الاعتدال,. صورتنا في الخارج هدى عبدالمحسن المهوس |
أجدادنا وآباؤنا كانوا يصارعون الحياة صراعاً مريراً ويقسون على أنفسهم في سبيل الحصول على لقمة العيش ومع ذلك استطاعوا أن يقهروا تلك الصعاب، ويقتحموا تلك الحواجز عبر القرون ولم تحل تلك القسوة بينهم وبين بلوغ مشارف المجد ومصاعد العلا، فكانوا أصحاب عزم وارادة ونماذج فتوه وملتزمين بالعمل وكانت أرضهم تتفيأ ظلال هيبتهم ويتركها اعداؤهم رهبة لارغبة وكانوا أمة عمل والعمل كما مارسوه شرف ووطنية وصحة ومواكبة لواقع الحياة, وها نحن اليوم ذرية الأمس أعضاء عاملة في جسم هذا العالم الذي يضج بالعمل، أمة اسلامية متميزة معتدلة في كافة أمور الحياة، فمنذ أن قامت هذه الدولة الكريمة كان هدفها الأكبر بعد خدمة الإسلام والمسلمين أن توفر لكل مواطن في هذا البلد المعطاء كافة سبل الحياة الكريمة، بإنشاء المشاريع الضخمة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الرياضية أو العلمية، وغير ذلك من الصروح التي تشير الى حجم ما يقدمه وطننا المملكة العربية السعودية من أعمال وتسهيلات.
فالمملكة اليوم تحقق نهضة وانجازات كبرى في شتى المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية والعمرانية، وتقوم أيضاً بأدوار قيادية كثيرة جداً وكبيرة لعلاج ما يواجهه العالم الإسلامي من مشاكل، لأن المملكة هي قلب العالم الإسلامي، وبالتالي علاقاتها طيبة وجيدة بجميع الدول الاسلامية واحترامها وتقدير مواقفها نابع من سياستها الحكيمة المتوازنة، يدفعها إلى ذلك شعورها بتحمل مسؤولياتها وواجبها نحو خير البشرية جمعاء، الأمر الذي أكسبها ومازال حتى يومنا هذا احترام جميع دول العالم، وإن الاستراتيجية النفطية السعودية تعد في حد ذاتها مدرسة قائمة بذاتها ونموذجاً يحتذى من قبل الدول الأخرى ، سواء كانت دول العالم الثالث أو دول العالم الصناعي، فهي لا تهتم بما سيعود عليها من فوائد ومزايا مادية بقدر رغبتها وسعيها من أجل خير البشرية ولكل شعوب العالم، وهكذا، وبمثل هذا تصبح المملكة العربية السعودية الدولة الرائدة في كل المجالات وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية واليوم وكل يوم ها هو التاريخ يعيد نفسه وتضيف المملكة أمجاداً لأمجادها السابقة وتسطر أروع معاني الاعتدال في جميع مواقفها تجاه المحن والأزمات التي يمر بها عالمنا اليوم.
|
|
|