سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد سعدت كما سعد قطاع عريض من ابناء هذه البلاد العزيزة بما رأيناه وشاهدناه من اهتمام حكومتنا الرشيدة بالعرضة السعودية والعناية بها,, لقد عادت للعيد بهجته واشراقه في مختلف مدننا وقرانا اذ ان العرضة هي العمود الفقري لهذه الاحتفالات بحيث لا تقوم الا بها وكم لهذه الاحتفالات بالاعياد من فوائد من حيث لم الشمل بين اهل البلد واشاعة روح البهجة والالفة والمحبة بين الجميع كبيرهم وصغيرهم والالتقاء بالرفاق والاصدقاء الذين ما كان ليتسنى اللقاء بهم على مدى سنوات طويلة لولا هذه الاحتفالات.
نعم ان لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني اليد الطولى في الحفاظ على هذا التراث الاصيل والفن الرفيع من الضياع والاندثار,هذا الفن الذي يتميز بالسمو والرجولة والشجاعة, ان العرضة السعودية سمة من سمات هذه البلاد الطيبة وارث من مواريث الآباء والاجداد حافظوا عليه واعتنوا به وتلقفه الخلف منهم عن السلف على مر القرون حتى وقتنا الحاضر حيث اخذ يلقى العقوق وللاسف من البعض إما بسبب الانسياق وراء ما اخذت تغمرنا به الحضارة المعاصرة مما هب ودب من الفنون الدخيلة الهابطة او لعدم وضوح الرؤية لدى البعض الآخر بين ما هو محذور وبين ما هو فن شريف نظيف يتفق مع الرجولة ومكارم الاخلاق, وما كان هذا ليحصل ايضا لولا تسرب بعض الرؤى والافكار المتشددة,, وقد قال صلى الله عليه وسلم (ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضا قطع).
وهكذا اصبح هذا التراث مهدداً في عقر داره حتى قيض الله له من يذب عنه ويعيد الامور الى نصابها,ان ما اطلعنا عليه في جريدتكم الغراء العدد رقم 9964 حول توجيه سموه الكريم بأن تكون العرضة السعودية جزءا من نشاط الطلاب في المدارس والمؤسسات التعليمية لأمر يستحق الترحيب والاشادة اذ ان في ذلك حفاظا على هذا الفن الاصيل وتكريسه واحيائه, فضلا عن اعداد الفرق المتقنة للعرضة السعودية وهذا امر في غاية الاهمية,, اذلا شك انه اذا طلب من كل مدرسة وخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ان تعد فرقة للعرضة السعودية تشارك بها في حفل المدرسة كإحدى الفقرات الرئيسية وان تجعل العرضة كذلك احدى الفقرات الرئيسية في حفلات ادارات التعليم,, لاشك ان في ذلك التطبيق الفعلي والتنفيذ العملي لتوجيهات سموه وسيكون لذلك مردوده الايجابي في ايجاد الكوادر المدربة التي ستصبح مددا للمعنيين بهذا اللون من التراث عند اقامة الحفلات وفي الاعياد والمناسبات فالعرضة السعودية فن جماعي لا يمكن اداؤه والتدرب عليه الا من خلال تجمع كبير لا يتحقق في غير المناسبات الكبيرة الا في المدارس.
وفق الله المسئولين في حكومتنا الرشيدة الى كل ما يعود على هذا الوطن وابنائه بالخير والرشاد في حاضرهم ومستقبلهم والى كل ما يحفظ تراث هذه الامة وما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف من فنونها من الضياع,ولا ريب ان صرف الشباب الى تراثهم وفنونهم الاصيلة يتذوقونها ويمارسونها,, خير من تركهم ارضا خصبة للفنون الرديئة الهابطة الدخيلة على مجتمعنا وللافلام والقنوات التي اخذت تمطرنا بكل سخيف وخليع ومجاف للذوق والاخلاق والفطرة السليمة,, ولا نستطيع لذلك ردا, قال صلى الله عليه وسلم: (روّحوا عن قلوبكم ساعة بعد ساعة فإن القلوب اذا كلّت عميت), والله الموفق .
والهادي الى سواء السبيل.
حمود بن عبدالعزيز المزيني
المجمعة