الأمير سلطان بن فهد: الأمير سلمان أعطى الرياض وقته وجهده,, والفقيد فيصل بن فهد زاوج بين الرياضة والثقافة تحت سقف واحد |
لقد احتفلتم قبل عام بالذكرى المئوية لنشوء المملكة العربية السعودية، وكانت اليونسكو سعيدة في المشاركة في هذا الحدث واليوم، ها هي اليونسكو تعلن مدينة الرياض عاصمة ثقافية اقليمية للعالم العربي في عام 2000م فهذه السنة ستكون حافلة بالفرص الثقافية للمدينة وللمملكة العربية السعودية وللمنطقة برمتها انها ستساعدكم على النهوض بالتراث الثقافي وبشتى الاشكال الغنية لابداعكم الثقافي من خلال تشكيلة من الانشطة الثقافية, فبرنامج العواصم الثقافية قد انشىء لهذا الغرض وقد اثبت انه عامل حفاز فعلا لهذه الانشطة.
وثمة اتفاق واسع النطاق اليوم على ضرورة رفد التنمية ببعد ثقافي فالكل يدرك ان الثقافة هي اكثر من مجرد نشاط ترفيهي اذ انها تؤثر في النسيج الاجتماعي لحياتنا اليومية كما انها يمكن ان تكون عاملا ايجابيا للغاية في تشجيع التسامح والتوافق والتفاهم بين الشعوب.
ان الهدف من برنامج العواصم الثقافية هو بالفعل التأثير على كل المنطقة بما يتجاوز حدودها، وذلك باستثارة الاهتمام بشتى الاشكال الفنية وبالتشجيع على تقدير التنوع الثقافي حق قدره.
اننا عندما نذكر الثقافة، كثيرا ما نفكر لاول وهلة في التراث المبني, ولقد كانت شبه الجزيرة العربية مهدا لحضارات عديدة، وثمة مواقع لا حصر لها لا تزال تشيد اليوم على وجود مراكز ثقافية متنوعة في ارجاء شبه الجزيرة هذه وكانت الرياض احد هذه المراكز التاريخية.
وهناك على مسافة قريبة جدا من العاصمة الحالية للمملكة العربية السعودية آثار الدرعية.
كما ان مدينة الرياض كانت مركزا للعهد الديني السياسي الذي ابرم بين المصلح، الامام محمد بن عبدالوهاب واسرة آل سعود.
ان كل حجر في المملكة العربية السعودية يشهد على الماضي، ولكل منظر طبيعي فيها تاريخ ثم ان الرياض كانت تشكل مع الواحات المتاخمة لها كواحة الخرج مركز منطقة اليمامة التارخية.
ولا يزال بامكان المرء ان يعجب في اقدم جزء من هذه المدينة بمنظر مجمع المصمك التاريخي بقلعته وقصره ، وهو مجمع ما برح يشكل اهم اثر من آثار الهندسة المعمارية.
لكن المملكة العربية السعودية هي ايضا بلد ذو ثقافة حية ينبض بحياة فنية معاصرة.
واسمحوا لي ان اتوجه بتهاني الحارة الى السلطات السعودية على نجاحها في انجاز سلسلة من المشروعات الخاصة بمتحف وطني وباقامة مركز رائع لمؤسسات ثقافية اخرى, اما مدينة الرياض، فقد اصبحت تضم مباني رائعة لعرض مجموعات المصنفات العديدة التي تجسد التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية ويمكن القول بالتأكيد ان انجاز هذه المشروعات قد فتح المجال لسنة حافلة بالانشطة الفنية.
كما ان اليونسكو تفتخر بأنها شاركت في مشروع ثقافي بارز اخر في هذه المدينة وهو مشروع انشاء متحف مكرس لحياة الملك فيصل، رحمه الله، وذلك بالاضافة الى مكتبة حديثة ومركز للبحوث ومختبر لترميم المخطوطات, وقد تولى المهندس المعماري الياباني، كنزو تانغة ، تصميم المبنى الذي يضم جميع هذه المرافق الثقافية، ولا يسعني الا ان اشهد وليس قصدي من ذلك التحيز لمواطن من بلدي! بأن مدينتكم تجمع بين افخر شواهد الهندسة المعمارية الحديثة والمباني الاثرية القديمة.
سمو الأمير،
أصحاب السعادة،
انني اهنىء السلطات في المملكة العربية السعودية وبلدية الرياض والمنظمات غير الحكومية وجميع الاطراف التي ساهمت بجهودها الدؤوبة في اعداد الانشطة التي ستجعل من الرياض العاصمة الثقافية للعالم العربي حتى نهاية هذا العام.
ان هذا البرنامج الزاخر بالانشطة الثقافية يعزز مفهوم النهج العالمي في مجال التراث الثقافي، اذ انه يجمع بين التراث المادي وغير المادي، وبين ما هو تقليدي وما هو حديث, وفضلا عن ذلك، فان الوضع الجغرافي للمملكة العربية السعودية مؤات لاقامة برنامج ثقافي شامل من هذا النوع فيها، شأنها في ذلك شأن طريق القوافل المشهور بين بلدان الجنوب وبلدان الشمال، والذي كان يربط بين العالم الآسيوي والعالم العربي وعالم البحر المتوسط لاغراض تجارية وثقافية, فالمملكة العربية السعودية ملتقى شعوب وثقافات وهذا ما سيضمن بلا شك النجاح للرياض في ان تكون عاصمة ثقافية للمنطقة.
