أحياناً تدفع الأزمات الاقتصادية الشعوب الى إشغال فراغ بطون مواطنيها، بتداول النكات ، والشعب الروسي الذي يعاني من جملة أزمات، فمن مشاكل معيشية طاحنة، الى حرب شرسة في الشيشان يذهب ضحيتها يومياً العشرات من الجنود الروس، إضافة الى الشيشانيين الذين يعتبرهم الروس جزءا من اتحادهم الفدرالي كانوا يأملون بانتهاء مشاكلهم السياسية بعد تخلي رئيسهم المريض السابق بوريس يلتسين عن السلطة لصالح رئيس وزرائه فلايميير بوتين ، ولكن هذا الأمل بدأ يخفت بعد ظهور بوتين على حقيقته التي كشفتها طريقة انتخاب رئيس الدوما الروسي البرلمان ولجانه ، والتي أظهرت أن الرئيس المنتظر ذو نزعة دكتاتورية لا يتوانى عن القيام بأقذر الوسائل لتحقيق مآربه، وهو ما اعتبره الروس، أو على وجه التحديد الاصلاحيون والليبراليون الذين طعنهم بوتين بالتآمر مع الشيوعيين لاقتسام مناصب الدوما البرلمان معهم.
عملية الانتخاب انتهت بتنصيب شيوعي رئيسا للبرلمان، وتقسيم رؤساء اللجان بين الموالين لبوتين والشيوعيين، وهذا ما أغضب الليبراليين الذين أخذت أوساطهم تتحدث عن بروز دكتاتورية بلشفية يصيغ أطرها بوتين الذي يجمع بين أساليب الانتهازيين والشيوعيين وطرق الاستخبارات, وبما أن بوتين كان رئيسا للاستخبارات الروسية قبل اختياره للعمل ضمن الطاقم الوزاري في عهد يلتسين ثم رئيسا للحكومة، ولماضيه الشيوعي أيضا، ولسرعة تسلقه المناصب فان الروس أخذوا يربطون بين كل هذا ليخرجوا بانطباع بأن الرئيس القادم، ما هو الا دكتاتور صغير سيظل يكبر حتى يتضخم مثلما حصل مع بوريس يلتسين، ولذلك فان احدى الصحف نشرت رسماً كاركاتوريا يظهر فيه بوتين معتمراً قبعة ضابط الماني هتلري، كما أن الروس يتداولون نكتا تربط ما بين راسبوتين والرئيس المكلف بوتين، وكل هذا ارهاصات يعتبرها المراقبون بداية العد التنازلي للمرشح الأكثر حظوظا حتى الآن لخلافة يلتسين، ويرون أن وهج بوتين سيخفت بمجرد حصول اي انتكاسة في الحرب مع الشيشان,, التي إن طال أمدها أكثر مما يوعد بانهائها، فان ذلك كفيل بتراجع موقعه في سباق السعي للرئاسة.