لا وقت للصمت المستشفيات والأسعار المفتوحة! 2/2 فوزية الجار الله |
تحدثت عن اختلاف الخدمات المقدمة من قبل المستشفيات والمستوصفات,, وأقول إذا كان هذا الاختلاف شكليا فلا بأس,, ولكن إذا كان يتعلق بأمور جوهرية تتعلق بنوعية العلاج ومدى جودته فأي مواطن يستطيع قبول مثل هذا العلاج؟,, هذا إذا علمنا أنه ليس ثمة إنسان يقبل أن يكون حقلا للتجارب الطبية!.
واستكمالاً للملاحظات السابقة أقول:
* إن كثرة أعداد المستشفيات المنشأة بين الفينة والأخرى وتعدد تخصصاتها إلى جانب اختلاف الأسعار ذلك يحتم على المواطن ضرورة التفكير كثيراً قبل التوجه لعلاج نفسه أو عائلته، ولكن كيف يستطيع الاختيار؟!
هل تكفي الإعلانات المقدمة وحدها من قبل المستشفيات والمستوصفات في وسائل الاعلام المختلفة؟,, بالطبع لا,, فنحن نعلم ان الاعلانات هي عملية تجارية بالدرجة الأولى.
هل تكفي تجربة الآخرين بمعنى ان يسأل المواطن كثيراً قبل التوجه إلى المستشفى او المستوصف؟,, وهل يعتبر ذلك معياراً للحكم على نجاح احد المستشفيات من عدمه؟!.
ماذا يفعل المواطن أو المقيم القادم حديثاً إلى مدينة شديدة الاتساع لم يسكنها قبلاً مثل مدينة الرياض؟,, وكيف له أن يختار أحد المستشفيات للعلاج وهو لا يملك معلومات مسبقة من متابعة الاعلانات أو بالسماع من الآخرين؟!!.
ثمة أمر آخر لا يقل أهمية وهو كيف يعلم المواطن سواء كان متعلماً مثقفاً أو جاهلاً بأن هذا المستشفى أو المستوصف يستخدم افضل الاجهزة الطبية ويقدم افضل الخدمات؟,, وبما أننا لسنا جميعاً أطباء ولا من ذوي الاختصاص بالأجهزة الطبية,, كيف للمواطن أن يعلم إذن؟! هل يغامر بمراجعة أحد المستشفيات للتجربة,, وليكن ما يكون؟!.
ثم لنفترض ان لهذا المواطن معرفة مبدئية بالتجهيزات الطبية وقدرة على التمييز فيما بينها,, هل نتصور ان يسمح له المستشفى بإجراء جولة استكشافية يقف فيها بنفسه على هذا الأمر؟! إضافة الى ان ثمة عوامل كثيرة مضللة,, فقد يكون المبنى على مستوى عالٍ بينما لا التجهيزات ولا الكفاءات الطبية في مستوى مناسب,, وقد يكون المبنى قديماً إلى حد ما إلا أن المستشفى يستخدم أدوات ومعدات طبية حديثة جداً,, إلى آخر هذه الاحتمالات.
خلاصة القول ولعلمي السابق كما ذكرت حرص معالي وزير الصحة ورغبته الدؤوبة والمستمرة في كل ما من شأنه تطوير الخدمات الصحية وراحة المريض, أتمنى من الوزارة الموقرة أن تعيد النظر في هذا الأمر وأن تنظر في إمكانية تطبيق هذين الافتراضين:
1 وضع سقف أدنى للخدمات المقدمة من قبل المستشفيات وهو الحد الذي يمكن فيه تحقيق راحة المريض وتقديم العلاج له على أحسن وجه.
2 تقسيم المستشفيات والمستوصفات الى فئات وتحديد الأسعار بناء على ذلك,, مع وضع حد أعلى للأسعار منعاً للتجاوز أو المبالغة من قبل البعض.
والله من وراء القصد.
|
|
|