلاب بعد الامتحانات وتصحيحها بشكل عادل وسليم ليتمكنوا من وضع التقييم المناسب واعطاء كل طالب حقه المشروع، ام ان المسألة خاضعة لمعايير اخرى؟ وللاسف الشديد فان بعض الاساتذة بهذه الطريقة غير الحضارية يقومون بافشال البرنامج ووأده في مهده وتخريج اناس غير اكفاء يكونون عالة على البلد ويحملون شهادات مفرغة من التأهيل العالي، فاذا كان هذا هو واقع الدراسات العليا في الاعلام في بلادنا فكيف يتطور اعلامنا.
6 في العام الماضي تم قبول 15 طالبا للدراسة وفي هذا العام قبل 18 طالبا بمجموع 33 طالبا بالاضافة الى الطلاب الجدد والقسم يعلم جيدا ضخامة هذا العدد وان عددا من هؤلاء لن يتم قبول رسائلهم للمناقشة وسيتم في الاخير الابقاء على اقل من هذه الاعداد الكبيرة وقبل ان يقع الفأس على الرأس مرة اخرى ماهي القواعد والمعايير التي سوف يطبقها القسم في اختيار هذه العينة التي سوف تواصل الدراسة وتنال الشهادة؟ وهل هي نفس المعايير التي قد تدخل فيها العلاقات الشخصية والمحسوبية والمصالح والمزاج وبهذه الطريقة هل نسمي ما يدور في القسم بانه دراسات عليا ؟.
ارجو ألا يجيبوا بأن ذلك يعتمد على نوعية واهداف وعنوان المشروع المقدم من قبل الطالب لانهم اصلا قاموا بظلم هؤلاء الطلاب وخصوصا المتفوقين منهم الذين لا يجيدون في العلاقات الشخصية والمحسوبية وتخفيض معدلاتهم اثناء الدراسة بشكل فيه ظلم كبير والذي جعلهم يفعلون ذلك يجعلهم ايضا يختارون رسالة من يشاؤون ويرفضون رسالة من يشاؤون بغض النظر عن مستوى الطالب الحقيقي واهليته العلمية لمواصلة الدراسة.
وختاما نطرح هذا الموضوع بشكل جدي للاجابة عليه من قبل معالي مدير الجامعة وفقه الله ورئيس القسم لاتخاذ خطوة فعالة لتصحيح الوضع القائم وعدم تأخير الموضوع كثيرا لانه لا يحتمل اي تأخير فهو يتعلق بمستوى اعلام دولة وليس أفراد يريدون الحصول على الشهادة بأي طريقة.