تسبب في صراع تجاري بين AOLومايكروسوفت برامج الاتصالات اللحظية تزيح البريد الإليكتروني من الطريق |
* واشنطن د,ب,أ
هل بدأت شعبية البريد الإليكتروني في الانحسار؟ تقول سوزان سكاجز الكاتبة التي تتخذ من فرجينيا مقراً لعملها ان هذا حدث بالفعل.
فسوزان التي تمضي كافة أيامها في صحبة جهاز الكومبيوترفقط لا تشعر مطلقا بالوحدة فهي تتحاور طيلة اليوم مع رئيسها في العمل ووالدتها وزوجها وصديقتها المفضلة بل وكثيرا ما تتحدث معهم كلهم في آن واحد دون أن تلمس يداها الهاتف.
والشيء ذاته ينطبق على جاري سيناي الذي يشرف على عمليات وحدة كاملة في إحدى شركات انترنت الكبيرة, فأثناء عمله يثرثر مع زوجته ويسدي النصائح لأطفاله، وهم في المدرسة ويبحث آخر نتتائج الالعاب الرياضية مع اصدقائه,, هل يعني هذا انه اسير للهاتف؟ مطلقا.
فبالنسبة لسكاجز وسيناي والعديدين من أمثالهما هذه الايام ادخلت طريقة إرسال الرسائل (الفورية) عبر الانترنت تغييرا على اسلوب التواصل مع الآخرين, وتقول سكاجز لوكالة الانباء الالمانية (د,ب,أ) يمكنني أن اظل على اتصال مع الآخرين هذه هي الخلاصة, ولكن أهم ما في الموضوع هو أن هذا الاسلوب أكثر تلقائية من البريد الالكتروني.
ويتفق العالمون ببواطن الامور في مجال الانترنت على هذا بل ويشير بعضهم الى ان الرسائل الفورية ستلقى نجاحا يماثل ناح البريد الالكتروني وستنتشر بنفس السرعة التي انتشر بها, ويقول برايان بارك احد كبار المنتجين لمنفذ (ياهو) للاتصال بالانترنت الرسائل الفورية هي لظاهرة التي ستجتاح الانترنت .
وايجازا فإن الرسائل الفورية نوع من خدمات الاتصال عبر البرمجيات التي تتيح للشخص إنشاء غرف خاصة للثرثرة مع شخص او اكثر عبر الانترنت.
فعندما يتصل هؤلاء بالانترنت او بأحد منافذ خدمات الاتصال مثل AOL أو هوت ميل يخطر المستخدم بذلك، ويمكنه عندئذ ان يبدأ التحاور معهم, وقد لقيت الرسائل الفورية إقبالا كبيرا العام الماضي إذ تقول AOL التي تمتلك إحدى برمجيات إرسال واستقبال الرسائل الفورية ان اكثر من 30 مليون مستخدما اشتركوا في هذه الخدمة العام الماضي.
وتقدر مايكروسوفت ايضا مبيعاتها من برمجية الرسائل الفورية الخاصة بها بالملايين على مدى العام الماضي, ويتجلى سر جاذبية الرسائل الفورية بوضوح فالازواج والآباء والابناء في قارات العالم المختلفة يمكنهم التحاور مع بعضهم البعض دون تكبد تكلفة المكالمات الدولية.
كما يمكن لشركاء العمل ايضا ان يلجأوا الى الرسائل الفورية من أجل التفاوض حول الصفقات بسرعة اكبر,, ويمكن لسماسرة البورصة, استخدامها لتنبيه العملاء بان الوقت قد حان لبيع الاسهم او شرائها,ويقول دنيس أوكيف مدير شركة اتصال بالانترنت تدعى بو, كوم في لندن (من وجهة نظر معينة إذا كان الغرض الاساسي من الانترنت هو التواصل فإن اي تكنولوجيا تجعل عملية الاتصال أكثر سرعة ستنجح بالتأكيد).
واضاف في رأيي فإن الرسائل الفورية هي احدث خطوة في الطريق الذي تسلكه ثورة المعلومات من أجل تواصل بلا حدود .
غير انه من سوء حظ المستخدمين فإن هناك بعض القيود التي فرضتها الشركات منتجة برمجيات الرسائل الفورية، فمستخدمو برمجية AOL على سبيل المثال لا يمكنهم تلقي الرسائل من أو إرسالها إلى مستخدمي برمجية مايكروسوفت Msnmessenger او غيرها والعكس صحيح.
وقد فرضت تلك القيود بسبب رغبة كل من منتجي تلك البرمجيات ان يفرض سيطرته على هذه السوق.
والى الآن فإن AOL تتصدر تلك السوق ببرمجيتها التي تحمل اسم AOL انستانت ماسنجر وكانت الشركة قد دخلت في خلاف تناقلته وسائل الاعلام مع مايكروسوفت لرفض الاولى السماح بتحاور مالكي برمجيات الشركتين.
وإذا كان هذا من سوء حظ المستخدمين فإن الجانب الجيد هو ان تلك البرمجيات لا تزال متاحة مجانا على الانترنت.
والعيب الاساسي لخاصية الرسائل الفورية هو ذاته بالنسبة لكافة الصيحات التي طرأت على عالم الانترنت في الآونة الاخيرة وهو انها تفترض ان المستخدم متصل بشكل شبه دائم بالانترنت او على الاقل انه يتصل بها كثيرا.
إلا ان هذا لا يمنع منتجي تلك البرمجيات من التفكير الطموح في خطط مستقبلية, فشركة AOL على سبيل المثال كشفت النقاب مؤخرا عن نسخة حديثة من برنامج الرسائل الفورية الخاص بها تتضمن مقتطفات من العناوين الاخبارية واسعار البورصة.
ويقول الخبراء: انه بمجرد شيوع استخدام الاتصالات السريعة بالانترنت التي تعرف بالاتصالات واسعة النطاق فإن خاصية الرسائل الفورية ستحمل في طياتها عرضا كاملا وفوريا للاتصالات المرئية والمسموعة علاوة على النص المكتوب, وعندما يحدث ذلك فإن التحاور مع الاصدقاء والاقارب بالصوت والصورة قد يصبح اكثر شيوعا من المكالمات الهاتفية التقليدية.
|
|
|