Monday 24th January, 2000 G No. 9979جريدة الجزيرة الأثنين 18 ,شوال 1420 العدد 9979



رأي الجزيرة
إسرائيل وقبول الحقيقة الجوهرية

يوم السبت القادم ستشهد مدينة دافوس السويسرية عقد قمة ثلاثية بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في محاولة مشتركة لدفع عملية السلام في مسارها الفلسطيني الاسرائيلي.
وسيتم عقد هذه القمة على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في هذا المنتجع السويسري دافوس الذي اشتهر تاريخياً بأن فيه ما يسمى قدس الأقداس الذي خبأ فيه أول مؤتمر للصهيونية العالمية في بازل بسويسرا برئاسة ثيودور هيرتزل عام 1898م، ما تعرف الآن باسم بروتوكولات صهيون التي تمكن الحارس الفرنسي اورنوس من سرقتها ثم وصلت روسيا حيث طبعت لأول مرة باللغة الروسية، قبل ان تتم ترجمتها لمختلف اللغات بما فيها اللغة العربية!
ويبدو ان لاختيار هذا المنتجع السويسري كمقر لانعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي صلة ما بتاريخ نشأة الحركة الصهيونية العالمية التي نجحت جهودها التآمرية في اغتصاب فلسطين وتحويلها الى دولة اسرائيل اليهودية!
وهكذا فان القمة الثلاثية بين كلينتون وعرفات وباراك ليست منفصلة بوجه ما من الوجوه عن هذه الخلفية السياسية التاريخية لمدينة دافوس .
وقال نبيل شعث وزير التعاون الدولي الفلسطيني ان قمة دافوس ستحدد كيفية الالتزام بالمهلة التي تنتهي في 13/ فبراير المقبل للتوصل الى إطار لاتفاق السلام الفلسطيني/ الاسرائيلي.
وتجيء هذه القمة الثلاثية بعد اكثر قليلا من اسبوع مضى على القمة الامريكية/ الفلسطينية الثنائية التي عقدت في واشنطن وغاب عنها باراك الذي كان مقرراً أو مقدراً أن يشارك بها.
واتفاق الاطار المطلوب لاستمرار عملية السلام الفلسطينية/ الاسرائيلية يهدف الى مناقشة وحل قضايا الحدود واللاجئين والمستوطنات اليهودية ومصير القدس التي يصرُّ الفلسطينيون على أن تكون عاصمة لدولتهم التي قال عرفات ان من حق الفلسطينيين إعلان قيامها في شهر سبتمبر القادم.
وفيما يترقب المتابعون للشأن الفلسطيني قمة دافوس وما قد تسفر عنه من اتفاق أو اختلاف، تتسلط الاضواء الاعلامية الآن على تحركات الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي زار سوريا أول أمس وعقد لقاء قمة مع الرئيس الأسد ثم زار الأردن أمس، وعقد لقاء قمة مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، فيما ذكرت أنباء صحفية في القاهرة أمس أنه الرئيس مبارك سيزور الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة بين 25 و 29 من شهر مارس القادم للاجتماع مع الرئيس الأمريكي كلينتون حيث تتركز المباحثات على آخر التطورات التي يمكن ان تحدث حتى ذلك التاريخ لعملية السلام في جميع المسارات العربية/ الاسرائيلية.
وتعكس تحركات الرئيس مبارك بوضوح قوة وعمق التنسيق بين الاطراف المعنية مباشرة بمفاوضات السلام، والمساندة العربية للمفاوضين العرب لمحاصرة اللف والدوران والمراوغة والمساومة التي تمارسها اسرائيل كمنهج سياسي للتهرب المفضوح من الاستحقاقات المطلوبة منها لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط.
والمؤكد أن كل يوم يمر ويزداد فيه التنسيق العربي قوة وعمقاً ونشاطاً يزيد من تشديد الحصار على منهج المراوغة والمساومة الاسرائيلي بما يضع اسرائيل قيادةً سياسية وعسكرية امام الحقيقة الجوهرية التي لا يمكن بدون مواجهتها وقبولها ان تضمن لنفسها ما تطالب به من أمن,, وهي الحقيقة أن السلام مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين لن يتم لها بدون الجلاء الكامل عن جميع الاراضي المحتلة الى حدود 4/ يونيو/1967م,هذا اذا كانت صادقة في رغبتها في تطبيع العلاقات مع الدول العربية والعيش كدولة من دول المنطقة في أمن وسلام.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.