* جدة نايف البشري
استذكر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش العلاقات التاريخية التي تربط المملكة والولايات المتحدة التي تواصلت منذ اللقاء الذي تم بين جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله والرئيس الأمريكي روزفلت قبل خمسة وأربعين عاماً، حتى اللقاء الذي أجراه مع خادم الحرمين الشريفين واستقبال سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
وأعرب الرئيس بوش في مؤتمر صحفي عقد أمس، عن سروره لحضور المنتدى الذي يضم مشاركين من عدد من الدول، ومجموعة كبيرة من الخبراء على رأسهم روجر بورتر والذي كان يشغل منصب كبير المستشارين للرئيس بوش ابان ادارته.
وأشاد الرئيس بوش بكيفية تعامل الحكومة البريطانية مع الخصخصة وتخفيفها للقيود الحكومية معرباً عن تفائله لمستقبل الأجيال القادمة في ظل سياسات الانفتاح الاقتصادي والعولمة، ولكنه قال انه بينما أصبح العالم أكثر سلماً، إلا أنه لا تزال هناك تهديدات ومخاطر، ولكن لن تكون هناك مواجهات تجر إليها دول صغيرة لا ترغب في المواجهة, واضاف ان العالم لا يزال مكاناً خطراً فقد حلت محل الدب السوفياتي مخاطر جديدة منها الارهاب وتجارة المخدرات ودول مثل العراق وكوريا الشمالية.
وأشاد الرئيس بوش بالشجاعة السياسية للمملكة العربية السعودية في الخصخصة وجذب الاستثمارات الأجنبية وقال: إن المرحلة المقبلة تملي الاستمرار في الخصخصة وجذب الاستثمارات وتخفيف القيود الحكومية وخلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي، كما قال ان هناك أكثر من 200 مشروع مشترك امريكي سعودي يتم تنفيذها حالياً برأسمال يزيد عن 11 بليون دولار أمريكي, مشيداً بالخطة الخمسية السادسة وسياسة المملكة التي تهدف الى زيادة دور القطاع الخاص والتنويع والخصخصة وزيادة الكفاءة الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة.
وقال الرئيس بوش أن أكثر من ثلث العالم يعمل اليوم على الخصخصة، وقد تم تحقيق الكثير على مدى السنوات العشر الماضية، حيث كانت استثمارات القطاع الخاص 35 بليون دولار، وكان انفاق المؤسسات الهيكلية الدولية 60 بليون دولار، أما في العام 1997 فقد أصبحت استثمارات القطاع الخاص 200 بليون دولار وانخفض انفاق المؤسسات والهيئات الدولية الى 45 بليون دولار.
وشدد الرئيس بوش على أنه يجب ألا يملي أحد من الخارج على المملكة ما تفعله, وتمنى أن تستمر المملكة في تقدمها واصلاحاتها وفي تحقيق المزيد من التقدم, واضاف ان الاصلاح اساسي ومهم وان التجارة مهمة فهي تربطنا بالعالم، وان الأسواق الناشئة والنامية مهمة في دعم فتح أسواق لتحرير التجارة.
وقد حذر الرئيس بوش من الانعزاليين أمثال المرشح الرئاسي بات بيو كانان والتكتلات الانعزالية في الولايات المتحدة التي تريد سحب أمريكا الى قلعة منعزلة تتقوقع على ذاتها وتمنى الا ينظر الحاضرون الى ذلك كعائق للتجارة بين البلدين.
وفي اجاباته على الأسئلة، قال الرئيس بوش أن الجهل العام في الولايات المتحدة بطبيعة الدين الاسلامي هو السبب الرئيسي في الفجوة الكبيرة بين الحضارتين وان هذه الفجوة سوف تزول بالتقارب بين الشعبين من خلال المزيد من التبادل التجاري والاقتصادي والاجتماعي.
طالع صفحة متابعة