هذا ولا يسعنى ختاما الا ان اعرب عن الامل في ان يكلل برنامج الرياض، العاصمة الثقافية الاقليمية لعام 2000م بنجاح ساحق وان يسهم اسهاما جليلا في تعزيز القيم الثقافية لهذا البلد بما يخدم قضية السلام والتنمية.
كلمة مدير عام المنظمة العربية
للتربية والثقافة والعلوم
بعدها القى مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد الميلي كلمة قال فيها:
يوم جد قريب، هو ذلك الذي استرجع فيه عبدالعزيز آل سعود، مدينة الرياض وانتصب فيه، اميرا على نجد، إذا حسبنا الزمن بقياس اعمار الامم.
لكن اين هي رياض اليوم التي نحتفل بها عاصمة للثقافة من رياض الامس القريب جدا.
إذا نحن استنطقنا الرياض اليوم وقد بلغت هذه الدرجة من النمو، وازدانت بأهم مظاهر الحضارة، واكتست ابهى حلل العمران، واستقرت بها مجامع علوم وفكر، واشعت فيها ومن حولها جامعات ومعاهد تهيئ أجيال الغد في تواصل واع بماض مجيد، هذه المدينة الرائعة التي اصبحت عاصمة اقتصادية وسياسية، وتعتز اهم عواصم العالم بأن ترتبط بها، فيؤمها قادة في السياسة، وجهابذة في الاقتصاد وزعماء امم اذا استنطقناها لمعرفة السر الاساسي في هذا التطور العملاق، لقالت لنا ما معناه: اني مدينة، مدينة في ذلك كله لرجل لخص في شخصه كرامة شعب، حمل في قلبه خلاصة عقيدة، وجعل فكره موطن تخطيط نشيط لعملية توحيد، ومركز توجيه يرنو الى المستقبل قارئا في الغيب، وقد جعل بينه وبين الاحباط سدا.
فأقدم في ظروف يأس، مع مجموعة لا سلاح لها الا الايمان، على فتح الرياض، مفاجئا حاميتها بقلة عدد الرجال وقوة الاستبسال والاصرار على انتزاع النصر.
لقد شكل دخول عبدالعزيز آل سعود للرياض، نفسا جديدا ومنعرجا حاسما في مسيرة الحلف بين طهر العقيدة وصرامة السيف الذي يخدمها، حلف التحم في شخصية الفتى عبدالعزيز الذي كان في آن واحد امير نجد وإمام الدعوة.
واضاف إن الحديث عن عبدالعزيز ومعجزته وعن الرياض يطول، على ان هناك عبرة اساسية نخرج بها من استقراء تاريخ هذا الرجل الفذ.
فقد ادرك اهمية الربط بين القلب نجد وبين المتنفس البحري، وادرك ان مشروعه لتوحيد المملكة وبناء الدولة متوقف الى حد كبير على بناء اقتصادي وثقافي، وتكوين اداة عسكرية ملائمة تحفظ المكاسب وتردع الاطماع، وهكذا علم الانضباط لفئات تعودت على الفوضى، بفعل عقيدة تعطي للانضباط معنى وتنظيم يربط ين الخدمة العسكرية وخدمة الارض، او يربط بين السياسة والاقتصاد.
وبذلك يكون قد وفر اهم العناصر المؤسسة للدولة التي تشكلت في ذهنه تصورا قبل ان تبرز للوجود واقعا حيا في هذه المملكة الموحدة المترامية الاطراف التي تزهو اليوم بعاصمتنا الرياض بعد ان حباها الله بالحرمين الشريفين زينة ابدية الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
حيا الله الرياض.
كلمة الأدباء والمفكرين
بعد ذلك القى معالي الدكتور محمد عبده يماني كلمة الادباء والمفكرين والتي عبر فيها عن اعتزازه لاختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 20000م.
وقال: ان الثقافة عنصر اساسي في حياة كل فرد وكل مجتمع واي تنمية لابد ان تنطوي على بعد ثقافي جوهري ما دامت تستهدف غاياتها خير الانسان, مشيرا الى ان برنامج العواصم الثقافية يشتمل على جملة من الابعاد التي تتمثل على وجه الخصوص في امور اساسية منها تنشيط المبادرات الخلاقة وتثمين الرصيد الثقافي المتنوع والتركيز على القيمة الحضارية لتلك العاصمة واشعاعها على الصعيدين الاقليمي والعالمي وتثمين ما تزخر به من تراث ثري ومتنوع وكذلك على الانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز قيم التفاهم والتآخي والسلم بين الشعوب وتعميق الحوار الثقافي واندماج واع في سياسية العصر مع الاعتراف بالخصوصية الثقافية.
وقد نوه الدكتور يماني بالاهتمام الذي توليه جامعة الدول العربية لقضية الثقافة وخصوصا المعاهدات الثقافية التي تمت بين الدول العربية وانشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي قامت بانشاء مشروعات ثقافية وقومية بين الدول العربية ودول اوروبية وغربية,
بعدها القى عضو مجلس الشورى الدكتور احمد عثمان التويجري قصيدة بهذه المناسبة .
وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض بازاحة الستار عن مجسم شعار الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م, ثم تسلم سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من اللجنة العليا قدمها لسموه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة العليا المنظمة لبرامج الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م.
وقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز هدايا تذكارية من اللجنة العليا لكل من مدير عام منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو كويشيرو ماتسوروا ومدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد الميلي.
وقد حضر الحفل اصحاب السمو الملكي الامراء ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي وزير المعارف الدكتور محمد بن احمد الرشيد ومعالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي ومعالي الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جميل الحجيلان ونائب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله نصيف وامين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن عياف ال مقرن وعدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين ورجال الفكر والادب والاعلام والصحافة.
|
|
|