تشارك المملكة العربية السعودية بوفد في المؤتمر العربي الإقليمي حول التعليم للجميع: تقييم عام 2000 الذي سينعقد في مدينة القاهرة خلال المدة 17 20 شوال 1420ه.
وينظم المؤتمر مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية بالاشتراك مع العديد من المنظمات التربوية العربية والدولية, ويهدف المؤتمر إلى استعراض تقارير الدول العربية التي تقدم ما انجز فيها في مختلف مجالات التعليم للجميع خلال المدة 1990 1999م, وذلك تنفيذا لتوصيات مؤتمر التعليم للجميع الذي عقد بمدينة جوفتين بتايلاند عام 1990 والذي دعا فيه مختلف دول العالم إلى تقييم انجازاتها في مجال التعليم للجميع وتشمل تلك المجالات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم الأساسي وتعليم المرأة وتعليم الكبار ومحو الأمية.
وعندما نتحدث عن مصطلح التعليم للجميع فإنه يندرج تحت مظلته أنواع متعددة من التعليم كما ذكر سابقاً بالاضافة إلى تعليم المجتمع وتطوير المجتمع وتنمية المصادر البشرية والتعليم المستمر, ويعني مصطلح التعليم للجميع وكما نعرفه جميعاً أن التعليم متاح للجميع فهو للصغار والشباب والكبار والمسنين والكهول, وانه ليست هناك حدود أو موانع للتعليم والتعلم في أي زمان ومكان وأن التعليم ليس قصراً فقط على الصغار بل هو متاح ومتوفر للجميع, وهذا ما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف, ويرتبط تعليم المجتمع بالتعليم للجميع حيث أن تعليم المجتمع هو عمليات أو اجراءات يقوم فيها أفراد المجتمع بتحديد مشاكلهم واحتياجاتهم والبحث عن الحلول مع بعضهم واستخدام المصادر الضرورية للتعليم والبدء في الاجراءات العملية والحلول, وتعليم المجتمع يساعد علي:
تسهيل عملية تعليم الأفراد حول الكثير من الأمور الصحية والاقتصادية والتكنلوجية والاقتصادية والتربوية وغيرها.
حل مشاكل المجموعات الاجتماعية والأسر.
مواكبة التغيرات الاجتماعية.
بناء وتطوير المجتمع.
وبذلك فإن تعليم المجتمع هو ادارة وبدء التفاعل بين المجتمع وأعضائه والتي تؤدي لتحسين وتطوير الفرد والمجتمع.
وبذلك فإن أهداف تعليم المجتمع أو بعضها ما يلي:
تطوير برامج اجتماعية.
تعزيز التفاعل بين المدرسة والمجتمع.
مسح مصادر المجتمع وتنظيم عملية التفاعل بينها.
تطوير العلاقات بين مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة.
تحديد المشاكل الاجتماعية واستخلاص حاجات المجتمع.
الحث على تطوير المجتمع.
مناقشة مواضيع اجتماعية وبيئية وغيرها.
التدريب في مجال تعليم المجتمع.
وعندما يتعلم الجميع فإن هذا يكون تطويرا للمجتمع, وتطوير المجتمع هو اجراءات يكون فيها الانسان أكثر قدرة على العيش وبمقدار من التحكم على بعض الأمور الاجتماعية المحلية في عالم متغير, وهو مجهودات مخططة ومنظمة لمساعدة الأفراد لكسب الاتجاهات والمهارات والمفاهيم لجعلهم قادرين على التوصل لحل بعض مشاكلهم الاجتماعية.
والتعليم للجميع يرتبط بالتعليم المستمر حيث يجب ان يستمر الانسان في عملية التعلم ما دام حياً على وجه هذه الأرض حيث ذكر أحد العلماء أن التعلم يتوقف عندما تتوقف الحياة, وينظر إلى التعليم المستمر على أنه مجموعة من الخطوات المنظمة والمرشدة الهدف منها تطوير التعلم خلال حياة الفرد, ويتصف التعليم المستمر بأنه يحدث بتعمد أو بقصد التعلم حيث أن المتعلمين يحسون بعملية التعلم ويدركونها, وللتعليم المستمر أهداف محددة وخاصة وليست أهدافاً عامة أو غامضة وإنما يصمم لفئة معينة من الناس.
هذه الأهداف المحددة هي السبب في حدوث التعلم وتكون الاستفادة من التعلم مرئية ومحسوسة وتساعد الشخص على التكيف بطريقة أفضل مع هذه الحياة, وعندما يتاح التعليم للجميع فإن هذا يعد تطويراً للمصادر البشرية وتنمية لها, ويمكن تعريف تطوير المصادر البشرية بأنه تعلم منظم يتم خلال فترة زمنية معينة لتمكين الفرد من تغيير وتطوير الأداء في العمل والنمو الذاتي, كما يُعرف أيضاً بأنه طريقة متكاملة وكلية لتغيير السلوك المتعلق بالعمل باستخدام تقنيات واستراتيجيات وطرق تدريبية وتعليمية مختلفة.
وهو تدريب وتعليم متصل بالعمل وتطويره وبالتدريب طويل الأجل على مستوى الفرد والمؤسسة, وبهذا فإن تطوير المصادر البشرية هو تعليم للكبار ويعد تأهيلاً وإعادة تدريب وإعادة تأهيل لجميع قطاعات المجتمع العاملة, ويمكن النظر إلى التدريب والتطوير كجهود منظمة ومخطط لها بواسطة مؤسسة معينة لتسهيل عملية تعليم سلوك ما متعلق بمجال العمل ومن الممكن ان يتضمن السلوك المتعلق بمجال العمل اي معلومات ومهارات اكتسبها الموظف أو العامل وتتصل بأهداف المؤسسة ومن الممكن توجيه جهود التدريب والتطوير لزيادة وعي الفرد بذاته وتطوير المهارات والدوافع لتمكنه من أداء العمل بطريقة أكثر كفاءة, ان الحاجة دائمة للتدريب المستمر فالنمو الاقتصادي ومدى فعالية المؤسسة وانتاجية العامل كلها مخرجات متداخلة والرابط بينها هو عملية التدريب والتعليم المستمر مدى الحياة والتعليم للجميع.
مصطلح التعليم للجميع مصطلح جميل يجعلنا نكمل بناء مجتمعنا ونسد النواقص فيه ونترابط ونتكاتف كبنيان مرصوص, وديننا بتعاليمه السمحة وشموليته للحياة وتنظيمه لجميع أمورنا الاجتماعية حث على هذا الجانب وشدد وأكد عليه فالتعليم يكون من المهد إلى اللحد والحكمة تطلب ولو كانت في الصين ومن قال إني علمت فقد جهل.
نتمنى التوفيق لوفدنا المشارك في المؤتمر العربي حول التعليم للجميع وحبذا لو ضمن أعضاء الوفد في برنامجهم إلقاء الضوء على الأدوار التي تقوم بها مراكز خدمة المجتمع للتعليم المستمر في الجامعات السعودية وعلى الأدوار والمهام والبرامج التعليمية التي تقدمها المعاهد الحكومية والمؤسسات والمعاهد الخاصة في حلقة التعليم للجميع, وأيضاً ابراز الدورات والبرامج التدريبية التي تقدمها أرامكو السعودية لمنسوبيها وبرامج الغرف التجارية والحملات الصيفية التي تنفذها وزارة المعارف وغيرها من النشاطات التعليمية التي تتم في المجتمع السعودي والمتعلقة بالتعليم للجميع وعلى رب العالمين الاتكال.
* كلية التربية جامعة الملك سعود.